جامعة سوهاج تحصد المركز الخامس في المسابقة القومية للبحوث الاجتماعية بحلوان    مرصد الأزهر :السوشيال ميديا سلاح الدواعش والتنظيمات المتطرفة    اللجنة العامة لمجلس النواب تختار سحر السنباطي رئيساً للمجلس القومي للطفولة والأمومة    بدء الجلسة العامة لمجلس النواب لاستكمال مناقشة الحساب الختامي    أسعار العملات العربية مقابل الجنيه بالبنك الأهلي اليوم الأربعاء    ‫الإسكان: إجراء قرعة علنية للمتقدمين لحجز شقق بمشروعات جنة والإسكان المتميز يوم 15 و 16 مايو    محافظ سوهاج يتفقد إجراءات التقدم بطلبات التصالح على مخالفات البناء    فيراري تطلق أيقونتها 12Cilindri الجديدة.. بقوة 830 حصان    ماليزيا: الهجوم على رفح يؤكد نوايا الاحتلال في مواصلة الإبادة الجماعية للفلسطينيين    سلطات الاحتلال تعيد فتح معبر كرم أبو سالم    كييف: روسيا تفقد 477 ألفا و430 جنديا في أوكرانيا منذ بدء الحرب    زعيم كوريا الشمالية يرسل رسالة تهنئة إلى بوتين    "فينيسيوس أمام كين".. التشكيل المتوقع لريال مدريد وبايرن قبل موقعة دوري الأبطال    "لابد من وقفة".. متحدث الزمالك يكشف مفاجأة كارثية بشأن إيقاف القيد    أتربة ورمال وتحذير للمواطنين.. الأرصاد: تقلبات جوية وارتفاع الحرارة لمدة 72 ساعة    طلاب أولى ثانوي بالقاهرة: لا أعطال بمنصة الامتحان على التابلت والأسئلة سهلة    بالأسماء.. إصابة 4 أشقاء في حادث غصن الزيتون بالشرقية    إسعاد يونس تحتفل بعيد ميلاد عادل إمام بعرض فيلم "زهايمر" بالسينمات    بعد بكائها في "صاحبة السعادة".. طارق الشناوي: "المكان الوحيد لحكاية ياسمين والعوضي مكتب المأذون"    الصحة: علاج 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية خلال 3 أشهر    صحة مطروح تطلق قافلة طبية مجانية بمنطقة وادى ماجد غرب مطروح اليوم    "تجميد اتفاقية السلام مع إسرائيل".. بين العدوان المباشر والتهديد الغير مباشر    مواد البناء: أكثر من 20 ألف جنيه تراجعًا بأسعار الحديد و200 جنيه للأسمنت    البورصة المصرية تستهل بارتفاع رأس المال السوقي 20 مليار جنيه    سيد معوض: الأهلي حقق مكاسب كثيرة من مباراة الاتحاد.. والعشري فاجئ كولر    شوبير يوجه الشكر لوزير الشباب والرياضة لهذا السبب| تفاصيل    "لم يسبق التعامل بها".. بيان من نادي الكرخ بشأن عقوبة صالح جمعة    تعرف على قيمة المكافآة الخاصة للاعبي الزمالك من أجل التتويج بكأس الكونفدرالية (خاص)    معاك للتمويل متناهي الصغر تخاطب «الرقابة المالية» للحصول على رخصة مزاولة النشاط    يقظة.. ودقة.. وبحث علمى    أوقاف الغربية: حظر الدعوة لجمع تبرعات مالية على منابر المساجد    الإفتاء تعلن نتيجة استطلاع هلال شهر ذي القعدة لعام 1445 هجريا الليلة    مجدي شطة يهرب من على سلالم النيابة بعد ضبطه بمخدرات    بعد إخلاء سبيله.. مجدي شطة تتصدر التريند    خلال 24 ساعة.. تحرير 463 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    صفحات غش تتداول أسئلة الامتحان الإلكتروني للصف الأول الثانوي    سها جندي: نحرص على تعزيز الانتماء في نفوس أبناء الوطن بالخارج    أسرار في حياة أحمد مظهر.. «دحيح» المدرسة من الفروسية إلى عرش السينما    «قلت لها متفقناش على كده».. حسن الرداد يكشف الارتباط بين مشهد وفاة «أم محارب» ووالدته (فيديو)    قصور الثقافة تحتفل بعيد العمال في الوادي الجديد    لبلبة و سلمي الشماع أبرز الحضور في ختام مهرجان بردية للسينما    اليوم العالمي للمتاحف، قطاع الفنون التشكيلة يعلن فتح أبواب متاحفه بالمجان    «الإفتاء» توضح الأعمال المستحبة في «ذي القعدة».. وفضل الأشهر الأحرم (فيديو)    «القاهرة الإخبارية»: إصابة شخصين في غارة إسرائيلية غرب رفح الفلسطينية    تقرير: مشرعون أمريكيون يعدون مشروع قانون لمعاقبة مسئولي المحكمة الجنائية الدولية    «النقل»: تصنيع وتوريد 55 قطارا للخط الأول للمترو بالتعاون مع شركة فرنسية    هيئة الدواء تقدم 12 نصيحة لمرضى الربو    تتخلص من ابنها في نهر مليء بالتماسيح.. اعرف التفاصيل    "المحظورات في الحج".. دليل لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج 2024    برج العذراء اليوم الأربعاء.. ماذا يخبئ شهر مايو لملك الأبراج الترابية 2024؟    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من 900 ألف مواطن بمستشفيات الأمراض الصدرية    حكم حج للحامل والمرضع.. الإفتاء تجيب    للمقبلين على الزواج.. تعرف على سعر الذهب اليوم    "كفارة اليمين الغموس".. بين الكبيرة والتوبة الصادقة    عزت إبراهيم: تصفية الوجود الفلسطيني في الأراضي المحتلة عملية مخطط لها    «إنت مبقتش حاجة كبيرة».. رسالة نارية من مجدي طلبة ل محمد عبد المنعم    رئيس إنبي: نحن الأحق بالمشاركة في الكونفدرالية من المصري البورسعيدي    أختار أمي ولا زوجي؟.. أسامة الحديدي: المقارنات تفسد العلاقات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أسرة البلتاجي تفتح خزائن أسراره ل"المصريون"

