حالة من الاستنفار القصوى أعلنتها أجهزة الدولة قبل أيام من تظاهرات "الثورة الإسلامية" التي دعت إليها "الجبهة السلفية" في 28 نوفمبر الجاري، في ظل تحذيرات للمواطنين من خطورة التجاوب مع الدعوات للتظاهر عن طريق وسائل الإعلام. جاء ذلك في الوقت الذي قال فيه سياسيون داعمون للسلطة الحالية إن أجهزة المخابرات رصدت تحركات لعناصر جهادية في الداخل والخارج سوف تشارك في هذا اليوم، وسط توقعات بوقوع "عمليات إرهابية". وقال محمد أبوحامد البرلماني السابق، رئيس حزب "حياة المصريين" تحت التأسيسي "التيارات الإسلامية في مصر تسعى دائمًا لافتعال معارك مع الدولة"، واصفًا دعوة "الجبهة السلفية" للتظاهر في 28 نوفمبر الجاري تحت شعار "الثورة الإسلامية" بأنها "دعوة للفوضى والتخريب". وأضاف "استخدام شعار ديني لهذه التظاهرات، بالإضافة إلى رفع المصاحف ينذر بعواقب وخيمة"، مشيرًا إلى أن "أجهزة المخابرات ترصد كافة التحركات لهذه الجهات داخليًا وخارجيًا"، لافتًا إلى أنهم يتلقون تعليمات ورسائل من الخارج "ولذلك هناك استنفار داخل الأجهزة الأمنية" تحسبًا لمظاهرات 28نوفمبر. وأوضح أبوحامد أن "الدولة تتعامل مع هذا الأمر بمنتهى الجدية والحزم ويتم القبض يوميا على عدد من الخلايا الإرهابية في سيناء وغيرها في مناطق الدلتا"، محذرًا من أن "الوضع في المنطقة بأكملها لا يحتمل شيء ولن يسمح على الإطلاق لمثل هذه التنظيمات لكي تفرض رأيها على الشعب المصري وستقف أجهزة الدولة وعلى رأسها القوات المسلحة لهم بالمرصاد". من جهته، أشاد "تيار الاستقلال"، الذي يتزعمه المستشار أحمد الفضالي بإعلان اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية، أمام مجلس الوزراء، استعداد أجهزة الأمن لمواجهة أية أعمال عنف، يقوم بها أنصار جماعة "الإخوان المسلمين" وتأكيده على أن الدعوة التي أطلقت تحت مسمى "الثورة الإسلامية الكبرى" لمواجهة قوات الداخلية يوم 28 من الشهر الجاري، لم تلق قبولًا من مختلف الفصائل. وقال الفضالي رئيس حزب "السلام الديمقراطي"، إن "شباب تيار الاستقلال وضع خطة بالتعاون مع شباب التكتل الثوري لثورتي 25 يناير و30 يونيو، لمساندة جهود الأجهزة الأمنية في التصدي لأيّة أعمال عنف أو شغب تقوم به عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وكل من يساندها، يوم 28 من الشهر الجاري". من جهته، وصف عمرو نبيل الأمين العام لحزب "الإصلاح والنهضة"، الدعوات التي أطلقتها "الجبهة السلفية" للتظاهر في 28 نوفمبر الجاري، تحت مسمى "الثورة الإسلامية" بأنها نهاية سقوط "التحالف الوطني لدعم الشرعية". وقال: "هذا اليوم سيشهد سقوطه النهائي"، لافتًا إلى أن "هذا السقوط كان متوقعًا ومنطقيًا بعد أن عاند إرادة الشعب المصري وحاول أن يضع نفسه فوق الدولة المصرية". وأكد نبيل أن "هذا التحالف سقط سياسيًا إلى غير رجعة"، مشيرًا إلى أن "تظاهرات 28نوفمبر، ما هي إلا محاولة يائسة موجهة للخارج لإثبات أن التحالف مازال على قيد الحياة، إلا أنها سوف تفشل ويتبين للجميع أن هذا التحالف انتهى وأصبح من الماضي". وكانت الجبهة السلفية -أحد مكونات "تحالف دعم الشرعية"- دعت إلى "انتفاضة الشباب المسلم'' يوم 28 نوفمبر الجاري، وطالبت الجبهة أنصارها بالخروج إلى كافة الميادين رفضًا ل "الهيمنة الأمريكية والسيطرة الإسرائيلية والعجرفة الغربية، ورفعًا لراية الشريعة وتحقق القصاص".