في الركن البعيد الدامي، تستوطن «داعش» الحياة زاعمة نصرة الإسلام، حتى عكست صورة خاطئة تمامًا عن حقيقة الإسلام الذي يتبرأ من الترهيب والتعذيب والقتل والتشريد، لكن عندما هبت «عاصفة الحزم» حاولت «داعش» التقرب من العرب والأمة الإسلامية بشتى الطرق حتى توصلت إلى أسهل طريقة وهى ذبحها المعتاد ولكن تلك المرة بذبح 8 أشخاص من الشيعة، لكن على عكس لقطات الذبح المعتادة لم يظهر التنظيم لقطة الذبح كعادته الفجة، بل روج بأنه بالفعل ذبح شيعة، تمسحًا بالحرب التي تشنها «عاصفة الحزم» ضد الحوثيين المعروف عنهم بأنهم شيعة وتساندهم إيران، أكبر دولة شيعية. هذا ما أكده المحلل السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا د. محمد السعدنى، أن قتل «داعش» ل8 من الشيعة في هذا التوقيت، هو للتأكيد على أن الحرب داخل اليمن وعملية «عاصفة الحزم» ليست لمحاربة الإرهاب ولكن للتأكيد على أنها حرب بين الشيعة والسنة، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هى من وراء «داعش» ولهذا دعت أمريكاباكستان للمشاركة في «عاصفة الحزم»، قائلاً: «أمريكا تساعد إيران». وأضاف «السعدني»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن إخراج الفيديو بهذه الطريقة للتزامن مع الأحداث المتلاحقة في اليمن فلم يكن لديهم الوقت الكافي للإخراج والمونتاج كما حدث في فيديو قتل الأقباط المصريين الذي تم إذاعته بعد ذبحهم بأسبوعين. ومن ناحية التحليل النفسي، أكد مستشار العلاج النفسي وعضو الجمعية العالمية للصحة النفسية الدكتور أحمد هارون، أن فيديو ذبح الشيعة في به خمسة أخطاء حاولوا تصحيحها بعد الانتقادات التي تم توجيهها لهم من قبل المحللين في الفيديو السابق والذي كان يعرض ذبح التنظيم ل 21 قبطيًا مصريًا، مشيرًا إلى أن داعش أصبحت تخاطب عقليات الشباب. وأضاف «هارون»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن الخمسة أخطاء هي عدم ارتدائهم لقناع فهم ظهروا في الفيديو بوجوههم لإثبات أنهم أشخاص عادية ولا يخافون، أجسامهم الطبيعية فهم لا يمتازون بضخامة كما في الفيديو القديم وذلك حتى يثبتوا أنهم عرب وليسوا من المارينز الأمريكي وهو الاتهام الذي تم توجيهه لهم في السابق. وعن تحدثهم باللغة العربية، أشار «هارون» إلى أنها لتوجيههم الرسالة إلى العرب بالتزامن مع أحداث اليمن الأخيرة ففي الفيديو الأول تحدثوا الانجليزية لأنهم كانوا يريدوا توجيه الرسالة إلى الغرب كما أنهم هذه المرة لم يذبحوا مسيحيين وإنما ذبحوا مسلمين، متسائلاً: «لماذا لم تذبح داعش يهودي واحد»، بالإضافة إلى أنهم لم يستخدموا عبارة «بعث رحمة للعالمين»، داعش في هذا الفيديو لم تستخدم الإثارة والمبالغة التكنولوجية وذلك لأنها تريد أن تثبت أنها جماعة أسلامية تعيش في الصحراء. وتابع «هارون» أن استخدام داعش لطفل في هذا الفيديو لأنها توجه رسالة تقول إن هناك جيلًا من داعش قادم. واستبعد مساعد وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد نور الدين، أنه بالتزامن مع «عاصفة الحزم» واستغلال داعش ذلك بذبح الشيعة بأنه سيشفع لهم لأن الدين بريء من أفعالهم لأنهم ذبحوا من قبل مسلمين سنين وأقباط وأطفال ونساء. وأوضح «نور الدين»، في تصريحات خاصة ل«المصريون»، أن داعش لولا التدخل الإيراني السافر في اليمن والعراق بأعداد للشيعة هو ما بني على أساسه التنظيم، لأن جيش العراق كان قادرًا أن يوقف كل ما يقوم به التنظيم ولكن انضم أعضاء من الجيش بسبب ظلم الشيعيين.