مما لا شك فيه أن قرار حبس الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق الصادر في نهاية الأسبوع الماضي لاتهامه باستيراد مبيدات مسرطنة من إسرائيل تأخر سنوات طويلة.. فهذا الرجل ارتكب جرائم بشعة في حق الشعب المصري عندما استورد مبيدات محرمة دولياً تسببت في مقتل وإصابة الآلاف من المواطنين البسطاء بعد إصابتهم بشتي الأمراض مثل الفشل الكلوي والسرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة. لقد تجاهل النظام السابق الجرائم البشعة التي ارتكبها يوسف والي في حق الشعب المصري وتستر عليه سنوات طويلة رغم التقارير الرقابية والعلمية والطبية التي أكدت تورطه في استيراد مبيدات مسرطنة من إسرائيل كما تجاهل قرار محكمة جنايات القاهرة بتكليف النيابة العامة بالتحقيق معه بتهمة استيراد تلك المبيدات من إسرائيل. ورغم الحملة الصحفية المحترمة والناجحة التي نشرتها جريدة الشعب وكشفت فيها بالأدلة والمستندات تورط يوسف والي في قضية استيراد المبيدات المسرطنة من إسرائيل إلا أن النظام السابق ضرب تلك الحملة عرض الحائط بل أحال الزملاء صلاح بديوي ومجدي حسين وعصام حنفي للمحاكمة وصدر ضدهم حكم بالحبس مجاملة ليوسف والي ناهيك عن تجميد حزب العمل الاشتراكي وإغلاق الجريدة عقب ذلك. اعتقدت أن هناك حالة من الارتياح الشديد سادت الشارع المصري عقب قرار حبس الدكتور يوسف والي.. أنا شخصياً شعرت بتلك الحالة ليس شماتة في شخصه فهذا ليس من طبعي أو أخلاقي أو تربيتي ولكن من أجل أن كشف الحقيقة ومحاكمة المتورطين في استيراد المبيدات المسرطنة التي قتلت وأصابت الآلاف من المواطنين الأبرياء البسطاء بل ودمرت الزراعة المصرية. لقد كان لي الشرف المهني والأخلاقي والوطني بنشر عدة مقالات في شهر مايو الماضي حملت عناوين "متي يحاكم يوسف والي قاتل الشعب بالمبيدات؟" و"أنا ويوسف والي والمبيدات المسرطنة" طالبت فيها بسرعة محاكمة الدكتور يوسف والي بتهمة استيراد مبيدات محرمة دولياً من إسرائيل وأشرت إلي التقارير الرقابية والعلمية والطبية التي تؤكد صحة معلوماتي.. كما نشرت بالتفصيل الردود التي تلقيتها من يوسف والي تعقيباً علي ما كتبته اعمالاً بحق الرد الذي كفله له القانون. ويمكن القول ان قرار حبس الدكتور يوسف والي يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك صدق المعلومات التي نشرتها وكذا صحة التقارير الرقابية والعلمية والطبية التي حصلت عليها والتي تشير إلي تورطه في استيراد المبيدات. بالفعل لقد ارتكب يوسف والي جرائم بشعة في حق الشعب المصري باستيراده مبيدات مسرطنة من إسرائيل مما جعل مصر تتصدر جميع بلدان العالم في نسبة الإصابة بسرطان الكبد وهذا ما أكده ماسيمو كولومبو رئيس قسم أبحاث ودراسات الكبد بجامعة ميلانو الإيطالية وما ذكره ايضا الدكتور مصطفي منيع استاذ جراحة الأورام بكلية طب قصر العيني وعميد معهد الأورام السابق والذي أكد أن ارتفاع معدل الإصابة بمرض السرطان يرتبط بدخول كميات كبيرة من المبيدات المسرطنة إلي مصر علي مدي العشرين عاماً الماضية. ويمكن القول أن الدكتور يوسف والي زوج الزراعة المصرية بالإسرائيلية زواجاً كاثوليكياً بسبب سياسته الزراعية التي أدت إلي انهيار زراعة المحاصيل الزراعية الاستراتيجية مثل القمح والقطن والأرز واستبدالها بزراعة محاصيل أخري مثل الكنتالوب والفراولة ويعد صاحب ملف التطبيع الزراعي مع