شارك الموسيقار السوري وعازف البيانو العالمي مالك جندلي مع مئات من السوريين جاؤوا من مختلف الولايات في مظاهرات أمام البيت الأبيض بواشنطن، للتنديد بجرائم نظام بشار الأسد وبقائه على سدة الحكم في سوريا حتى الآن. وتحت شمس حارقة وموجة ارتفاع في درجات الحرارة غير مسبوقة، نُصِبت منصة اعتلاها بيانو علي مرمى حجر من البيت الأبيض في المنتزة المقابل للبوابة الرئبسية المسمي ب "لا فايت بارك"، حيث تجمعت عائلات الجالية السورية بأمريكا، ونشطاء عملوا في حملة الرئيس اوباما، وشعراء وفنانون تقدمهم مالك الجندلي، الذي ألهب عواطف المتظاهرين أولاً بترديده لشعار: "واحد واحد واحد الشعب السوري واحد"، والذي عزفة على البيانو قبل أن ينتقل إلى عزف الاغنية التي اثارت جدلا قبل اشهر عندما دُعي الجندلي للمشاركة في الحفل السنوي للجنة العربية الامريكية لمكافحة التمييز، ثم سحبت الدعوة منه بعد إصرارة علي عزف "انا وطني". ورغم درجة الحرارة التي وصلت إلى منتصف الاربعين درجة مئوية، وبينما كان جبينه يتصبب عرقاً، التقت "العربية.نت" مع مالك الجندلي الذي يُعتبر من اشهر عازفيي البيانو في العالم، في المظاهرة أمام البيت الابيض، وهو يحمل العلم السوري في يده. وعبَّر جندلي عن أنه يشعر بالفخر بأنه إنسان حر يُشارك المتظاهريين بانسانيتة وموسيقاه، وقال: "أشكر الولاياتالمتحدة، بلدي الاخر، للسماح للمظاهرات السلمية أن تنطلق على بعد خطوات من البيت الابيض". ويتابع جندلي بانه لا يتفق مع كل السياسات الخارجية لواشنطن، لكنه يشارك في المظاهرة كفنان، وشعورة لا يوصف لأنه قدم شيئاً من القلب لأهل سوريا الذين يتعرضون لابشع الجرائم الانسانية في حمص وجسر الشغور في حماة ودرعا وفي كل مكان. ويضيف: "هذا أقل ما أفعله، أن أشارك بحبي ومشاعري لوطني سوريا". كيف يُشرَّد السوريون إلى تركيا؟ الفنان خالد جندلي في المظاهرة وقال جندلي إن ما تعيشه المنطقة العربية هو أحداث تاريخية بحاجة إلى مواقف تاريخة وجريئة، وأضاف: "أنا لم أفكر أبدا أن ألحن أغنية، فأنا عازف بالدرجة الاولى، ولكن أول أغنية قمت بتلحينها هي"وطني انا، وأنا وطني، حبك نار في فؤادي، متي أراك حراً يا وطني". وتابع: "هذة أغنية أممية إنسانية، تصلح لأي زمان ومكان، في فلسطينالمحتلة، في سوريا المقهورة، في مصر وفي تونس في العراق، وفي النهاية أقول بأن علينا أن نقف وقفة رجل واحد لاستعادة حقوقنا المسلوبة" ويحمل جندلي الجنسيتين السورية والأمريكية، ويقول بأنه كان في سوريا في شهر اذار الماضي، وهو لا يشعر ببعده عن الوطن الأم، وسوريا في قلبه، وعبر جندلي عن اعتزازه بوجوده في الولاياتالمتحدة التي تسمح بحرية التعبير دون خوف من الاعتقال أو السجن أو الضرب كما يحدث في العالم العربي، ويضيف: "بإمكاني أن أقول للرئيس أوباما بأنني أخالفك الرأي، و لا يحدث لي شيئا، وفي سوريا الناس والأطفال يقولون نحن نريد حرية، نريد كرامة انسانية، فتأتيهم طلقة في العين وفي الرأس، طلقة الموت، وطلقة اغتصاب الكلمة، وبحزن أقول أن العدو الاسرائيلي يستعمل أحيانا الرصاص المطاطي، بينما يستعمل في سوريا الرصاص الحي لقمع المتظاهريين". أما عن ردة فعل النظام وهل كان يتوقعها، قال جندلي بإنه ليس سياسياً، بل هو فنان، لكنه يتفاعل مع شعبه، والجميع يعرف - كما يقول - ما جرى في حماة عام 1982، ورغم هذا فهو يتحدث عن الانسان وليس السياسة ويطالب الإعلام بإظهار حقيقة ما يحدث في سوريا، وينادي بوقف قتل الأطفال واغتصاب النساء ومذلة الشعب، ويتسائل: "هل يُعقل أن يُشرد السوريين، ويتحولون إلى لاجئين في تركيا؟ وهل يمكن الصمت عن اعتقال 18 ألف سوري يقبعون في السجون؟ ". وعبَّر مالك جندلي بفخر عن أن سوريا كانت مهد الحضارات، وقال: "إن المسيح عليه السلام ألقي خطبة في سوريا، ويوحنا المعمدان دفن في المسجد الأموي. نحن لسنا ضد أي دين أو طائفة. أنا نفسي سوري مسلم تلقيت تعليمي في المدرسة الانجيلية في حمص".