لم تكن الفتاة التي تخلت عن حلم الاستقرار وتركت قريتها لتحقيق حلمها بتغيير مصير النساء, تتخيل أن يحتفل محرك البحث "جوجل بعيد ميلادها ال 93, إنها الروائية لطيفة الزيات, والتي لا يعلم جيل التكنولوجيا عنها الكثير. ولدت لطيفة في مدينة دمياط ، في 8 أغسطس 1923م، وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية، ثم بجامعة القاهرة, وبدأت عملها الجامعي منذ عام 1952، وحصلت على دكتوراه في الأدب من كلية الآداب، بجامعة القاهرة عام 1957. شغلت مناصب عديدة، فانتخبت عام 1946، وهي طالبة، أميناً عاماً للجنة الوطنية للطلبة والعمال، التي شاركت في حركة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني, وتولت رئاسة قسم اللغة الإنكليزية وآدابها خلال عام 1952، إضافة إلى رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية، وعملها مديراً لأكاديمية الفنون. كما شغلت منصب مدير ثقافة الطفل، رئيس قسم النقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية 1970 - 1972، ومديرة أكاديمية الفنون 1972 - 1973.
وهى حائزة على جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1996، وكانت رمزاً من رموز الثقافة الوطنية والعربية وإحدى رائدات العمل النسائى فى مصر، ولها سجل حافل بالريادة فى جميع المجالات التى خاضتها والعديد من الأعمال الأدبية. ومن أهم أعمال لطيفة الزيات الروائية : "الباب المفتوح, صاحب البيت, الرجل الذي عرف تهمته". وامتدت خبرتها إلى مدن عديدة بحكم عمل والدها في مجالس البلديات، ولكنه توفي عام 1935، وهي في الثانية عشرة من عمرها. واحتفظت برؤيتها كمناضلة مصرية وليس كمجرد أنثى حتى في فترات خطبتها وزواجها, تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعلى حد قولها: "كان تعلقي بالماركسية انفعاليا عاطفيا"، أي أنها اعتنقت الماركسية وجدانيا ومع هذا كان أول مشروع زواج لها مع "عبد الحميد عبد الغني" الذي اشتهر باسم "عبد الحميد الكاتب" وسوف نعرض له تفصيلا فيما بعد. ولم يكن ماركسيا تحت أي ظرف من الظروف، بل كان يمضي جزءا كبيرا من نهاره وليله في أحد المساجد، ويحفظ التاريخ الإسلامي بدرجة جيدة، وارتبط الاثنان بخاتم الخطوبة. ولم يقدر لهذا المشروع أن يتم ولكن "لطيفة" بثقافتها وشخصيتها وجمالها تركت آثارها على نفسية "عبد الحميد الكاتب"، وقد سجل هو بنفسه هذه الانفعالات في مقال باكر له في الصفحة الأخيرة من جريدة (أخباراليوم) تحت عنوان (خاتم الخطوبة), ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملاءمة لفكرها وطبيعتها، فارتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم.. الدكتور في العلوم فيما بعد، وهو أول شيوعي يحكم عليه بالسجن سبع سنوات، وتم اعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية, وإنفصلا بالطلاق بعد الحكم علي "شكري" وخروجها من القضية، وكان محاميها مصطفى مرعي. وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من "الدكتور رشاد رشدي" يميني المنشأ والفكر والسلوك, ولم تترد لطيفة الزيات أن تقول لمعارضي هذا الزواج: "إنه أول رجل يوقظ الأنثى في". كما دخلت اللجنة بتنحي الوطني المناضل الماركسي "سعد زهران" عن موقعه في اللجنة كممثل لأحد التنظيمات الماركسية، وذلك لإتاحة الفرصة للطيفة الزيات وتشجيعا للطالبات في الكفاح الوطني. توفيت في القاهرة بتاريخ 11 سبتمبر 1996.