إسرائيل وأرسل 12 بعثة مصرية لإسرائيل بهدف التدريب علي الوسائل الحديثة للزراعة. الجهاز المركزي للمحاسبات أكد في تقارير عديدة له تورط يوسف والي في استيراد مبيدات مسرطنة من إسرائيل وذكر أنه خرق القرار رقم 874 لسنة 1996 بحظر تجريب أو استيراد أو تداول أو استخدام أو تجهيز المبيدات وسمح بإدخال كميات هائلة من المبيدات المسرطنة خلال فترة توليه منصبه. أعتقد أن الجميع يعلم أن النظام السابق تستر علي الدكتور يوسف والي بصفته أحد رموز هذا النظام ولم يتم توجيه أي اتهامات إليه طوال السنوات الماضية رغم سقوط العديد من معاونيه ومحاكمتهم بتهم تقديم تسهيلات ورشاوي وإدخال مبيدات مسرطنة وهرمونات محرمة دولياً.. بالفعل يوسف والي لم يتم توجيه أي اتهامات إليه رغم التقارير الرقابية التي أكدت أن معاليه استخدم أكثر من ثلاثين مبيداً بعضها مسرطن بشكل مؤكد والآخر محتمل وأن سيادته وافق علي استخدامها ووقع عليها وهذه المبيدات تم استخدامها بدلاً من تخزينها بالمخازن وأنه مكتوب عليها مبيدات مسرطنة أكيدة.. نعم يوسف والي لم يتم توجيه أي اتهامات له طوال السنوات الماضية رغم الدراسات الطبية والعلمية العديدة التي أكدت أن شباباً في العشرينات أصيبوا بأورام الجهاز الهضمي والقولون نتيجة تناولهم غذاء ملوثاً بمبيدات محرمة دولياً بعد أن كان هذا المرض ينتشر بين كبار السن فقط. أنا شخصياً سعيد جداً بأن حملتي الصحفية المطالبة بسرعة محاكمة الدكتور يوسف والي لاستيراد مبيدات مسرطنة من إسرائيل حققت أهدافها المنشودة.. يعلم الله أن تلك الحملة هدفها المصلحة العامة وحرصاً علي صحة الإنسان المصري الذي ابتلي بشتي الأمراض بسبب المبيدات المسرطنة أو الفاسدة.. لقد أكدت في نهاية مقالي المنشور بتاريخ 24 مايو الماضي أن حملتي المطالبة بسرعة التحقيق مع المتورطين في استيراد مبيدات مسرطنة من إسرائيل حتي تتم محاكمة من قتلوا وأصابوا الأبرياء بالمبيدات.. قلت للدكتور والي: أهلاً بالمعارك.. قلت له: ان غدا لناظره قريب.. وبالفعل وبعد أقل من شهر ونصف الشهر تم استدعاء يوسف والي وحبسه علي ذمة التحقيقات لاتهامه باستيراد مبيدات محرمة دولياً من إسرائيل ولحق والي بأعوانه الفاسدين بسجن مزرعة طرة. وداعاً يا.. باشا الصحافة المصرية والعربية فقدت منذ أيام أحد فرسانها - أسرة النقد الرياضي فقدت أحد ابنائها المخلصين.. مؤسسة دار التحرير فقدت أحد رجالها المحترمين الشرفاء.. نقابة الصحفيين فقدت أحد أعضائها البارزين.. نعم فقدنا زميلاً محترماً خلوقاً مهذباً محبوباً.. فقدنا الزميل والصديق الكاتب الصحفي المعروف والناقد الرياضي المتميز المرحوم عبداللطيف خاطر نائب رئيس تحرير الجمهورية. كنا نطلق عليه لقب "الباشا" وهو بالفعل كان "باشا" في كل شيء.. باشا في أسلوبه المهذب مع الآخرين.. باشا في علاقته الطبية بجميع الزملاء.. باشا في تواضعه وأخلاقياته الحميدة.. أنا شخصياً أصبت بصدمة عنيفة وأنا خارج القاهرة عندما علمت بنبأ وفاة زميلي الغالي المخلص المرحوم عبداللطيف خاطر فقد جمعتني به علاقة صداقة محترمة وطيبة سنوات طويلة.. كانت الابتسامة لا تفارق شفتيه.. كان حسن المظهر وحسن الخلق.. أحب الجميع فأحبوه واحترم الجميع فاحترموه. زميلي وصديقي عبداللطيف خاطر: لن ننساك مادام في العمر بقية لك ألف رحمة ولأسرتك ولنا جميعاً الصبر والسلوان.. وأنا لله وأنا إليه راجعون. [email protected]