خبراء: التوحد العربى سيقضى على الحلم الإيراني بالمنطقة العربية.. وإيران لن تقف مكتفوفة الأيدى شكلت المملكة العربية السعودية خلال الشهر الماضى تحالفًا أسموه "تحالف دعم الشرعية" لضرب الحوثيين فى اليمن، وذلك لاسترداد شرعية الرئيس عبد ربه هادى منصور بعد انقلاب الحوثيين عليه، وتكون التحالف من 10 دول عربية، اشتركت جميعها فى هدف واحد وهو ضرب الحوثيين فى معقلهم فى اليمن، ليجدد ذلك حلم الجيش العربى الموحد، وبالرغم من أن الهدف المعلن من التحالف هو استرداد شرعية منصور، إلا أن هناك هدفًا غير معلن وهو القضاء على نفوذ المد الإيرانى والوجود القوى للشيعة فى المنطقة وتمثل هذه الضربة بداية انتفاضة حقيقة للقضاء على الخطر الشيعى فى الوطن العربية، خاصة بعد إعلان القمة العربية عن تشكيل جيش عربى موحد لحماية المنطقة العربية من الأخطار الخارجية والانقلابات على أنظمة الحكم العربية، إلا أن الجيش العربى الموحد هدفه الرئيسى القضاء على حلم الإمبراطورية الفارسية فى المنطقة العربية . فإيران تسعى منذ سنوات عديدة إلى إعادة حلم الإمبراطورية الفارسية عبر السيطرة على الدول العربية بشكل غير مباشر، من خلال بسط نفوذها فى المنطقة ونشر المذهب الشيعى وذلك عبر سيطرتها على 8 دول عربية متمثلة فى العراق والمملكة العربية السعودية وسورياوالبحرين واليمن ولبنانوالإمارات والكويت حيث حاولت إيران بعد سقوط النظام السنى فى العراق بقيادة صدام حسين، نشر المذهب الشيعى فى أرض العراق وقد نجحت فى ذلك ويظهر نتيجة ذلك الأمر فى أن النظام الحاكم فى دولة العراق هو نظام شيعى كامل وينتقم النظام من أهل السنة بحجة مواجهة الإرهاب، وإذا انتقلنا إلى سوريا فإن أيادى إيران مسيطرة على الوضع بالكامل بعد تأييدها وحمايتها لنظام بشار الأسد، والذى انتفض ضده الشعب عقب ثورات الربع العربى إلى أن تقارب بشار عبر المذهبية الشيعية أدى إلى بسط إيران سيطرتها على الدولة بأكملها فهناك تواجد ملحوظ وقوى للميليشيات المسلحة التابعة للحرس الثورى الإيراني. ومن سوريا لى البحرين تحاول إيران السيطرة عبر التغلغل فى النظام السياسى من خلال بعض الأحزاب والمسماة بالجمعيات والتى تسعى إلى قلب نظام الحكم بطريقة سياسية إلا أن البحرين والسعودية فطنتا لذلك جيدًا، وذلك بإرسال قوات درع الجزيرة التى سعت من خلالها تقويض حركة الإيرانيين فى البحرين. أما بالنسبة لدولة الإمارات فقد سيطرت إيران على ثلاث جزر تابعة لها هى طنب الكبرى, طنب الصغرى اللتان تتبعان إمارة رأس الخيمة، وأبو موسى التى تتبع إمارة الشارقة وذلك قبل أيام من استقلال الإمارات من الحماية البريطانية. ويتمثل النفوذ الإيرانى فى لبنان عبر 45% من الشيعة وهم المكونون لجماعة حزب الله اللبنانى والتى أصبحت تسيطر على مقاليد الحكم بشكل غير مباشر . هذا وقد امتد النفوذ الإيرانى ليشمل اليمن وذلك عبر جماعة الحوثى عبر إمدادها بالسلاح والعتاد الإيرانى وقد نجحت فى اليمن فى الانقلاب على الرئيس منصور لكن التحالف الذى كونته السعودية قضى على حلم إيران فى المنطقة. وأكد خبراء، أن انتفاضة العرب عبر توجيه ضربات عسكريه لمعاقل الحوثيين فى اليمن لن يوقف إيران عن تنفيذ مخططتها لا سيما بعدما أصبح نفوذها موجود بشكل واقعى، إلا أن توحد الدول العربية بشكل حقيقى قد يكون عاملاً حاسمًا فى وقف المشروع الإيرانى فى المنطقة. وفى إطار ذلك كله تستطلع "المصريون" آراء الخبراء فى الانتفاضة العربية فى مواجهة التوغل الإيرانى فى المنطقة والقضاء على حلم الإمبراطورية الفارسية فى المنطقة.
