حمّل عدد من مشايخ مدينة الشيخ زويد الرئيس السيسي مسئولية الإرهاب في مصر والذي تطور إلى عمليات إرهابية كبيرة يقوم بها مسلحون في مواجهة الجيش المصري على أرض سيناء مؤخرا. وقال المشايخ إن النظام المصري "أخرج مارد الإرهاب من قمقمه"، عندما أعلن منذ عام عن طلب تفويض شعبي لشن حرب على الإرهاب، وهو لم يكن مهيأ لذلك، مؤكدين أنه أدخل طرفًا ثالثًا في المعركة، أشد وطأة وأكثر وحشية، على حد تعبيرهم. وبحسب موقع "مصر العربية"، جاءت ردود أفعال المشايخ غاضبة، بعد هجمات الأربعاء الدامي التي شنّها مسلحون تابعون لتنظيم "ولاية سيناء" الإرهابي، على كمائن القوات الأمنية بالشيخ زويد، موضحين أن رد فعل القوات الأمنية جاء متأخرًا، وأن القوات لا تحرص على حياة المواطنين، وتوجه قذائفها بطريق عشوائية تجاه المواطنين، على حد قولهم. وانتقد المشايخ سياسة القيادات الأمنية والعسكرية وأتباعهم للحل الأمني فقط، من أجل القضاء على الإرهاب وهو حل أثبت فشله، ولم يؤدِ سوى لكثير من الدماء التي نزفت من أجساد المصريين سواء الجنود أو المدنيين. وقال الشيخ عيسى الخرافين، أحد رموز ومشايخ قبيلة الرميلات برفح: "صدمنا بشدة ونحن نرى المسلحين يتحركون في شوارع الشيخ زويد بأريحية وهناك حصار للمقرات العسكرية بالمدينة بالعبوات الناسفة التي زرعت لمنع وصول إمدادات أو خروج قوات. وأشار الخرافين إلى أن القوات لم تكن مستعدة للمواجهة بالقدر الكافي، خاصة أن الجماعات المسلحة تعاملت من خلال عنصر المفاجأة ووجهت ضرباتها قبل أن تفوق قوات الجيش من ثباتها، حيث بدأت أصوات الانفجارات في السابعة صباحًا، ومن ثم بدأت القوات تضرب في كل مكان من حولها ما أدى لتساقط النيران والقذاف على منازل المواطنين. ولام الشيخ "عارف العكور" أحد مشايخ قبيلة السواركة، النظام الحالي على أنه أخرج المارد من قمقمه، عندما أعلن منذ ما يزيد عن عام طلب تفويض شعبي لشن حرب على الإرهاب، وهو لم يكن مهيأ لذلك، متخذا من العنف سلاحا للرد على عنف أشد. وأشار العكور إلى أن من يعش في سيناء يعرف أن ما حدث أمس هو تحصيل حاصل لما هو واقع على الأرض، معتبرًا أن الإجراءات القمعية التي تتخذها الدولة بعد كل كارثة لا تُطبق ولا تسري على الإرهابيين؛ بل هي وسائل قمع للمواطنين الأبرياء. وتساءل الشيخ إسماعيل المنيعي من مشايخ قبيلة السواركة بالشيخ زويد عن الأرقام التي أصدرتها الدولة في بيانها الرسمي، وعما كانت تفعله الدولة خلال الفترة الماضية في سيناء، وعن القبضة الأمنية المُحكمة التي يتغنّى بها المحللون السياسيون المحسوبون على النظام، إلى أين أوصلت الجيش وبأي قدر لم تنجح سوى في قتل الأبرياء. واعتبر "المنيعي" أن إصدار القوانين الجديدة سوف يزيد من إحكام الطوق حول رقبة العدالة فقط دون القضاء على الإرهاب الذي يحتاج قرار وطني بمشاركة أهالي سيناء. وأوضح الشيخ يحيى أبو نصيرة من قبيلة السواركة، أن الوضع في سيناء كارثي تمامًا، وستزداد الأمور سوء إذا ما أعلنت القيادات السياسية والعسكرية، حربًا من نوع آخر على الأبرياء في سيناء، ولن تنجح تلك القيادات في القضاء على الإرهاب بمعزل عن التعامل باحترام، وإيجابية مع المشايخ والقيادات الطبيعية في سيناء. وأشار إلى أن الفجوة الأمنية الهائلة وضعف الإعدادات التي سمحت للإرهابيين بمهاجمة 15 كمينًا في نفس ذات الوقت، يقف خلفها العنف المضاد الذي يجتاح الشيخ زويد ورفح، ووضع كافة المواطنين من أبناء القبائل في دائرة الاشتباه. ويرى الشيخ عزمي أبو مليح أن النظام الحالي أدخل في المعركة طرفًا ثالثًا أكثر وحشية وأشد وطأة، ويتساءل عن مدى كفاءة الجيش في التصدي لهذا الإرهاب المسلح، محذرًا من وقوع كارثة.