ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أن "الانتصارات" المتلاحقة التي يحققها تنظيم الدولة "داعش" في العرق وسوريا, تشكل "ضربة موجعة" للتحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة في تقرير لها في 22 مايو إلى سقوط مدينة تدمر السورية بأيدي تنظيم الدولة، موضحة أن هذا الحدث جاء بعد أيام من سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الرمادي العراقية, وهو ما يفرض على الرئيس الأمريكي باراك أوباما إعادة النظر باستراتيجيته إزاء هذا التنظيم. . ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت جيتس قوله إن بلاده لا تملك استراتيجية من الأصل بشأن سوريا أو العراق، وإنها تتصرف وفق تطورات الأمور في البلدين أولا بأول. وتابعت الصحيفة أن برنامج الولاياتالمتحدة لتدريب قوات المعارضة لمواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد تسير ببطء ولا تتقدم بالسرعة المطلوبة، وأنه لا أحد يستمع للمطالبة بضرورة فرض حظر للطيران بسوريا لحماية المدنيين. وأوضحت "الجارديان" أن هذه الأمور تركت أثرها السلبي على مصداقية أوباما بشأن سورياوالعراق، مؤكدة أنه لا يمكن إلحاق الهزيمة بتنظيم الدولة, إلا إذا تم إسقاط النظام السوري, الذي بدأ يضعف في الأسابيع الأخيرة. وكانت "الجارديان" ذكرت أيضا في وقت سابق أن تنظيم الدولة تمكن في الأيام الأخيرة من بسط سيطرته على أجزاء واسعة من مدينة الرمادي في محافظة الأنبار, أكبر المحافظاتالعراقية مساحة، والتي تشكل ما يعادل ثلث مساحة البلاد. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 17 مايو أن "داعش" أجبر القوات عراقية وميليشيات الحشد الشعبي على التقهقر أيضا, في مناطق متعددة بالعراق. وتابعت الصحيفة أن تنظيم الدولة حقق انتصارات كبيرة هذا العام، كما ألحق هزائم كبيرة بالقوات العراقية، رغم ادعاء حكومة بغداد والتحالف الدولي غير ذلك. وأشارت "الجارديان" إلى أن النجاحات, التي حققها مقاتلو "داعش" في الأيام الأخيرة, جاءت في أعقاب التسجيل الصوتي لزعيمه أبو بكر البغدادي, الذي حث فيه أتباعه على المواجهة. العبادي يقر بتراجع القوات الحكومية أمام تنظيم الدولة بالأنبار وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي اعترف في 16 مايو بتراجع القوات الحكومية في محافظة الأنبار غربي العراق, في مقابل تقدم تنظيم الدولة، وذلك بعد أن سيطر التنظيم على المجمع الحكومي بمدينة الرمادي عاصمة الأنبار.