أبو النور: هزيمة الحوثيين تمهد لتحجيم النفوذ الإيرانى فى باقى الدول العربية
فى البداية يقول محمد محسن أبو النور الباحث السياسى والمتخصص فى الشأن الإيراني، إن الحشد العربى الذى قامت به السعودية ضد الحوثيين فى اليمن كان أقوى وأسرع مما توقع أكثر الإيرانيين تشاؤماَ, حيث استطاعت المملكة السعودية حشد 9 دول عربية وقوتين إقليميتين هما تركيا وباكستان مما ينبأ بان هناك تحجيمًا لدور إيران فى المنطقة خلال المراحل المقبلة، والحوثيون ومن ورائهم إيران لم يتوقعوا رد الفعل الذى حدث من المملكة السعودية ومن معها من دول التحالف العربى تجاه تحركهم نحو فرض سيطرتهم على اليمن مقر إقامة الرئيس عبد ربه منصور هادي، مما أدى إلى تحولهم إلى موقف المدافع بعد نجاح كبح جماحهم عبر توجيه ضربات عسكرية مركزة عليهم. وأشار أبو النور، إلى أن هذه الضربة السعودية العسكرية لن تكون كافية لردع تمدد النفوذ الإيرانى فى المنطقة العربية وإنما كانت أقرب إلى تحجيم نفوذها فى اليمن وتوصيل رسالة إلى إيران, تقول إن هناك خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ومن الممكن أن تمتد خسائر إيران فى اليمن إلى هزائم متكررها فى مناطق نفوزها فى أرض الشام والإماراتوالبحرين فالأمر يحتاج إلى وقت وصبر حتى يتحقق. فالتوازنات فى المنطقة العربية تظهر تغلغل النفوذ الإيرانى حتى أصبحت قوه لا يمكن الاستغناء عنها فى حل كل الملفات القائمة لأنها منخرطة وموجودة منذ عدة سنوات فى حوالى 6 دول عربية من خلال تكوين قواعد سياسية لها فى هذه الدول إتخذت منها منصات لتنفيذ أطماعها التى تعتمد على فرض سيطرتها السياسية على منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص والمنطقة العربية ككل. حيث إن العراقيين موالون لإيران وفقا للمذهب الشيعى أما فى سوريا وإن كان المذهب عامل مشترك إلا ان المصالح السياسيه تبقى فى المقدمه لأن بشار الأسد يستمد بقائه من تحالفه مع إيران والتى تقوم بحمايته من خلال الحرس الثوري، أما فى البحرين فيمتد النفوذ الإيرانى عبر بعض الأحزاب الشيعية المدعومة والتى تسمى جمعيات، إلا أن قوات درع الجزيرة مسيطرة على الأمر.
حسين: الضربة العسكرية كانت من أجل السعودية والعرب غير قادرين على وقف التمدد الإيرانى
من جانبه أكد الدكتور محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، أن التحالف العربى قام بتوجيه ضربة عسكرية إلى اتباع الحوثيين الذين يعدوا إمتدادا لدولة إيران مما يعنى أن إيران نفسها تسعى إلى تنفيذ مخططها لكى تصبح إمبراطورية كبرى فى المنطقة وهذا ما أكده أحد وزرائهم عندما ذكر أن تواجدهم أصبح حقيقيًا من خلال أربعة عواصم كبرى وذلك بفضل تقدمها العلمى والتكنولوجى الذى يدفعها لتكون قوى عظمى فى المنطقه تخشاها الدول الكبرى وهذا ما يحدث الآن من خلال حثها على التنازل عن مشروعها النووي, فعلى النقيض تنتشر الفتنة والإنقسامات داخل الدول العربية, إلا أن قيام التحالف العربى بتوجيه ضربة عسكرية قد يوقف مخططهم بالزحف نحو المملكة السعودية والتى ربما يحاولون توجية ضربات عسكرية لها . وأوضح حسين، أن إيران استغلت التفكك السورى وناصرت بشار الأسد الذى يعمل على قتل وإفناء السنة من الدولة, وكذلك العراق الذى وصلت فيها الشيعة لكرسى الحكم, ومازالوا موجودين فى البحرين ويعملون على قدم وثاق لإسقاط النظام الحالي.
يسري: القضاء على الحوثيين لن يوقف التمدد الإيرانى فى المنطقة
من جانبه قال السفير إبراهيم يسرى مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن المخطط الإيرانى أقوى من أن تقوم الدول العربية بإيقافه عبر الضربة العسكرية لاستهداف الحوثيين فى اليمن، مشيرًا إلى أن الحوثيين لن يثنيهم الضربات الجوية ومن الممكن أن يتم حل الأمر عبر إقامة حكومة ائتلافية يتمثل فيها الحوثيون بشكل كبير إلا أن المخطط الإيرانى لم يرتكز على دولة واحدة وإنما يمتد فى العراقوسورياوالإمارات وغيرهم . فالصراع ليس بين العرب وإيران ولكن سيكون بين أمريكاوإيران على بسط نفوذهم من خلال تنازلات متبادلة إلا أن الترابط العربى غير موجود وإنشاء قوة عسكرية مشتركة هو من دروب الخيال خاصة أن الأممالمتحدة فشلت فى إنشاء قوة عسكرية بين الدول العربية، فالوطن العربى يعانى من فوضى كبيرة والقضاء على الحوثيين لن يؤدى إلى وقف نفوذ إيران ومن الممكن أن تنجر مصر لتكرار تجربتها المأساوية فى اليمن.
