10صحفيين ضحوا بأرواحهم للحصول على «لقطة».. والجانى طليق في كل الأحوال "الصورة بألف كلمة.. والقلم والكلمات تنور البصيرة"، هذا هو ما يهدف إليه من اختاروا "البحث عن المتاعب" مهنة لهم، مع ما قد يكلفهم ذلك من التضحية بأرواحهم وهم يؤدون رسالتهم بحثًا عن الحقيقة، ليتحول هو نفسه من ناقل للحدث إلى خبر، أو بالأحرى رقم في عداد الذين سقطوا أثناء ممارستهم مهامهم الصحفية. فعلى الرغم من أنها لم تكن مسرحًا لحرب مسلحة، كما في بلدان أخرى، إلا أن مصر أضحت من الأماكن الملتهبة، والأكثر سخونة للعاملين بالحقل الصحفي والإعلامي، بعد أن قتل 11صحفيًا منذ اندلاع الثورة في 2011 حتى الآن. أحمد محمود أول شهداء الصحفيين بالثورة كان أول الصحفيين الذين سقطوا خلال أحداث الثورة، ويعمل مصورًا صحفيًا بجريدة "التعاون" الأسبوعية وهى أحد المنشورات التابعة لمؤسسة "الأهرام"، وكان موعده مع الاستشهاد في يوم 5فبراير 2011، داخل إحدى المستشفيات، متأثرًا بجراحه، بعد أن أصيب بطلقات بالرأس من جانب قناص، أثناء التقاطه صور الاضطرابات من شرفة بيته بالقرب من ميدان التحرير يوم 29يناير. أحمد محمود كان يبلغ من العمر 39 عامًا وقت استشهاده، وله طفلة وحيدة تبلغ من العمر العاشرة, وقررت نقابة الصحفيين تخليد اسمه في لوحة تذكارية رخامية، تعلق في مكان بارز داخل نقابة الصحفيين، تضم صورته وظروف استشهاده بالإضافة إلى منح أسرته معاشًا استثنائيًا كاملاً. الحسينى أبو ضيف.. محيط الاتحادية يرتوي بدمائه هو ابن محافظة سوهاج، بالتحديد من مركز "طما"، كان يعمل صحفيًا بجريدة الفجر، كان عضوًا في حركة "كفاية"، وعمل على إحياء حركة "شباب من أجل التغيير"، شارك في كثير من الوقفات الاحتجاجية للدفاع عن المظلومين، بعدما تخرج في كلية الحقوق جامعة أسيوط. كانت الصحافة بالنسبة له حلمه الوحيد، لمناصرة الفقراء، ولكنه دفع حياته ثمنًا لذلك، حين كتب على صفحته الشخصية على "فيس بوك": "هذه آخر تغريدة قبل نزولي للدفاع عن الثورة بالتحرير، وإذا استشهدت لن أطلب منكم سوى إكمال الثورة"، كأنما كان يشعر بأن رصاصة الغدر تنتظره لينضم اسمه لقائمة طويلة من الشهداء، ولتروى بدمائه أرض الاتحادية. جاء استشهاده في 5ديسمبر 2012، بعدما أصابته رصاصات قاتلة في الرأس ليلقى مصرعه في الحال، خلال أحداث "الاتحادية"، عندما خرج رافضون للإعلان الدستوري، الذي أصدره الرئيس محمد مرسي آنذاك، ما دفع المتظاهرين للاعتصام أمام قصر الرئاسي. أحمد عاصم السنوسى.. صور قاتله مصور صحفي بجريدة "الحرية والعدالة"، استشهد خلال أحداث "الحرس الجمهوري" أثناء تغطيته الاشتباكات والمناوشات بين أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" وقوات الجيش بالقرب من مقر دار الحرس الجمهوري بمدينة نصر فجرًا، عندما تلقى رصاصة قاتلة لحظة تصويره للأحداث. وقد وثقت كاميرته للحظة استشهاده برصاصة قناص في جبهته أثناء التقاطه صورًا لقناص من مبنى قريب من الاشتباكات، ما أدى إلى استشهاد الشاب البالغ من العمر 26عامًا على الفور وتوقف كاميرته عن التصوير للأبد. ونشر المقطع المصور الذي يبين القناص وينتهي بإطلاق الرصاص على عاصم. تامر عبد الرءوف.. «شهيد الحظر» كان يعمل مديرًا لمكتب "الأهرام" بمحافظة البحيرة واستشهد حتفه بإطلاق النار عليه من قبل القوات في كمين للقوات المسلحة بمدينة دمنهور، بدعوى خرقه قرار حظر التجوال، الصادر على خلفية أحداث العنف في أعقاب فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. استقل تامر، سيارته بعد لقاء جمع محافظ البحيرة، انتهى قبل موعد بدء حظر التجول بدقائق حيث عرض على عدد من زملائه توصيلهم إلى منازلهم وتوصيل زميله حامد البربرى مدير مكتب الجمهورية إلى موقف مدينة كفر الدوار، حيث يقطن. وبحسب شهادة البربرى، الذى