أمريكا تجُهز لإيران دورا جُهنميا فى المنطقة العربية منذ مدة طويلة من خلال السماح لها ببسط نفوذها باليمن والعراق وسوريا تحت زعم محاربة داعش ، وهذه السيطرة الإيرانية بالمنطقة لم تأت من فراغ ولكنها جاءت بدعم وتصالح أمريكي من أوسع الأبواب دفع أمريكا لترضى كل الرضى عن إيران وترفع عنها العقوبات الإقتصادية المكبلة لها من دون مقدمات ، بل وجعل أمريكا تتحدى النفوذ الصهيوني بها وتوافق على استكمال إيران لمشروعها النووي رغم محاولة نيتنياهو المستميتة ، التي دفعته للتجرأ بالتحدث أمام الكونجرس الأمريكي لعرقلة هذا التوافق والوقوف ضد أوباما وذلك قبيل الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية التي فاز بها باكتساح ليعلن عن وفاة الدولة الفلسطينية المستقلة عن إسرائيل ، ضاربا عرض الحائط بالمحاولات العربية الحالمة للتصالح الفلسطيني الإسرائيلي وقيام دولة فلسطينية مستقلة عن إسرائيل عاصمتها القدس ، ليس ذلك فحسب بل ووصل التصالح الأمريكي الإيراني إلى حد إصدار قرار أمريكي برفع إيران وحزب الله من قوائم الدول الإرهابية التي تمثل خطرا على أمريكا وفوجئنا كذلك بتحدث وزير الخارجية الأردني من قلب إيران فى الآونة الآخيرة بعد شقاق دام ثماني سنوات عن ضرورة التفاهم مع إيران ( الفارسية ) لحل مشاكل المنطقة (العربية) !! السؤال المهم الذى يطرح نفسه ، لماذا تدفع أمريكابإيران للعب هذا الدور الجُهنمي بالمنطقة العربية ؟ أكيد الإجابة بأن ذلك ليس لسواد عيون إيران وليس لرغبة أمريكا فى التصالح ولكن "لتجر أمريكا رجل المنطقة العربية" لحرب سنية شيعية واسعة المدى الزماني والمكاني ، قد تدمر الأخضر واليابس . فالعراق ، يعاني بها السنة من إضهاد النظام الشيعي الحاكم وهذا بعد عبث أمريكا بالعراق وإحداث فتن واقتتال وعمليات ثأر وانتقام متبادلة بين السنة والشيعة به أثناء الأحتلال الأمريكي للعراق وسوريا قُتل بها مئات الآلآف من السنة السوريين المعارضين حتى الآن بكل معدات الحرب من مدفعية وطيران وسفن حربية على يد النظام الشيعي الحاكم بها . واليمن يسيطر عليها الحوثيين الشيعة بعد دعم الرئيس اليمني المطاح به علي عبد الله صالح لهم . وهذه الأنظمة الثلاثة الشيعية تدعمها إيران لوجستيا وعسكريا . إذا فالمنطقة العربية كما نرى مؤهلة لحرب سنية شيعية باقتدار بفعل أمريكي يستغل اطماع إيران الخيالية بإستعادة أمبراطوريتها الفارسية القديمة ، وذلك بالسماح لإيران بفرض نفوذها بالعراق بمحاربة داعش الإجرامية وبالتبعية محاربة السنة العراقيين المعارضين للنظام الشيعي الحاكم المضطهد لهم وكذلك ببسط سيطرة إيران بسوريا من خلال محاربتها لداعش وبالتبعية كذلك محاربة السنة المعارضين لنظام بشار الأسد الشيعي الذي قتل مئات الآلآف من السنة السوريين المعارضين وبفرد عضلات إيران باليمن من خلال الحوثيين الشيعة القلة المدعومين من قبل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح . ولكن جاءت الضربات المصرية والسعودية الجوية فى الآونة الأخيرة لتدحض أحلام إيران فى السيطرة على المنطقة العربية والسؤال المهم الذي يفرض نفسه هو هل ستستطيع هذه الضربات الجوية أن تدحض آمال أمريكا فى جر المنطقة العربية إلى حرب سنية شيعية ؟ من المعروف للجميع أن الحروب لا تحسم إلا على الأرض ولذا أتمنى أن تستفيق إيران ولا تتدخل فى شئون المنطقة العربية ، لأن العمليات البرية بالمنطقة العربية ستعصف بالمنطقة وبخاصة باليمن ذات الطبيعة الوعرة الجبلية التي تتفرق بها القبائل المتناحرة والتي لن تكون الحرب البرية بها فى صالح الجميع وعلى إيران أن تعلم أنها ستقضي بطمعها هذا على كل ما حققته عسكريا واقتصاديا فى العقود الماضية . أمريكا التي لم تستطع هزيمة إيران بحصارها إقتصاديا ، تعمل على القضاء عليها بإستغلال طمعها فى المنطقة العربية حيث ستفتح إيران على نفسها بنفسها حربا مع غالبية الدول العربية لن تكون قادرة عليها ولن نكسب نحن منها سوى اقتتال المسلمين مع بعضهم البعض إضطرارا بسبب طمع إيران الوهمي فى فرض سيطرتها ونفوذها وتدخلها فى شئون الدول العربية .