صادق: اتحاد العرب بشكل قوى أكبر حائط صد أمام التمدد الإيرانى فى المنطقة
ويشير الدكتور سعيد صادق المحلل السياسي، إلى أن هناك ثلاث قوى تسيطرعلى المنطقة العربية والشرق الأوسط هما ايرانوتركيا وإسرائيل فى ظل غياب كامل من الدول العربية، والجميع يسعى إلى تمدد نفوذه بشكل أكبر، فالحوثيون ليسوا بالقوة التى تستدعى إلى إنشاء تحالف عربى ضخم للسيطرة عليها وإنما هذا التحالف يسعى إلى توجيه رسالة سياسية إلى إيران خاصة مع اقتراب توقيع الاتفاقية النووية مع الدول العظمى خاصة وأن الأسلحة التى تحرص المملكة السعودية ليست من أجل تخزينها ولكن من أجل استخدامها لردع أى هجوم أو خطر يهددها . فتدخل السعودية لضرب الحوثيين لن يمنع إيران من مواصلة خطتها لبسط نفوزها فى المنطقة وإنما من الممكن أن تعمل على إضعافهم فى هذة الدول فقط إلا أن هناك صعوبة على وقف تمددهم فى لبنان لأن 45 % من الشعب شيعة وفى سوريا يمثل الجانب الشيعى فى النظام الحاكم، أما بالنسبة للعراق فيتمركز الشيعة فى ما يقرب من 65% منهم.
فالنفوذ الإيرانى يمتد عبر بعض الأقليات الشيعية الموجودة فى البحرين بشكل قوى عبر تغلغلهم فى الحياة السياسية ورغم تصدى قوات درع الجزيرة، لهم من قبل إلا أن اتحاد الدول العربية هو الحل الوحيد للتصدى إلى محاولات الدولة الإيرانية للسيطرة على المنطقة, لأن تفرق الدول يمنح أفضلية لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية. العرابي: بعض الدول العربية ذات الكثافة الشيعة المرتفعة مثل البحرين والكويت قد تشهد اضطرابات داخلية خلال الأيام القادمة من جانيه حذر السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، من ثورة تقودها الشعوب العربية ضد الشيعة بداخلها، بعد اكتشاف مؤامراتهم الخبيثة ضد العرب والمسلمين، مؤكداً أن "بعض الدول العربية ذات الكثافة الشيعة المرتفعة مثل البحرين والكويت قد تشهد اضطرابات داخلية خلال الأيام القادمة". وشدد وزير الخارجية الأسبق، على ضرورة التعامل بحكمة مع الملف الشيعى فى هذا التوقيت تحديداً، فى ظل العمليات التى يخوضها التحالف العربى لتصفية جماعة أنصار الله الحوثية الشيعية فى اليمن، مطالبًا قيادات الدول العربية بعدم الدخول فى مواجهات مباشرة مع الشيعة الموجودين فى بلدانهم حتى لايحدث صدع داخل تلك الدول. ولفت العرابي، إلى خطورة المحاولات التى يتزعمها بعض الساسة داخل دول التحالف العربى والتى تهدف إلى تهييج "الشيعة" بالداخل، بالإضافة إلى محاولات طهران لإثارة القلاقل فى المنطقة العربية للتعتيم على ملفها النووى فإيران حتى الآن لم تتحرك ولكنها إذا رآت أن هناك خطة للقضاء على الشيعة فسيكون تحركها مفاجئًا لأن الملفين الشيعى واليمنى من أكثر الملفات خطورة فيجب الحرص فى التعامل معهما وأزمة اليمن على وجه الخصوص.
فرج: العالم العربى عليه اتخاذ قرار بعدم الهجوم على الشيعة لأن ذلك سيعطى فرص التلاعب على عنصر الطائفية من جانبه قال السفير محمود فرج سفير مصر الأسبق فى إيران والخبير فى الشئون الإيرانية، إنه سيحدث فتنة دينية كبيرة وحرب شاملة داخل المنطقة العربية، إذا تم استهداف الشيعة داخل الدول العربية، وخاصة فى ظل ارتفاع نسبة الشيعة داخل الدول العربية، فالشيعة يتركزون فى المملكة السعودية والكويت والبحرينولبنانوسوريا. وأشار "فرج" إلى أن العالم العربى عليه عدم اتخاذ قرار فى الهجوم على الشيعة لأن ذلك سيعطى فرص التلاعب على عنصر الطائفية، وسيكون ذلك فى صالح إسرائيل وسيحدث "انقسامات وحروب ومذابح داخل المنطقة". وأكد الخبير فى الشئون الإيرانية، أن الشيعة ليست بطائفة ضعيفة ليتم ضربها أو استهدافها، فإيران بمفردها كدولة يوجد بها 100 مليون فرد، والسعودية والعراق وغيرهما من الدول العربية توجد نسب مرتفعه للغاية من الشيعة وبالتالى فإن اتخاذ قرار لتصفية الشيعة هو أمر فى غاية الخطورة، فيجب الحرص عند التعامل مع الملف الشيعى لأنه "ملف مدمر" إذا لم يتم التعامل معه بحرص.