رافق تامر فى اللحظات الأخيرة، فإن أشخاصًا يرتدون الزى العسكري، استوقفوهما وطلبوا منهما الرجوع، التزامًا بقرار حظر التجوال وحين امتثلا وبدأت السيارة تتحرك للخلف فوجئ بوابل من الأعيرة النارية، فاخترقت رصاصة رأس تامر فلم يستطع بعدها التحكم فى عجلة القيادة، لتستمر السيارة فى السير لمسافة بدون قائد، فتصطدم بعامود إنارة ليسقط شهيدًا على الفور. كانت تلك هى الكلمات الأخيرة التى كتبها الصحفى قبل استشهاده بأيام "اللهم أحقن دماء المصريين.. لا للعنف.. لا للاشتباكات.. لا لمليشيات الشحن والكراهية من الجانبين.. نعم للتظاهر السلمي، نعم للمصالحة، نعم للحوار، نعم لبناء مصر". صحفيون استشهدوا فى فض «رابعة» شهد فض اعتصام "رابعة العدوية" لأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في 14أغسطس 2013، سقوط 3صحفيين شهداء وهم: مصعب الشامى وحبيبية عبدالعزيز وأحمد عبدالجواد. الشامي كان يعمل مصورًا لدى شبكة "رصد" الإخبارية تخرج فى كلية الآداب قسم الإعلام، واستشهد بعد إصابته برصاصة طائشة أثناء تغطيته لفض اعتصام رابعة. كان من المصورين الناشطين وفاز بأكثر من جائزة أهمها: جائزة مسابقة البوبز لأفضل مدونة، واختارت مجلة «تايم» البريطانية، صورة له ضمن أهم 10صور على مستوى العالم في عام 2013. حبيبة أحمد عبد العزيز، ابنه المستشار الإعلامى للرئيس المعزول محمد مرسي، صحفية بجريدة "جلف نيوز" الإماراتية كان آخر ما كتبته عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" شهادتها بشأن رؤية قناصين أثناء فض اعتصام "رابعة" قائلة: "شوفت قناصة الجيش" ولكن بعد سويعات قليلة توفيت أثناء فض قوات الجيش والشرطة للاعتصام بالقرب من "طيبة مول". أحمدعبد الجواد، هو ثالث الذين استشهدوا في "رابعة"، بعد إصابته برصاص حي في بطنه. ولد في إحدى قرى الدقهلية، تخرج في كلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، قبل أن يلتحق بالعمل الصحفي والإعلامي، ويعين في مؤسسة "أخبار اليوم" صحفيًا بها، ثم التحق بالعمل بعد ذلك في إحدى القنوات الفضائية التابعة ل "الإخوان المسلمين". «مايك دين».. أول صحفي أجنبى يلقى مصرعه بمصر مايك دين مصور شبكة "سكاي نيوز" البريطانية يعد أول صحفي غربي يموت في مهمة بمصر منذ بداية تسجيل منذ مطلع التسعينيات من القرن الماضى، حيث لقي مصرعه بطلق ناري طائش خلال فض اعتصام رابعة العدوية علي يد قوات الجيش والشرطة. كان "دين" يعمل لشبكة سكاي نيوز البريطانية لمدة 15 عامًا متنقلا بين مكتبي واشنطن والقدس لينتهي به الحال داخل مصر أثناء فض الاعتصام. ميادة أشرف.. رصاصة طائشة تنهى حياتها ب"عين شمس" فى صباح 28 إبريل 2014، استيقظت كما الحال في كل يوم "جمعة" لتغطية تظاهرات جماعة الإخوان بمنطقة عين شمس، لتكون على موعد في ذلك اليوم مع استشهادها، طلقة طائشة خرجت لم تصب هدفها تلك المرة، بل ذهبت إلى هدف آخر لتستقر في رأس المحررة بجريدة "الدستور". توقف حلم ميادة عند هذا الحد عن عمر يناهز ال21 لتبقى في الذاكرة بصورة جرافيتى على جدران نقابة الصحفيين وبتكريم من نقابة الصحفيين ومنحها العضوية الشرفية والانتماء إلى النقابة، الحلم الذي كانت تحلم به أثناء فترة عملها كصحفية متدربة في جريدة "الدستور". حسن.. يضحى بنفسه في سبيل إنقاذ المواطنين أثناء التغطية الصحفية التي كلف بها من جريدة "شعب مصر" لقي الصحفي صلاح الدين حسن، مصرعه أثناء تأدية عمله جراء انفجار قنبلة يدوية الصنع ألقاها شخص مجهول علي مسيرة كانت قد انطلقت من ميدان الشهداء بمحافظة بورسعيد ضد الرئيس المعزول محمد مرسي في 28يونيو 2013. حسن الذي كان يبلغ من العمر 37عامًا وقتها ضحى بنفسه، بعد أن التقط القنبلة ليلقي بها بعيدًا ولكن سرعان ما انفجرت فيه وأدت إلى استشهاد وجرح 16 آخرين.