البلتاجي كان يتصل يوميًّا بوزير الداخلية خلال الاعتصام.. والوزير: أنا عبد المأمور
البلتاجي يتنفس الهواء من تحت عقب الباب.. ولهذا السبب قتلوا أسماء
لو كنا مسلحين لدافعنا عن الشهداء ولقتلنا قاتل أسماء.. الجيران اعتذروا لنا عن النزول في 30 يونيه
هذه حقيقة قضية "خلية ماريوت" المتهم فيها أنس البلتاجي.. أعواد المشانق مصير قادة الانقلاب

على بعد أميال من قلب العاصمة بمنطقة مترامية الأطراف, السكون سيد الموقف, ساعدنا الجيران للوصول لمنزل الأسرة, لم يتهموا ربًها بالإرهاب على غير ما يدعيه الإعلام.. وبعد عناء فتحت لنا الدكتورة سناء عبد الجواد, والدة الشهيدة أسماء, الباب، وخزائن أسرار زوجها, القيادي الإخواني الدكتور محمد البلتاجي.
بقلب مسكنهم الذي شعرنا وكأنه مكتبة متعددة الأدراج, في كل ركن آية قرآنية وصورة للشهيدة أسماء, استقبلتنا بوجهها البشوش, بنظرات سمحة, وعيني أسماء.. نظرات قوية صامدة تخفي خلفها جرح غائر.. ابتسامات متناثرة بين أجزاء الكلام, تخفي خلفها دموع الفراق.. في البداية أبدت تحفظها في الحديث معنا, وبعد أن علمت أننا جريدة "المصريون" عادت لترحب بنا..
وقالت الدكتورة سناء البلتاجي, إن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم حمّل الجيش مسئولية مجزرتي الحرس الجمهوري والمنصة عبر تواصله اليومي هاتفيًا مع البلتاجي خلال اعتصام رابعة, مشيرة إلى أن البلتاجي حمّله هاتفيًا هو وعبد الفتاح السيسي وزير الدفاع، المسئولية كاملة بحق شهداء مجازر ما بعد 30 يونيه, التي اعتذر لها الناس فيما بعد عن النزول فيها, وبأن زوجها وابنها أنس يتعرضان لانتهاكات بالمعتقل بعد تلفيق عدة قضايا لهما, متوعدة مَن وصفتهم برموز الانقلاب بالتعليق على أعواد المشانق- على حد تعبيرها.
وإلى نص الحوار..


ما كواليس الأيام الأخيرة لقيادات الإخوان قبل عزل مرسي؟
في الحقيقة لم يتوقع البلتاجي كأحد قيادات الإخوان, حدوث انقلاب عسكري على أول رئيس شرعي, لكن, وعلى مدار سنة حكم الرئيس مرسي, لم يمر يوم بدون مظاهرة, ولم يتخيل أحد أن نصل لدرجة الانقلاب, وأن ما يصفوه بثورة 30 يونيه هو انقلاب عسكري كامل الأركان.

ما موقف البلتاجي من تظاهرات 30 يونيه قبل حدوثها؟
كان لديه يقين بأن الثورة لم تنتهِ من تحقيق أهدافها بعد, وأن اعتصام 18 يومًا بالتحرير غير كافٍ لإسقاط أركان النظام القديم التي انقلبت على الشرعية فيما بعد.

