على الرغم من الانتهاء من كافة قوانين الانتخابات »تقسيم الدوائر« مجلس النواب مباشرة الحقوق السياسية وصدور قرارات جمهورية بهذه القوانين وإعلان اللجنة العليا للانتخابات استعدادها لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالى إلا أن الأحزاب والتحالفات مازالت تتخبط فى المفاوضات الماراثونية التى بدأت بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية الأخيرة التى فاز فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى على منافسة حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى. توهان فى الوفد حزب الوفد برئاسة الدكتور السيد البدوى حتى الآن لم يحسم قراره النهائى بشأن المشاركة بقائمة »فى حب مصر« إضافة للصراعات الداخلية التى يشهدها الحزب منذ فترة طويلة بين البدوى وتيار اصلاح الوفد بقيادة فؤاد بدراوى وعصام شيحة وعبدالعزيز النحاس ورغم جهود رئيس الجمهورية لانقاذ الحزب من الانهيار إلا أن الصراع اشتد فى الأيام الأخيرة بعد إعلان تيار الإصلاح المنافسة فى انتخابات مجلس النواب القادمة بقائمة موازية لقائمة حزب الوفد وهو ما يفجر الصراع على رئاسة الحزب ويدخله فى دوامة الانقسامات خاصة بعد افتتاح مقر تيار الاصلاح بجانب المقر الأصلى فى الدقى. المصريين الأحرار فى نفق الخلافات بعد أن كان حزب المصريين الأحرار هو الأكثر استقراراً بين الأحزاب المصرية فى الفترة الأخيرة إلا أن الخلافات بدأت تسيطر على الحزب بعد ظهور جبهة انقاذ المصريين الأحرار التى أعلنت أمس الأول خوض الانتخابات القادمة بقائمة انتخابية جديدة تحت مسمى »أحرار مصر« والمنافسة ب 386 مرشحاً على المقاعد الفردية فى غالبية محافظات الجمهورية اضافة للمشاركة ب »120« فى قوائم الجمهورية الأربع وهو ما يؤدى لاضعاف الحزب الأكبر تمويلاً فى مصر والذى يعتمد على مؤسسه وعضو مجلسه الرئاسى نجيب ساويرس إلا أن شهاب وجيه المتحدث الرسمى للحزب أعلن عن استقرار المصريين الأحرار على أكثر من »200« مرشح حتى الآن من ذوى السمعة الطيبة والشعبية الطاغية إلا أن اشرف حميدة المتحدث باسم جبهة انقاذ المصريين الأحرار هاجم الحزب ومتحدثه الرسمى نتيجة ضم عدد كبير من نواب وأعضاء الوطنى السابقين اضافة للقضايا المرفوعة أمام القضاء وعدم اختيار رئيس للحزب حتى الآن والاكتفاء بتعيين الدكتور عصام خليل رئيس مؤقت للحزب ورغم ذلك لازال حزب المصريين الأحرار لديه فرصة كبيرة للفوز بعدد كبير من مقاعد مجلس النواب نتيجة الدعم المادى غير محدود من مؤسس الحزب والخبرة التى اكتسبها فى البرلمان »المنحل« وشعبية عدد كبير من مرشحيه خاصة الذين ينتمون للحزب الوطنى »المنحل«. المؤتمر والحركة الوطنية والمجهول يتشابه حزبياً المؤتمر والحركة الوطنية فى وجوه كثيرة أهمها الثقل الكبير والشعبية الطاغية التى كان يتمتع بها مؤسس الحزبين عمرو موسى، والفريق أحمد شفيق قبل ثورة »30« يونيه اضافة لتزايد الصراعات والانشقاقات وتواصل استقالات كبار الأعضاء فى كلا الحزبين حيث تقدم عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا للمؤتمر بالاستقالة فى مقدمتهم د. صلاح حسب الله ومعتز محمود ومحمد عبداللطيف نواب رئيس الحزب وتامر الزيادى مساعد رئيس الحزب وقام حسب الله ومحمود بتأسيس حزب الحرية مع محمد الفيومي البرلمانى السابق وانضم عبداللطيف لحزب الوفد. ويواجه حزب الحركة الوطنية نفس المصير بعد استقالة المهندس ياسر قورة الذى قام بتأسيس حزب المستقبل ود. صفوت النحاس الأمين العام للحزب فى مفاجأة غير متوقعة إلا أن الحركة الوطنية مازال يعتمد على شعبية مؤسسه ورئيسه الفريق أحمد شفيق وعدد من نواب وأعضاء الوطنى السابقين خاصة وان الحزب مازال يقود باقى أحزاب الجبهة المصرية التى تمتلك مرشحين فى غالبية دوائر الجمهورية فى الفردى والقائمة ونفس الأمر لحزب المؤتمر الذى يعتمد على رئيسه الربان عمر حميدة وأمينه العام اللواء أمين راضى البرلمانى السابق صاحب الخبرة الكبيرة لكن ابتعاد عمرو موسى عند المؤتمر والاستقالات أفقدت الحزب لكثير