أرجعت وزارة الدفاع الأمريكية سقوط مدينة الرمادي العراقية (غرب) بيد تنظيم "داعش" ل"مشكلة في انخفاض الروح المعنوية في صفوف القوات وفي هيكلية القيادة". وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العقيد ستيف وارين، اليوم الثلاثاء، في موجز صحفي من واشنطن: "في الرمادي كانت هناك مشكلة في انخفاض الروح المعنوية في صفوف القوات وفي هيكلية القيادة".
وأضاف: "هنالك قائمة طويلة من العوامل (التي أدت لانسحاب القوات من الرمادي) وهي تشمل بكل تأكيد التكتيكات التي استخدمها العدو في هذه الحالة وغيرها من العوامل مثل حالة القوات الأمنية العراقية على الأرض، والتي كانت تقاتل (داعش) لفترة تزيد على السنة".
وتابع: "القوات العراقية لم تشعر بأنها مدعومة بالشكل المطلوب، أو أن لديهم الموارد التي يريدونها، لم يشعروا بأنهم في وضع يسمح لهم بالنصر، كما أن هيكلية القيادة والتحكم لم يكن مؤهلاً بالكامل لتنفيذ المهمة (قيادة القتال ضد داعش)".
وأشار إلى أن "القوات العراقية كانت قد امتازت على أعدائهم بتفوقهم العددي"، رافضًا في الوقت نفسه تقدير عدد قوات داعش التي اشتركت في عملية الاستيلاء على الرمادي.
وأمس الأول الأحد، وجّه وزير الدفاع الأمريكي، آشتون كارتر، نقدًا لاذعًا للقوات العراقية عقب انسحابها من الرمادي أمام زحف مسلحي داعش في مقابلة مع قناة سي إن إن الإخبارية الأمريكية.
وقال كارتر: "ماحدث، على ما يبدو، أن القوات العراقية لم تبدِ أي رغبة في القتال، والقوات الأمنية العراقية لم تكن أقل عدداً، في الحقيقة كانوا بشكل ساحق أكثر عدداً، ومع ذلك فلم يقاتلوا، انسحبوا من الموقع، وهذا يؤكد لي ولنا كلنا أن لدينا مشكلة مع إرادة العراقيين في محاربة داعش والدفاع عن أنفسهم".
وأثارت تصريحات كارتر حفيظة الحكومة العراقية حيث اعتبرت لجنة "الأمن والدفاع" في مجلس النواب (البرلمان) العراقي، أمس الاثنين، أن انتقاد وزير الدفاع الأمريكي للجيش العراقي "سيضعف معنويات المؤسسة العسكرية العراقية"، داعية في الوقت نفسه الإدارة الأمريكية إلى "الوفاء بالعقود التسليحية التي وقعتها مع العراق".
من جهته، دافع متحدث البيت الأبيض، جوش إيرنست، في الموجز الصحفي من واشنطن، عن موقف وزير الدفاع كارتر، الذي أعلنه الاحد الماضي: "ما قاله السيد كارتر متفق مع ما استلمه من تحليل من المراقبين للوضع الموجودين على الأرض".
وأكد إيرنست على أن القوات العراقية عازمة على تحرير الرمادي من قبضة داعش: "كنا سعداء عندما علمنا أن الحكومة العراقية أعلنت بدء عملية استعادة الرمادي وطرد داعش من محافظة الانبار وأعتقد أن هذا مؤشر واضح على عزم القوات الأمنية العراقية على القتال".
إيرنست أكد على أن تقييم الحكومة العراقية لأحداث الرمادي قد توافق مع تحليل الموقف الذي تم تقديمه لآشتون كارتر "ما اعترفت به الحكومة العراقية هو أن النكسة التي واجهوها في الرمادي كانت في جزء منها تعزى على الأقل إلى انهيار بعض القيادة والخطط العسكرية".
وسيطر تنظيم "داعش"، منذ نحو الأسبوع، على الرمادي، مركز محافظة الأنبار، غربي البلاد بالكامل، وكذلك على المقرات الأمنية والدوائر الحكومية، وبيوت المسؤولين، ومقر قيادة عمليات الأنبار ومقر اللواء الثامن (تابعة للجيش)، فيما انسحبت القوات الأمنية إلى قاعدة "الحبانية" الجوية شرقي الرمادي.
ورغم خسارة تنظيم "داعش" للكثير من المناطق التي سيطر عليها العام الماضي في محافظات ديالى (شرق)، ونينوى وصلاح الدين (شمال)، لكنه ما زال يسيطر على أغلب مدن ومناطق الأنبار التي يسيطر عليها منذ مطلع عام 2014.