سيدتي أ/أميمة.. أنا طبيب شاب 30 سنة، لم يسبق لي الزواج، وعمي الصغير يكبرني بنحو 7 سنوات، ولقد تزوج منذ عدة سنوات من فتاة جميلة جدا وملتزمة وطيبة ومثقفة جدا، وله منها ولدان، ظللت بعد تخرجى عدة سنوات أبحث عن زوجة مثلها تمامًا من شدة إعجابي بها، وأراد الله أن يتوفى عمى الذي كنت أحبه جدا وكان صديقي المقرب.. وبعد عامين من وفاته ورغم أنني كنت أعرف أنها كانت تحبه، إلا أنني قررت أن أتزوج أرملته التي فقط تكبرنى بعدة أشهر والتي سيطرت الآن على كل تفكيري وأحببتها جدا، كما أنني أحب أولاد عمي منها منذ ولادتهم وأعتبرهم أبنائي، ولن أثق في أى رجل آخر يشاركها تربيتهم.. ورغم أنني أعلم أنها ترفض تمامًا فكرة الزواج، إلا أنني عرضته عليها، وبعد فترة من تكرار عرض زواجى منها شعرت بقبول كبير منها لي إلا أنها رفضت مرة أخرى وقالت: "أنت لم يسبق لك الزواج ولن يلقى الأمر قبولًا من أي شخص وخاصة والدتك".. بعد تلك الكلمات الصادمة تحدثت مع أمي في الأمر، ورفضت بالفعل.. ومما زاد الأمر تعقيدًا أن لي زوجة عم أكبر رحمة الله عليه، ولديها بنات وأقنعت أمي أن أتزوج فتاة بكرًا وليست ثيبًا، ولماذا لا يتزوج من بنات عمه ومثل هذا الحديث الكثير، ورغم أن أمي تحب أرملة عمي جدا هي وأبناؤها إلا أنها اقتنعت تماما بكلام زوجة عمي الكبير وطلبت مني بإلحاح شديد أن أخطب ابنة عمي الكبيرة، وبالفعل تمت خطبتنا منذ فترة طويلة.. ولكن للأسف ومع مرور الوقت لم أشعر بها ولم تستطع هى أن تحتوينى أو تنسينى أرملة عمي بل ولم نتوافق معا على شيء، وهي للأسف عصبية جدا وصوتها عالٍ وغير ملتزمة بالصلاة، مما جعلنى دوما أقارنها بأرملة عمي التى تختلف وتتميز عنها في كل شيء.. أنا الآن يا سيدتي في حيرة شديدة من أمري.. وكل ما أخشاه أن تتزوج رجلًا آخر وأنا متعلق بها وبالأولاد لدرجة لا تتخيليها.. ولو فسخت خطبتي فسوف أتسبب في أزمة بين أفراد العائلة وأغضب أمي وأحرجها.. فما الحل؟! (الرد) أعلم أن موقفك حساس، وربما تعرضت لهجوم شديد من عائلتك.. ولكن يا دكتور هي في النهاية حياتك أنت وليست حياة عائلتك مع احترامي لهم.. وكونك تخشي أن تتسبب في مشاكل بين أفراد عائلتك فاطمئن فالذنب ليس ذنبك، رغم أننى لن أخلي طرفك من جزء من المسئولية لموافقتك على التضحية بحبك وخطبة فتاة أخرى لم تشعر بها مهما كانت درجة قرابتك منها، فالسبب الرئيس في تعقيد المشكلة هى زوجة عمك وتدخلها الخاطئ لمحاولة السيطرة عليك وعلى والدتك، ولم تضع اعتبارًا لمشاعرك.. واسمح لي.. رغم أن شهادتك في خطيبتك مجروحة، لأنك هنا ترى سلبياتها فقط فلم تستطع أن تعدّل مشاعرك تجاهها! إلا أنك حتى لو تزوجتها فلن تكون سعيدًا معها، ولن تنسى أرملة عمك، التي لا أرى أى نقطة عدم تكافؤ بينكما، بل أعتقد أنها تناسبك وأنت تناسبها وخاصة أنك تحب الأولاد ومرتبط بهم جميعا.. وإن صحت مشاعرها تجاهك هي الأخرى، فالحل الوحيد هنا أن تستخير الله ثم تتوكل عليه عز وجل وتتزوجها فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما رأيت للمتحابين خيرا من النكاح".. وهي شابة وأولادها صغار فاحتسب النية في عفتها والسعي على الأرملة والأيتام حتى تؤجر مع سعادتك بها.. ولكن عليك أولا أن تمهد لأمك وتتحدث معها بوضوح وتصرح لها بمشاعرك ونيتك للخير، وأعتقد أن أمر والدتك هيّن فهي من النوع الذي يقتنع بكثرة الحديث المنطقي، وخاصة أنها تحب أرملة عمك وأولادها. ثم تمهد لخطيبتك ابنة عمك فهي ليس لها أي ذنب في الموضوع، وحتى لا تقهرها فلابد أن تتحدث معها بهدوء ومنطقية واشرح لها الموضوع بصراحة، وأخبرها أن هذا أفضل لكما من حياة غير متوافقة ربما لا توفقان فيها وتصبحان زوجين تعيسين لا قدر الله، ثم أخبرها أنها في النهاية هى ابنة عمك وأختك ولن تتخلى عنها إن احتاجت إليك، حتى لا تقطع أوصال رحمك معهم.. لا تتردد.. تزوجها والأيام كفيلة بأن تذيب أي خلافات عائلية وأن تداوي الآلام.. وأنت لا تفعل حرامًا أو عيبًا تخشى منه انتقادًا، فلا تهتم بتعليقات الآخرين السلبية، فحتمًا ستجد من يدعم موقفك من الأهل والأصدقاء.
للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الأحد من كل أسبوع، من جريدة "المصريون" الورقية، لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة، ليشارك معى بكلمات هادفة، فليتفضل بإرسالها لى عبر الإيميل المخصص للباب، مرفقة باسمه وصورته الشخصية، لنشرها بصفحة "افتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق".. أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة "المصريون" الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها يوم الأحد من كل أسبوع.. كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.