خلافات البدوى وبدراوى تشعل الوفد.. استقالة هالة شكر الله تربك الدستور.. وجبهة إنقاذ المصريين الأحرار تشعل الصراع داخل الحزب وقفت الأحزاب المدنية فى 30 يونيو 2013، خلف وزير الدفاع آنذاك الفريق أول عبد الفتاح السيسى "الرئيس الحالى لمصر" لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى وتجمعت معظم هذه الأحزاب فى جبهة أسموها جبهة الإنقاذ، وذلك لإنقاذ مصر من سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم وفق رؤيتهم آنذاك. وقد وصل الاتفاق بين هذه الأحزاب وقتها ذروته ولكن سرعان ما زال التوافق بمرور الوقت فبعد ما يقرب على عامين من التوافق وفى ظل الاستعدادات لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة, وصلت الصراعات داخل الأحزاب السياسية ذروتها وانقسمت الأحزاب المدنية فيما بينها ودبت الصراعات والخلافات بين أعضاء الأحزاب فيما بينهم. خلافات بالجملة بحزب الوفد والمعركة ساخنة بين البدوى وبدراوي البداية مع أكبر حزب مدنى ليبرالى فى مصر، هو حزب الوفد، حيث اتسع الخلاف بشدة خلال الأيام الماضية بين السيد البدوى رئيس الحزب وتيار إصلاح الوفد بقيادة فؤاد بدراوى، ورغم جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية لإنقاذ الحزب من الانهيار إلا أن الصراع اشتد فى الأيام الأخيرة بعد إعلان تيار الإصلاح المنافسة فى انتخابات مجلس النواب القادمة بقائمة موازية لقائمة حزب الوفد وهو ما يفجر الصراع على رئاسة الحزب ويدخله فى دوامة الانقسامات خاصة بعد افتتاح مقر تيار الإصلاح بجانب المقر الأصلى لحزب الوفد فى حى الدقى. خلافات قوية بين ساويرس وخليل فى "المصريين الأحرار" ومن الوفد إلى حزب المصريين الأحرار، فبعد أن كان هو الأكثر استقراراً بين الأحزاب المصرية فى الفترة الأخيرة إلا أن الخلافات بدأت تسيطر على الحزب بعد ظهور جبهة "إنقاذ المصريين الأحرار" التى أعلنت خوضها الانتخابات القادمة بقائمة انتخابية جديدة تحت مسمى "أحرار مصر" والمنافسة بنحو 386 مرشحاً على المقاعد الفردية فى غالبية محافظات الجمهورية, إضافة للمشاركة ب "120 فى قوائم الجمهورية الأربع" وهو ما يؤدى لإضعاف الحزب الأكبر تمويلاً فى مصر . انشقاقات كبيرة فى حزبى عمرو موسى وشفيق ويتشابه فى موقف حزب المصريين الأحرار، حزبا المؤتمر والحركة الوطنية فى وجوه كثيرة أهمها الثقل الكبير والشعبية الطاغية، التى كان يتمتع بها مؤسسا الحزبين عمرو موسى، والفريق أحمد شفيق، إضافة لتزايد الصراعات والانشقاقات وتواصل استقالات كبار الأعضاء فى كلا الحزبين، حيث تقدم عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا للمؤتمر بالاستقالة فى مقدمتهم صلاح حسب الله ومعتز محمود ومحمد عبد اللطيف نواب رئيس الحزب وتامر الزيادى مساعد رئيس الحزب وقام حسب الله ومحمود بتأسيس حزب الحرية مع محمد الفيومى البرلمانى السابق وانضم عبد اللطيف لحزب الوفد. ويواجه حزب الحركة الوطنية، نفس المصير بعد استقالة المهندس ياسر قورة الذى قام بتأسيس حزب المستقبل، و صفوت النحاس الأمين العام للحزب إلا أن الحركة الوطنية مازال يعتمد على شعبية مؤسسه ورئيسه الفريق أحمد شفيق وعدد من نواب وأعضاء الوطنى السابقين. استقالة "شكر الله" تربك حزب الدستور ومن حزبى المؤتمر وشفيق، إلى حزب الدستور الذى لم يختلف كثيرًا، حيث أعلنت الدكتورة هالة شكر الله، رئيسة الحزب أنها تقدمت باستقالتها من رئاسة حزب الدستور، مؤكدة أنها أيقنت أن الحزب وصل لحلقة مفرغة من الخلافات والتعقيدات التى قد تطول ما يهدد مسيرة الحزب وقدرته على الفعل بصورة واضحة. وأكدت شكر الله فى نص استقالتها، "أنه من موقع مسئوليتى أصبح لزامًا على خلق انفراجة للخروج من هذه الأزمة، وعليه فإنى أتقدم باستقالتى فورًا ونهائيًا من موقعى كرئيس للحزب". وفى إطار ذلك رصدت "المصريون" آراء المحللين والخبراء فى مدى تأثير الانشقاقات والصراعات الحزبية بين الأحزاب الموالية للسيسى على الحياة السياسية ... "شيحة": تيار الإصلاح سوف يعيد الوفديين للمشهد السياسى ويحافظ على وحدتهم فى البداية يقول عصام شيحة عضو تيار إصلاح الوفد، إنه إذا لم يدرك القائمون على إدارة حزب الوفد فى الوقت الحالى مسئوليتهم الوطنية، فى الحفاظ على حزب الوفد وتراثه والقيام بعملية لم الشمل, سيكون الخاسر الوحيد هو الحزب وأعضاؤه الذين سيدفعون