شهدت مدينة بنغازي بشرق ليبيا اليوم معارك طاحنة بين قوات اللواء الليبي السابق خليفة حفتر ومقاتلين إسلاميين في أسوأ أعمال عنف تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بنظام العقيد معمر القذافي. وقال مسؤولون عسكريون إن اشتباكات عنيفة اندلعت بين قوات اللواء الليبي السابق خليفة حفتر ومقاتلين إسلاميين في مدينة بنغازي بشرق البلاد اليوم في إطار أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ الثورة على نظام العقيد معمر القذافي في عام 2011. ويحاول إسلاميون مسلحون انتزاع السيطرة على المطار المدني والعسكري في بنغازي من القوات الحكومية المتحالفة مع حفتر، وقالت مصادر عسكرية إن قوات حفتر ردت باستخدام طائرات الهليكوبتر لقصف معسكرات مسلحين يشتبه بأنهم "متشددون إسلاميون". ونقلت وكالة "رويترز" عن عاملين في مستشفى إن "ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات بين الجانبين استمرت طوال يوم السبت تقريبا في إحدى ضواحي المدينة الساحلية". وأعلن حفتر الذي اتهمته الحكومة الليبية بمحاولة الانقلاب عليها الحرب على عدة فصائل إسلامية وتحالف مع القوات الحكومية في بنغازي، في الوقت الذي تخشى فيه القوات الغربية والدول المجاورة لليبيا أن تتحول البلاد إلى دولة فاشلة. وانتقلت الحكومة ومجلس النواب المنتخب الشهر الماضي إلى مدينة طبرق الشرقية النائية بعدما سيطرت جماعة مسلحة من مدينة مصراتة الغربية على العاصمة طرابلس ومعظم المؤسسات الحكومية. ويتهم الإسلاميون في ليبيا مجلس النواب الذي يعقد جلساته في طبرق بدعم عملية "الكرامة" التي يقودها حفتر منذ مايو الماضي، ضد تنظيم "أنصار الشريعة" الجهادي وكتائب إسلامية تابعة لرئاسة أركان الجيش، ويقول إنها تسعى إلى "تطهير ليبيا من المتطرفين". ويرفض المؤتمر الوطني عملية الكرامة، ويعتبرها "محاولة انقلاب عسكرية على السلطة"، ويدعم العملية العسكرية المسماة "فجر ليبيا" في طرابلس والتي تقودها منذ 13 يوليو الماضي "قوات حفظ أمن واستقرار ليبيا"، المشكلة من عدد من "ثوار مصراتة" (شمال غرب)، وثوار طرابلس، وبينها كتائب إسلامية معارضة لحفتر في العاصمة، ونجحت قبل أيام في السيطرة على مطار طرابلس. وقال متحدث باسم قوات حفتر يدعى محمد الحجازي إن قواته تخطط لهجوم عسكري في طرابلس قريبا. ولم يقدم مزيدا من التفاصيل. وشكل من يسيطرون على طرابلس برلمانا وحكومة موازية لكن المجتمع الدولي لم يعترف بهما. فيما عرضت قناة النبأ التلفزيونية المحلية يوم السبت لقطات لأداء عمر الحاسي مرشح البرلمان في طرابلس لمنصب رئيس الوزراء وحكومته اليمين الدستورية. وردا على هذا قالت حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني الذي انتخبه مجلس النواب الأسبوع الماضي في بيان إنها تسعى لتمثيل كل الليبيين.