نشر في الأسبوع الماضي رسالة الدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة الأسبق تعقيبا علي ما كتبته يوم 3 مايو الحالي في نفس المكان تحت عنوان "متي يحاكم يوسف والي قاتل الشعب بالمبيدات؟" وذلك اعمالا بحق الرد الذي كفله له القانون.. وكان من الطبيعي ان اعقب علي تلك الرسالة خاصة انها احتوت علي الكثير والكثير من المغالطات والأكاذيب واستندت في ذلك إلي قرار محكمة جنايات القاهرة بتكليف النيابة العامة بالتحقيق معه بتهمة استيراد مبيدات مسرطنة من اسرائيل وكذا تقارير الجهاز المركزي للمحاسبات التي أكدت انه خرق القرار رقم 874 لسنة 96 بحظر تجريب أو استيراد أو تداول أو استخدام أو تجهيز المبيدات وسمح بإدخال كميات هائلة من المبيدات المسرطنة علاوة علي التقارير العلمية والطبية التي أكدت ان ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السرطان في مصر يرجع إلي المبيدات المسرطنة التي استوردها يوسف والي من اسرائيل. ورغم ان ما كتبته يوم الثلاثاء الماضي ما هو إلا رد علي المغالطات والأكاذيب التي حوتها رسالة الدكتور والي إلا انني فوجئت في نفس اليوم برسالة جديدة واصل فيها مغالطاته وأكاذيبه.. رغم ان حقي القانوني يجعلني اهمل تلك الرسالة أو أضعها في سلة المهملات لأن ما كتبته ما هو إلا تعقيبا علي رسالته إلا انني سوف أنشر رسالته بالتفصيل بهدف كشف مغالطاته وأكاذيبه وألاعيبه أمام الرأي العام. السيد الاستاذ/ جمال عبدالرحيم تحية طيبة وبعد... بالإشارة إلي مقالكم المنشور بالجمهورية اليوم 17/5/2011 تحت عنوان "أنا ويوسف والي والمبيدات المسرطنة" والذي واصلتم فيه اتهاماتكم الظالمة بمسئوليتي عن ادخال مبيدات مسرطنة الي البلاد واصابة الكثير من المصريين بالأمراض الخطيرة وفي مقدمتها السرطان. والمقال في مجمله وبعباراته ترديد لمواد الحملة الاعلامية الضارية التي امتدت لأكثر من عشر سنوات اتسم من أدارها بحرفية عالية ترك آثارها بغير شك علي قطاع عريض من الرأي العام ولكن الحقائق غابت عن هذه الحملة كما غابت أيضا عن مقالكم الذي استندتم فيه إلي القرار الذي أصدرته بحظر استخدام هذه المبيدات ثم ألغيته فيما بعد لأن المنظمات الدولية واللجان المحلية التي أوصت بالحظر جاء قرارها بهدف إجراء المزيد من الدراسات حول هذه المبيدات والتي صرحت باستخدامها فيما بعد.. الأمر الذي كان يستوجب إلغاء القرار "874" الذي أشرتم إليه. ثم أليس من الأمانة الإشارة إلي جهود خفض استخدامات المبيدات الكيماوية بنسبة 90% وإلغاء رش المبيدات بالطائرات نهائيا ودخول مصر بقوة إلي مجال استخدام الأساليب الطبيعية في مكافحة الآفات والذي جاء تفصيلا في خطابي الأول لكم ثم ألا يكفي مضاعفة صادرات مصر للخارج عشر مرات خلال هذه الفترة دليلا دامغا علي سلامة ما تنتجه مصر من حاصلات زراعية خاصة ان صادرات مصر تذهب إلي أكثر الدول احكاما في عمليات مراقبة سلامة الأغذية. كما ان أي حديث يتضمن استيراد مبيدات محظورة أو غير محظورة من اسرائيل يفتقد مصداقيته تماما لأن مصر لم تستورد أية مبيدات من اسرائيل وليس لإسرائيل اية مبيدات مسجلة في مصر وهو ما ينطبق علي أحد التقارير التي استندتم اليها. وبالنسبة لأحكام القضاء واجبة الاحترام في كل وقت وحين فلقد حرصت علي الإدلاء بأقوالي وشهادتي أمام المحكمة التي نظرت القضية والتي بدأت بمسمي قضية الرشوة الكبري في وزارة الزراعة حتي انتهت إلي قضية المبيدات.. وتم نقض الحكم الذي أصدرته والذي أشرتم إليه في مقالكم ثم تداولتها عدة دوائر انتهي الحكم النهائي فيها بتبرئة المتهمين من جريمة استيراد المبيدات المحظورة. كما اني لست الوحيد الذي يعلم انني لم أشارك أنا أو غيري في استيراد أية مبيدات