الضريبة جراء خسارتهم وتناقص شعبيتهم فى الانتخابات البرلمانية القادمة, مضيفًا أن تيار الإصلاح يحاول بجهد كبير تضميد الجراح وجمع الوفديين ودعمهم ومساندتهم فى الانتخابات البرلمانية المقبلة حتى لو أقتضى الأمر أن يخوضوا معركة الانتخابات باسم تيار الإصلاح بالوفد . وأشار شيحة، إلى أن هناك عددًا من أعضاء الحزب يرفض خوض الانتخابات باسم تيار الإصلاح، إلا أن الأمانة معلقة فى رقبة رئيس الحزب سيد البدوى وخسارتهم الانتخابات القادمة سوف تظهر فشل سياسات البدوي، وأن تيار الإصلاح هدفه عودة الوفديين للساحة السياسية بقوة . واستبعد عضو تيار الإصلاح، وجود أياد خفية تسعى إلى تفتيت الحزب كما يعتقد البعض, موضحًا أن الأمر هو عبارة عن خلافات داخلية بين الوفديين وبعضهم البعض بسبب سوء إدارة الحزب. فالوضع الحالى يعبر عن رغبة حقيقية من الوفديين للالتفاف مع بعضهم البعض بعد اتخاذ مقر جديد لأعضاء الوفد الأصليين باسم "تيار إصلاح الوفد"بينما مقر الحزب الأساسى لا يوجد به أعضاء وفديين. وتابع شيحة، أن الإصلاح عمل على تجميع الوفديين الذين ينظرون إلى الحزب على أنه عقيدة ومبدأ ليس رئيسًا ومقرًا، بجانب محاولة الحفاظ على عدم تشتيت أعضاء الحزب من التفرق بين الأحزاب المختلفة الذى تجاوز عددها 100 حزب. فتيار الإصلاح يضم مؤيدين بما يقرب من 1250 فردًا من أعضاء الجمعية العمومية, وسنخوض الانتخابات المقبلة فى تحالف وطنى يمثل تيار الإصلاح فيه جبهة الوفد. "حسان": الخلافات الحزبية لن تؤثر على الانتخابات البرلمانية المقبلة التى تعتمد على النظام الفردي من جانبه يقول ياسر حسان رئيس لجنة الإعلام بحزب الوفد، إن جميع الأحزاب السياسية سواء فى مصر أو مختلف دول العالم تعانى من خلافات قبيل الانتخابات البرلمانية، وذلك بسبب اختلاف الرؤى السياسية, وأيضا الجهل بالتجارب السياسية, كما أن هناك خلافات داخلية على المقاعد بين المرشحين, فبعض الخلافات قد تكون صحية, عكس ما يحدث فى مصر والذى قد تؤدى إلى تراجع شعبية الأحزاب ومرشحيهم . وقال حسان، إن قانون الانتخابات الذى أصدرته حكومة محلب يضعف الأحزاب السياسية بشكل كبير، حيث إنه يمنح مرشحى الفردى أفضلية عن القوائم مما يؤدى إلى تفتت الأحزاب وسعى المرشحين نحو الفردى كل حسب إمكانياته وطاقاته المالية والشعبية, خاصة أن الأحزاب تحولت من كونها مقصد للمرشحين إلى البحث عن كوادر ومرشحين مستقلين لزيادة مقاعدها فى البرلمان . وقلل حسان، من شأن تيار الإصلاح مضيفًا أنهم عدد صغير جدًا من أعضاء الحزب الذين يرفضون سياساته وأن الإعلام هو من أعطاهم حجم أكبر من حجمهم فى المشهد المصري, كما أن الأحزاب السياسية أصدرت بيانات رافضة لهذا التيار مثل حزب المؤتمر والحركة الوطنية والحرية والمصريين الأحرار . وأضاف القيادى بالوفد، أن المشكلات والخلافات التى تعصف بالأحزاب سوف تؤثر, ولكن ليس بدرجة كبيرة لا سيما أن الانتخابات القادمة فردية وسوف تعتمد على الأفراد أكثر من الأحزاب .
"حمدان": زيادة الخلافات فى الأحزاب السياسية سببه عدم وجود رؤية وسياسة واضحة لها وفى سياق متصل قال مجدى حمدان المحلل السياسى عضو جبهة الإنقاذ السابق، إن زيادة حدة الخلافات فى العديد من الأحزاب السياسية فى الوقت الحالى يأتى من عدم وجود رؤية أو سياسات داخل تلك الأحزاب وأنها تسير بسياسة اليوم بيوم، مضيفًا أن الأحزاب لديها أهداف تسعى إليها وما يحدث هو هزل وصراع على مقاعد الوهم والميديا والكل يريد أن يشاهد ويقرأ عنه . وأضاف حمدان، أن حزب الوفد كان لديه لقاء مع الرئيس السيسى حول التصالح الداخلى لكنه لم ينفذ بنود التصالح ولا نعرف بعد لماذا لم ينفذ الاتفاق. فالمواطن الآن أصبح لا يهتم بأى حزب لأنه لا وجود لأى حزب بشكل واقعى على الأرض, وهذا نابع من توجه الدولة التى همشت دور الأحزاب وتجاهلت وجودها، وهذا ظهر بوضوح فى لقاءات الرئيس مع رؤساء الأحزاب والتى لم تتعد 3 لقاءات منذ توليه الرئاسة. وتابع عضو جبهة الإنقاذ السابق، أن سيطرة رئيس الحزب هو نهج متوارث فى الأحزاب ودائمًا ما يسعى رئيس الحزب لأن يكون الكل تحت أمرته لذلك تظهر خلافات كثيرة . فكل الأحزاب بلا استثناء عبارة عن شركات وبها صاحبها وهو من يصرف عليها ولا يريد أن يعارضه أى عضو فى الحزب سواء كان قيادة أو غيرها وهذا أحد أسباب الصراع بجانب السعى نحو الميديا والوجاهة الاجتماعية.