...وإذا الموؤدة سئلت بأي ذنب قتلت,,وصدقت يا ربي و تعاليت في سمائك,واستويت فوق عرشك,ونظرت لنا فعلمت الظالم والمظلوم,والقاتل والمقتول,والطاهر والفاجر, والصادع بالحق والساكت كالشيطان الأخرس. ومن كان منكم يملك دليلا فليقدمه.ومن كان منكم تعلم إصبعه جهة المتهم فليشر إليه.أما الساكتون فلا رحمهم الله.مصر التي تعرفون أصبحت امرأة عجوزا تشكي عقوق الأبناء,الذين أحرقوا شهادة ميلادها في القرن الحديث والمخطوطة تحت اسم(وصف مصر)والممهورة بتوقيع العلماء الفرنسيس الكفرة الظلمة الذين عرفوا قيمتها ,وجهلناها نحن. مصر امرأة عجوز سرقوا منها بطاقتها الشخصية,لما أشعلوا اللهب في مخطوط خريطتها التي استعادت بها ابنتها طابا,ومصر امرأة عجوز تسير متلفتة ومتعثرة وموجوعة وناظرة إلى أبنائها كيف شدوا إلى العار والدمار وقلة الأدب كل شدِ. ويحكون يا أصدقائي أن هناك طرفا ثالثا,ولهوا خفيا وشيطانا مريدا يسكن مكانا قريبا وأحيانا مكانا قصيا,هو من يعبث في ظهورنا,وما إن نلتفت يختفي ولا نراه .وقد راح من بيننا قتلى وجرحي يزيدون قوائم الضحايا,ويقولون يا أصدقائي إن ناسا منا يجلسون في كرسي الحاكم أو هم في موقع المحقق والمتابع والمراقب,يعلمون أو هم يقولون إنهم يعلمون تلك الأيدي الخفية,وأبناء الشيطانة وبنات الجنية,وإذا ما سألناهم من هم ؟ومن يكونون؟سكتوا والتزموا الصمت. بالله عليكم.كم مرة سمعتم فيها أولي الأمر منا يشيرون بالاتهام إلى منظمات(ما) تتلقى دعما (ما) من جهات (ما) ويطول ال(ما)ويمتد حتى يصبح (ماءماء..)ويكاد ينطق الخروف وهم لا ينطقون. ياه وإيه وآه.,وكم هي قبيحة الصورة,والرعاع يرقصون أمام النيران التي تأكل المجمع العلمي.ولقد صرنا بعد مئات السنين من المدنية همجا برابرة وآكلي لحوم الورق. هل يعلم الجاهل الراقص رقصة الانتصار احتفالا بهدم هيكل المجمع العلمي .هل يعلم كم هي خسارة مصر,وهل يعلم الذي أرسل الأطفال ليهاجموا مجلس الوزراء,كم طفلا فقد أباه وصار يتيما,وهل يعلم الكابتن الذي قذف بالكرة في فناء المجلس أن كرة حقيرة أحرقت جزءا من عرض مصر,نعم عرض مصر,لأن شوقي يقول :وأنا المحتفي بتاريخ قومي.من صان تاريخ قومه صان عرضا.وهل يعلم الروائي المتطرف كم نفسا ماتت بسبب نصيحته الخبيثة للمعتصمين بتدمير كاميرات المراقبة. وهل يعلم الجمع ممن نظر مقالتي فوعاها أو رماني بالجهل أننا كلنا يستحق أخذ العزاء في المرحوم المجمع العلمي,وإنه لمجمع لو تعلمون عظيم الشأن وعميق الأثر. يا أصدقائي نحن بعد أكثر من مائتي عام على ثورة أجدادنا ضد الفرنسيس في شوارع القاهرة,عدنا برابرة.و أكاد أزعم أن أولئك الآباء الذين ثاروا في وجه بونابرتة,وأولئك الأجداد الذين غضبوا لسرقة الفرنجة مخطوطاتهم,وأن تلك الجدات الطاهرات اللواتي بكين سليمان الحلبي وهو مقتول على خازوق,لو يعلم كل هؤلاء أن وصف مصر ومخطوطات مصر سيحرقها نبت شيطاني,أزعم أنهم لو علموا لما ثاروا يوما على نابليون ولا بكوا أو بكين سليمان الحلبي,والله .حرام يا ناس. محمد موافي [email protected]