مسرطنة. بل ان كبار العلماء ذهبوا إلي تأكيد هذه الحقيقة كما جاء في خطابي الأول لكم. كما يعلمها معظم المشتغلين بالزراعة من خبراء وفلاحين ولكنهم للأسف لا يملكون الأدوات التي ملكها آخرون. ويشرفني ان أبعث لكم بصورة مضبطة مجلس الشعب التي تتضمن ما أكده الأخ المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة الأسبق تحت قبة البرلمان من عدم وجود ما يسمي بالمبيدات المسرطنة أصلا رغم تناقض ذلك مع تصريحاته الصحفية والفضائية المتلاحقة. أرجو التفضل بنشر هذا الرد في إطار ما كفله لي القانون. مع خالص تحياتي وأطيب أمنياتي... الدكتور يوسف والي الدكتور يوسف والي أكد ان المهندس أحمد الليثي وزير الزراعة الاسبق نفي تحت قبة البرلمان وجود ما يسمي بالمبيدات المسرطنة أصلا وبعث لي بصورة من مضبطة مجلس الشعب بتاريخ 27 ابريل 2005 أكد انها تؤكد صحة كلامه عندما اطلعت عليها تأكدت ان الدكتور والي يتلاعب بالألفاظ وهذا ليس غريبا علي رجل تولي العديد من المناصب القيادية بالحزب الوطني فترات طويلة.. المهندس احمد الليثي أكد بالحرف الواحد "لا يوجد شيء يسمي مبيدات مسرطنة ومبيدات غير مسرطنة.. لكن هناك مبيدات صالحة ومبيدات فاسدة.. والمبيدات الفاسدة قد تسبب السرطان أو قد لا تسبب". وأقول للدكتور يوسف والي ان المهندس احمد الليثي لم ينف وجود مبيدات فاسدة تسبب السرطان وبالتالي عندما نطلق عليها مبيدات مسرطنة فهذا أمر صحيح لأن تلك المبيدات بالفعل تسبب الاصابة بالسرطان.. وأقول للدكتور والي ايضا ان المهندس الليثي أكد تحت قبة البرلمان انك استوردت مبيدات من اسرائيل حيث قال بالحرف الواحد "كل ما في الأمر ان هناك فترة زمنية اللجنة التي كانت تعمل كفلتر لدخول المبيدات الغيت هذه اللجنة ودخلت بعض المبيدات الموجودة وعندما جئت أعدت تشكيل اللجنة واستعنت بالعناصر الأكفاء". وأقول للدكتور والي كذلك ان المهندس احمد الليثي أكد في مضبطة مجلس الشعب التي ارسلت لي صورة منها ان اللجنة التي شكلها اكتشفت انه خلال الفترة التي سبقت توليه منصب وزير الزراعة وهو بالطبع يقصد فترة توليك هذا المنصب دخل الي البلاد خمسة مبيدات تبين انها محرمة دوليا وغير مصرح باستخدامها وانه ارسل خطابا الي وزير الداخلية وشرطة المسطحات بأسماء هذه المبيدات لتعقبها ونشر تحذيرا في هذا الشأن. الدكتور والي ذكر في بداية رسالته ان مقالي في مجمله وبعباراته ترديد لمواد الحملة الاعلامية الضارية التي امتدت لأكثر من عشر سنوات اتسم من ادارها بحرفية عالية وأقول له وبأمانة شديدة انني كنت أتمني أن أنال هذا الشرف الرفيع بالاشتراك في تلك الحملة الاعلامية منذ بدايتها ولكن عملي في صحيفة كانت تسبح بحمد النظام السابق وتحت رئاسة قيادات كانت تتلقي تعليماتها من رموز نظام فاسد حرمني من هذا الشرف.. وأقول له كذلك انني كنت من أشد المعجبين بالحملة الصحفية الناجحة التي نشرتها جريدة الشعب بخصوص المبيدات المسرطنة وشاركت في اعتصام مفتوح بمقر نقابة الصحفيين احتجاجا علي ابلاغك النيابة العامة ضد زملائي صلاح بديوي ومجدي حسين وعصام حنفي وحبسهم ظلما وعدوانا. وأقول للدكتور والي ان هدفي من نشر تلك المقالات هو المصلحة العامة وحرصا علي صحة الانسان المصري الذي ابتلي بشتي الأمراض بسبب المبيدات المسرطنة أو الفاسدة.. هدفي سرعة التحقيق في البلاغات المقدمة ضدك بتهمة استيراد مبيدات محرمة دوليا قتلت وأصابت الكثير والكثير من المصريين. ونهاية أقول للدكتور والي ان حملتي المطالبة بسرعة التحقيق مع المتورطين في استيراد مبيدات مسرطنة من اسرائيل سوف تستمر حتي تتم محاكمة من قتلوا وأصابوا الأبرياء بالمبيدات.. أقول للدكتور والي أهلا بالمعارك.. ان غدا لناظره قريب. gamalabdalrahim