"خدماتنا بالمجان من مال الزكاة لجميع الناس"، هكذا استهل مصطفى إسماعيل، الأمين العام للجمعية الشرعية، حديثه عن الخدمة الطبية والعلاجية التي تقدمها مستشفى الحروق والأورام بجمعية أحمد عرابي بمدينة العبور، لجميع المواطنين دون تفرقة، أو تمييز. لن تصدق نفسك وأنت تسمع تلك العبارة، بعد أن تطأ قدمك المستشفى، حيث تشعر للوهلة الأولى أنك أمام فندق خمسة نجوم، وأنه ربما أخطأت العنوان، لكنها الحقيقة، أنك أمام صرح طبي مجهز على أعلى المستويات، وعلى الرغم من كل ذلك فهو يقدم خدماته بالمجان لجميع المواطنين. لاتشعر في المكان بأجواء المستشفيات أو الرائحة التي تنفر منها بمجرد دخولك إليها عادة، فالنظافة والفخامة عنوان للمكان، المعاملة الإنسانية أجمل ما فيه، إذ تشعر بأجواء من الحميمية في العلاقة بين الأطباء وفريق التمريض والمرضى، ويكفي أن ترى الابتسامة على وجوه الجميع وهم يتعاملون معهم للتخفيف من آلامهم. "لانطلب من المريض بحثًا اجتماعيًا"، قالها إسماعيل، مبررًا ذلك بأن في "الأمر إهانة للمواطنين"، في إشارة إلى الفقراء الذين يملكون المال اللازم للعلاج بالمستشفيات الخاصة، أو قد ينتظرون طويلاً على قوائم الانتظار، ما يجعلهم يلجأون إلى المستشفى للحصول على خدماتها بالمجان. ليس هذا فحسب، بل إن المستشفى تدرس حاليًا إنشاء أقسام حديثة، حتى يتم تأهيل المرضى بعد الخروج من المستشفى، كما يقول الأمين العام للجمعية الشرعية. وقال صادق القط، عضو مجلس إدارة الجمعية الشرعية، المسئول عن المستشفى، إن المستشفى متخصص في علاج الحروق والأورام (إشعاعي كيمائي)، من خلال توقيع بروتوكول مع وزارة الصحة (الطريقة المعتمدة في العلاج) يتم تنفيذه داخل المستشفى، التي يعمل بها أطباء بجامعة عين شمس ووزارة الصحة. لايتطلب الأمر من المريض، دفع جنيه واحد، حتى إن الجمعية تخصص أتوبيسات لنقلهم بالمجان، وكذا ذوي المرضى من أمام مركز المصطفى، التابع للجمعية الشرعية بشارع صلاح سالم، ومن ثم فإنه لن يتكلف أي مصاريف في الانتقال، بحسب صادق. وفي رده على سؤال "المصريون" حول قيمة الإنفاق الشهري على المستشفى، قال إنه يتم إنفاق مليون ونصف مليون جنيه شهريًا عليها. وكشف عن أن هناك مقترحًا يتم دراسته حاليًا لإجراء عمليات تجميل في الوجه للسيدات اللاتي يتعرض وجههن للتشويه نتيجة الحرق، من أجل الحفاظ على البنيان الأسري، نظرًا لأن كثيرًا من الأزواج يتركوا زوجاتهن، ويطلقهن لأنهن يرغبن في معاشرة سيدة وجهها مشوه. وأطلق صادق، صرخة تحذير للمصريين بشكل خاص من "الأنبوبة الصغيرة" التي تستخدم داخل كثير من بيوت المصريين، والتي تكون سببًا أساسيًا في حدوث الحرائق وتؤدي إلى الوفاة أو الإصابة، مشددًا على ضرورة التوعية بين المصريين، عملاً بمبدأ "الوقاية خير من العلاج". واصطحب الدكتور أحمد عبدالفتاح، المدير الطبي للمستشفى، الصحفيين في جولة على الأقسام المختلفة بالمستشفى، والطرق المستخدمة في العلاج، والعناية بالمرضى بداية من استقبالهم على بوابة المستشفى. ويضم قسم الحروق بالمستشفى، قسمين للرعاية المركزة، (ا، ب) الأولى تضم 10أسرّة، والثانية 8أسرّة، ورعاية متوسطة تضم سريرين، بالإضافة إلى القسم الداخلي الذي يضم 40سريرًا، مجهزة على أعلى مستوى، لمنع العدوى، وتوفير الجو الصحي والبيئي الذي يساعد على شفاء المريض. وأطلع عبدالفتاح، الصحفيين على بعض الحالات لمصابين بالحروق مقيمين منذ شهور بالمستشفى، مشددًا على أنهم يحظون بمعاملة كريمة، ويتمتعون بخدمة علاجية باستخدام أحدث الأجهزة الطبية. وأشار إلى أن 65% من المصابين نتيجة "حرق لهيبي"، وهناك حالات تصل نسبة الإصابة فيها إلى أكثر من 80% في جميع أجزاء الجسم، ويتم وضعهم على أجهزة تنفس صناعي، وعلى أسرة بمواصفات خاصة، ويتناوب على تقديم الرعاية الطبية لهم أطباء ومساعدون على مدار 24ساعة. ويخضع المرضى للإقامة في غرف مكيفة، ويتم تقديم وجبة غذائية لهم تضم المحتويات الغذائية اللازمة لهم، خاصة البروتينات، والخضار والعصائر، بحسب المدير الطبي للمستشفى. وقال إنه يتم إعادة تأهيل المصابين بالحروق حيث يخضعون للعلاج الطبيعي، حتى لايؤدي الحرق إلى تشوهات حركية أو عضلية، وذلك باستخدام جهاز الليزر، وذلك أثناء وجودهم بالمستشفى وحتى بعد خروجهم منها، لمدة قد تصل في بعض الأحيان إلى عامين. أما فيما يتعلق بالعلاج لمرضى الأورام، فذكر أن المستشفى يضم 10أسرّة، موزعين بالتساوي بين الذكور والإناث، لم تتطلب حالتهم الإقامة لعدة أيام، فضلاً عن 20كرسيًا لمن يحصلون على جلسات يوميًا. وقال إن قيمة الجلسة الواحدة من العلاج تتراوح بين 3إلى 7آلاف جنيه، في حين أنهم يجرون أكثر من 20جلسة يوميًا. وأشار إلى أن المستشفى مزود بأجهزة حديثة، يصل قيمة أحدها إلى 12مليون جنيه، فضلاً عن معمل التحليل، وغرف الأشعة، والصيدلية التي تقدم الأدوية للمرضى، حيث توجد صيدلية إكلينيكية لتجهيز العلاج الكيماوي، فضلاً عن الأجهزة التي تستخدم لتحضير المريض قبل إخضاعه للجلسات. شاهد الفيديو : شاهد الصور ..