عاد حاتم الحوينى نجل الداعية الشهير أبي إسحاق الحوينى إلى تكرار فتواه الأخيرة بأن المنتحر ليس بكافر، ردًا على الهجوم الذي طاله بعد فتواه الأولى بعدم تكفير الناشطة زينب المهدي التي انتحرت شنقًا بالأمس. وقال الحوينى عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "الحمد لله على حسناتٍ لم أعملها، خرجت من صحائف من سب وقذف وتطاول عليَّ في التعليقات عبر الجرائد والمجلات!! إلى صحائفي!! فاللهم لك الحمد". وتابع: "بادئ ذي بدء أقول باختصار شديد جداً..سبحان الله!! يقولون أنتم تكفرون الناس! وحينما نقول الحكم الشرعي أن المنتحر ليس بكافر يصممون أن يكفروه بالعافية! وآعجباه. وأضاف "الانتحار محرم، بل كبيرة من كبائر الذنوب، فلا يجوز الإقدام عليه بحال؛ لقوله تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا"؛ ولقوله -صلى الله عليه وسلم-: "من قتل نفسه بحديدة فحديدته يتوجاً بها في بطنه في نار جهنم خالداً فيها أبداً، ومن شرب سماً فقتل نفسه، فهو يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً". وجاء في صحيح البخاري وغيره أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "كان فيمن كان قبلكم رجل به جرح، فجزع فأخذ سكيناً فحز بها يده فما رقأ الدم حتى مات، قال الله عز وجل: بادرني عبدي بنفسه فحرمت عليه الجنة". لكن نجل الحويني قال إن المنتحر ليس بكافر، لأن "مذهب أهل الحق (أهل السنة والجماعة)، أن أهل التوحيد لا يخلدون في النار، ولو ارتكبوا ما ارتكبوا من الكبائر، وأن ما ورد في خلود من قتل نفسه في النار، المراد به التهديد والزجر، أو أن المراد بذلك من استحل قتل نفسه، أو غير ذلك من الاحتمالات". واستدرك "لذا فإن ما أقدم المنتحر عليه من أكبر الكبائر، وأبشع الجرائم، ولكن مع ذلك يعتبر على ملة الإسلام ويجري عليه أحكام المسلمين، فيصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين، ويشرع الدعاء له بالمغفرة". ودلل بفتوى "دار الإفتاء المصرية"، حيث قالت في حكم المنتحر بالنص: (حكم الانتحار): "الانتحار حرام شرعا؛ لما ثبت في كتاب الله وسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإجماع المسلمين على حرمة الانتحار، فالمنتحر وقع في كبيرة من عظائم الذنوب وكبائرها؛ إلا أنه مع وقوعه في هذه الكبيرة لا يخرج عن الملة، ويظل على إسلامه. واستكملت: "تغسيل المنتحر وتكفينه والصلاة عليه يفترض على المسلمين -فرضًا كفائيا- تغسيل وتكفين المنتحر ودفنه في مقابر المسلمين، وذلك لأنه مسلم داخله في عموم أحكام موتى المسلمين، وقد قال شمس الدين الرملي في "نهاية المحتاج" (2/441): [(وغسله) أي الميت (وتكفينه والصلاة عليه) وحمله (ودفنه فروض كفاية) إجماعا؛ للأمر به في الأخبار الصحيحة، سواء في ذلك قاتل نفسه وغيره]).