د. مينا عبدالملك وُلدت لطيفة الزيات الروائية والأديبة والناقدة بمدينة دمياط في 8 أغسطس 1923 تميزت بالقدرة الفائقة علي مكاشفة النفس والتعبيرات عن الذات. تلقت تعليمها بالمدارس المصرية، ثم بجامعة القاهرة. حصلت علي دكتوراه في الأدب من كلية الآداب بجامعة القاهرة عام 1957. شغلت وظيفة أستاذة الأدب الإنجليزي وآدابها بكلية البنات جامعة عين شمس، إضافة إلي رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية، وعملها مديراً لأكاديمية الفنون. كما شغلت منصب مدير ثقافة الطفل، رئيس قسم النقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية 1970 - 1972، ومديرة أكاديمية الفنون 1972 - 1973 حصلت علي جائزة الدولة التقديرية للأدب عام 1996. كانت رمزاً من رموز الثقافة الوطنية والعربية وإحدي رائدات العمل النسائي في مصر حيث أولت اهتماماً خاصاً لشئون المرأة وقضاياها. لها سجل حافل بالريادة في جميع المجالات التي خاضتها والعديد من الأعمال الأدبية. كانت الحرية هي أسلوب حياتها حتي أنها عندما تحدثت عن الكتابة قالت: (الكتابة بالنسبة لي، علي تعدد مقاصدها فعل من أفعال الحرية، وسيلة من وسائلي لإعادة صياغة ذاتي ومجتمعي). وفعلاً في النصف الثاني من أربعينات هذا القرن كانت واحدة من ثلاثة أمناء للجنة الوطنية للطلبة والعمال، مع ثريا أدهم الطالبة الماركسية وحسين كاظم العامل الماركسي. تلك اللجنة التي كانت تقود الكفاح الوطني للشعب المصري حتي قامت ثورة يوليو 52. إحتفظت برؤيتها كمناضلة مصرية وليس كمجرد امرأة حتي في فترات خطبتها وزواجها. تعلقت بالماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول وعلي حد قولها: (كان تعلقي بالماركسية انفعاليا عاطفيا)، أي أنها اعتنقت الماركسية وجدانيا ومع هذا كان أول مشروع زواج لها مع عبد الحميد عبد الغني الذي اشتهر باسم عبد الحميد الكاتب. ولم يقدر لهذا المشروع أن يتم ولكن لطيفة بثقافتها وشخصيتها وجمالها تركت آثارها علي نفسية عبد الحميد الكاتب. ثم دخلت تجربة ثانية أكثر ملاءمة لفكرها وطبيعتها، فارتبطت بالزواج بأحمد شكري سالم - الدكتور في العلوم فيما بعد- وهو أول شيوعي يُحكم عليه بالسجن سبع سنوات، وتم اعتقال أحمد ولطيفة عام 1949 تحت ذمة القضية الشيوعية. وانفصلا بالطلاق بعد الحكم علي شكري وخروجها من القضية. وتأتي قمة التناقض بين اليسار واليمين بزواجها من الدكتور رشاد رشدي يميني المنشأ والفكر والسلوك. والتجارب الثلاث جزء مهم من تاريخ لطيفة الزيات وحياتها وشخصيتها. في عام 1979 صارت عضواً منتخباً في أول مجلس لاتحاد الكتاب المصريين ورئيساً للجنة الدفاع عن القضايا القومية. وفي فبراير 1996 قام مجلس إدارة جمعية الكاتبات المصريات بإنتخابها رئيساً للجمعية. كانت أحداث الوطن تحدد دائماً مسار حياتها. ففي مارس 1973 فقدت شقيقها عبدالفتاح الزيات الخبير بمنظمة اليونسكو، فاتشحت بملابس الحداد ولكنها في اليوم الثالث لحرب أكتوبر المجيدة 1973 خلعت عنها الزي الأسود بعد أن استمعت إلي قصة بطولة أحد شهداء مصر الأوفياء الذي أنقض بشجاعة نادرة بطائرته علي مبني التوجيه الرئيسي للعدو الإسرائيلي. فقد رأت في هذه البطولة انتصار ا حقيقيا للكرامة المصرية فلم تتردد في مشاركة الوطن فرحته في عمق حرية داخلية صادقة. كان لها أيضاً دور إيجابي في أحداث يونيو 1967. فقد أعلن الرئيس جمال عبدالناصر تنحيته عن قيادة دفة الوطن، فبحرية كاملة خرجت لطيفة الزيات إلي الشارع المصري في وسط تجمع جماهيري لا مثيل له، وفي صعوبة بالغة وصلت إلي دار مجلس الأمة وهناك تقابلت مع شقيقها محمد عبدالسلام الزيات (أمين عام المجلس في ذلك الوقت) وأشتركت بحماس شديد في صياغة البيان الذي طالب القائد ببقائه في ميدان الجهاد. كانت عضوة بمجلس السلام العالمي، كما أنها تعرضت للاعتقال سنة 1981 ايام الرئيس أنور السادات فكتبت سيرة ذاتية بعنوان حملة تفتيش عن ظروف اعتقالها، ولكنها وجدت في الاعتقالات لا شيء بجانب سجن الذات فقالت: (ان سجن الذات هو أقسي أنواع السجن). ومن مؤلفاتها: الشيخوخة (قصة)، صاحبة البيت (قصة)، حركة الترجمة الأدبية في مصر، مقالات في النقد الأدبي، الباب المفتوح (رواية) عولجت سينمائيا فيما بعد. وفي 11 سبتمبر 1996 تحررت إلي الأبد من سجن الجسد حيث عالم الحرية الحقيقية ودفنت بالقاهرة.