"لم أكن أتخيل أن تكون نجلتى شهيدة ضمن الشهداء" كلمات ربما أصبحت ذكرى لكنها لا تزال محفورة فى مخيلة الدكتورة سناء عبد الجواد، زوجة الدكتور محمد البلتاجى القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، ووالدة الشهيدة أسماء البلتاجى والتى شاهدت عملية فض رابعة فى 14 أغسطس. وتروى "زوجه البلتاجي" الذى يقبع فى سجن طره الآن لاتهامه بالتحريض ع العنف تفاصيل يوم الفض الذى بدأ فى السابعة صباحًا عبر القنابل المسيلة للدموع، واتبعها قنص بالرصاص الحى من العمارات المحيطة بالميدان ومن الطائرات العسكرية. وأضافت "عبد الجواد" فى تصريحات ل"المصريون"، أن الجميع أصيب باختناق شديد، وقامت ابنتها أسماء بالمسح على وجهها، وطلبت منها أن تتوضأ على الرغم من خطورة الأوضاع الجارية، وسط سقوط مئات القتلى والجرحي، متابعة: "كنت قلقة جدًا أن ترى أسماء مناظر الدم والجثث فى عمرها هذا، ولم أكن أتخيل أن تكون هى من ضمن الشهداء، وقالت لى "معايا شوية ميه" وأخرجت الزجاجة من شنطتها وتوضأت، وطلبت منى الذهاب إلى المستشفى الميداني، ولكن كان يقينى أن قوات الفض ستتوجه للمستشفى الميدانى لطمس الأدلة كما جرى فى مذبحتى الحرس والمنصة، وإخفاء الجثث والمصابين حتى يخفوا جرائهم، فكان المكان الأخطر من وجهة نظري، وقولت لها خلينا هنا معتصمين سلميين فى مكاننا، وبعد قليل قامت بتقبيلى واختفت". وتابعت: "حاولت الاتصال بها كثيرًا ولكن دون جدوى، وبعد ما يقرب من ربع الساعة وجدت شقيقها أنس يخبرنى أن أسماء أصيبت بخرطوش، فقلت الحمد لله إنه خرطوش وظننت أن الأمر بسيط فى ظل الجثث التى أمامى والمناظر البشعة والوحشية التى لم يكن ليرتكبها اليهود، ذهبت لأسماء عند المستشفى الميدانى وظللت أمسح على وجهها، حتى بدأ التغيير يطرأ على جسدها بسبب النزيف الحاد، وكانت تردد "يا رب يا الله" وتتمتم بكلمات لم نفهم معناها لا أنا ولا الطبيب المعالج بالمستشفى الميداني، ثم سقطت". وأردفت "أسماء قتلت برصاص حى من قناصة طائرة عسكرية، أصابت الرئة بتهتك وبنزيف حاد، فأرسلوها لمستشفى رابعة، ثم سقطت شهيدة". وأكملت عبد الجواد: "بعد استشهادها حاول أخوها إخراجها من الميدان، ومع الضرب الشديد أمام المستشفى سقطت جثتها، وكسرت عظمة الفخذ على الأرض حتى أخرجوها، ولم يكن هناك أى سيارات إسعاف بمحيط الفض كما ادعوا وجود سيارات إسعاف مجهزة، لم يكن هناك سوى موتوسيكلات المعتصمين التى كانت تنقل الأشلاء والجثث، ورفضت كل المستشفيات استقبالها، ويبدو أن لديهم تعليمات بعدم استقبال المصابين أو الجثث، بعد أن ظلت مع أخيها جثة هامدة لمدة 5 ساعات، لم نكن ننتظر كل ذلك من الجيش المصرى".