من شعبته وهو نفس ما يواجهه حزب الحركة الوطنية لابتعاد مؤسسه ورئيسه عن البلاد وعدم قدرة المستشار يحيى قدرى نائب رئيس الحزب على ملء الفراغ الذى تركه الفريق شفيق الذى مازال موجوداً على قوائم ترقب الوصول. الأحزاب الجديدة والشباب ظهر فى الأسابيع القليلة الماضية تحالف جديد يضم ثلاثة أحزاب هى الحرية والمستقبل ومستقبل وطن وهى أحراب جديدة لا تتمتع بدمج الخبرة مع الشباب اضافة لتوافر الامكانيات المادية الهائلة التى تحظى بها هذه الأحزاب أما نتيجة للقوة المادية لمؤسسيها أو للدعم الكبير التى تلقاه من عدد كبير من رجال الأعمال. «التيار الحائر» وتبقى أحزاب التيار الديمقراطى التى تضم أحزاب الكرامة والتحالف الشعبى والدستور ومصر الحرية والشيوعى المصرى وهى الأحزاب التى كانت داعمة للمرشح الرئاسى السابق حمدين صباحى فى حالة عدم استقرار بشأن خوض الانتخابات القادمة أو مقاطعتها اضافة لظهور انشقاقات جديدة مع قائمة »صحوة مصر« التى« يقودها الدكتور عبدالجليل مصطفى بسبب الاختلاف على نسبة أحزاب التيار داخل القوائم الأربعة وهو ما تحاول بعض قيادات التيار التغلب عليه بتقريب وجهات النظر وفى مقدمتهم جورج اسحاق ود. هالة شكر الله رئيس حزب الدستور وتسعى قيادات التيار الديمقراطى للدفع بعدد من الشخصيات البارزة لقيادة مرشحيه فى انتخابات الفردى فى مقدمتهم د. أحمد البرعى ود. عمرو حمزاوى. ويعتبر حزب النور الأكثر غموضا بين الأحزاب المصرية نتيجة عدم الإعلان عن مرشحيه على المقاعد الفردية حتى رغم اكتمال قوائمه الأربعة إلا أنه يواجه صعوبات شديدة فى الشارع المصرى نتيجة الأخطاء والكوارث التي ارتكبها حزب الحرية والعدالة »المنحل« الذراع السياسى للجماعة المحظورة ورفض المواطنين للتيارات الدينية المتشددة إلا أن الحزب لديه فرصة كبيرة فى الفوز بعدد كبير من المقاعد فى ظل الخلافات التى تسيطر على الأحزاب المدنية. فرص الاستقلال ويأتى تيار الاستقلال فى مقدمة التحالفات التى تضم عدداً كبيراً من الأحزاب تصل لأكثر من »30« حزباً بقيادة المستشار أحمد الفضالى ويمتلك فرصة كبيرة فى الفوز بعدد كبير من المقاعد الشعبية الكبيرة لعدد من مرشحيه وتواجده فى معظم محافظات الجمهورية وظهر تحالف جديد و»ان كان« موجوداً منذ فترة كبيرة وهو تحالف تحيا مصر الذى يضم ما يقرب من »20« حزباً إلا أن الجهود التى تبذلها قيادات هذه الأحزاب تمكنهم من حصد عدد من المقاعد يجعلها مؤثمر فى البرلمان القادم. الأحزاب العسكرية وان كانت التسمية لا تروق لقيادات هذه الأحزاب لكنها حقيقة موجودة إلا أنها تضم بين أعضائها عدداً كبيراً من قيادات الجيش والشرطة السابقين مع المدنيين وهذه الأحزاب هى حماة الوطن وفرسان مصر وحماة مصر والجمهورى وتلقي هذه الأحزاب رواجاً كبيراً بين قطاعات عريضة من المواطنين خاصة حزب حماة الوطن الذى يعمل بطريقة منظمة تلقى صدى كبير فى الشارع المصرى بعد الانجازات التى حققتها القوات المسلحة اضافة للخبرات الموجودة به فى مقدمتهم رئيسه الفريق جلال هريدى واللواء فؤاد عرفة الأمين العام واللواء أسامة أبوالمجد نائب الرئيس واللواء محمد الغباشى أمين الإعلام. فى حب مصر تواجه قائمة »فى حب مصر« مشاكل كثيرة رغم انها الأكثر فرصاً فى التواجد فى الشارع المصرى نتيجة صراعات الأحزاب للحصول على أكبر عدد من المقاعد ومازالت الرؤية غير واضحة رغم الدعم الذى تجده من كبير من الأحزاب والشخصيات العامة. وفى النهاية كل هذه المؤشرات تضر بالحياة السياسية بشكل عام وتشكيله البرلمان القادم بشكل خاص مما يهدد مجلس النواب المقبل بسيطرة المستقلين عليه وهو ما يؤدى لعدم الاستقرار نتيجة عدم وجود رابط أو رؤية محددة تجمعهم وان كانت هناك محاولات لضمهم فى كيان واحد مثل اتحاد نواب مصر اضافة لوجود تسريبات بدخول النواب السابقين لتشكيل كيان انتخابى يقوده المهندس أحمد عز أمين تنظيم الوطنى الأسبق وأعتقد أن الأيام القادمة ستحمل جديداً نتيجة الاحساس بخطورة البرلمان القادمة نتيجة الأخطاء الجسيمة التى وقعت فيها لجنة الدستور الحالى.