كيف استقبلتم بيان 3 يوليو الخاص بعزل الرئيس مرسي من الحكم؟
صدمنا من بيان الانقلاب, كمصريين نعتز بالجيش المصري وكنا نضع دائمًا ثقتنا كشعب في الجيش وقياداته, يبدو أن الثقة لم تكن في محلها, ويبدو أن المؤامرات كانت كبيرة وتدبر, وكانت أكبر من توقعاتنا بكثير, فانقلبوا في النهاية على الرئيس وكل السلطات المنتخبة.

متى شعر البلتاجي بأن الأمور تسير في منحاها الخطأ؟
الدكتور البلتاجي كان معتصمًا في ميدان رابعة العدوية من يوم 28 يونيه, والأسرة نزلت مرة أو مرتين حتى إعلان بيان الانقلاب في 3يوليو, واعتصمنا في الميدان بشكل مستمر حتى يوم مجزرة الفض في 14 أغسطس.

ماذا كان دور البلتاجي خلال الاعتصام وأثناء فضه؟
الدكتور البلتاجي كان بمثابة القائد الميداني للاعتصام, وكان يرفع همم المعتصمين, ويقابل الشخصيات المؤيدة للانقلاب بمقر قيادة المنصة داخل ميدان رابعة العدوية, للنقاش والوصول إلى حل يرضي جميع الأطراف, إلا أن غالبية الوفود المؤيدة للانقلاب كانت تتحدث عن تنازلات أو فض الاعتصام, دون تقديم الطرف الآخر لأي تنازلات, على الرغم من حقنا في التظاهر والاعتصام طالما سلميين بدون أي أشكال عنف, من حقنا أن نعبر عن آرائنا بحرية, من حقنا رفض هذا الانقلاب على الرئيس المنتخب, بغض النظر عن وجود مؤيدين أو معارضين، لأنه رئيس جاء بالانتخاب وبالصندوق, ولم يأتِ بتزوير, والنظام الانقلابي متيقن بشرعية الرئيس, القضية ليست "إخوان أو مش إخوان" القضية قضية انقلاب على الديمقراطية وحق المصريين في اختيار رئيسهم, ولأول مرة نتمتع أن يكون لدينا رئيس منتخب, وهو أمر يبدو صعبًا على الطرف الآخر، فدبر المؤامرة منذ اليوم الأول لثورة 25 يناير, التي اقتلعت الرأس فقط بدون القضاء على الجسد الفاسد, في ظل تولي قيادات الحزب الوطني المنحل لمقاليد الحكم حاليًا.

لكن مَن اختار السيسي هي الجماعة والذي وصفته بالمتدين وبأنه رمز للمشروع الإسلامي؟
يبدو أن الرئيس مرسي كانت ثقته عالية في السيسي, خاصة أن السيسي نجح في التمثيل على الدكتور محمد مرسي, وصدق الشيخ الدكتور حازم أبو إسماعيل أن السيسي ممثل كبير, لينقلب بعدها على الرئيس وكل المؤسسات الشرعية.

ما تعليقك فيما نسب للدكتور البلتاجي من اتهامات بتعذيب ضابطين داخل اعتصام رابعة؟
الدكتور البلتاجي حكي لي خلال الاعتصام أنه بالفعل جاء ضابطان وقالا إنهما سينضمان للثوار, فاكتشف الدكتور البلتاجي أن هناك مؤامرة يحيكها الضابطان, فاتصل بالقيادات الأمنية وقال لهم: "لدينا الآن ضابطا شرطة برجاء سحبهما فورًا, ونحن لا نتحمل مسئوليتهما", وبالفعل أرسلت وزارة الداخلية قوة وقامت بسحب الضابطين, بدون أن يتعرضا للتعذيب, وخرجا سالمين من الميدان, ولو أراد الدكتور البلتاجي والمعتصمون تعذيبهما لعذبوهما.

هل كان البلتاجي على اتصال بقيادات من الداخلية خلال فترة الاعتصام؟
البلتاجي كان يتصل يوميًا بوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم, واتصل به يوم مجزرة الحرس الجمهوري واتصل به يوم مجزرة المنصة, وحمله البلتاجي المسئولية الجنائية كاملة, لكن كل هذه المجازر كانت أكبر من مسئولية وزير الداخلية, وزير الداخلية لم يكن لديه معلومات في الأساس عما يحدث.

ماذا كان رد فعل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم حينها؟
الدكتور البلتاجي أكد لي في أكثر من مناسبة أن الانقلاب وكل المجازر التي حدثت من ترتيب الجيش, ووزير الداخلية ما هو إلا مُنفذ وعبد المأمور لقادة الانقلاب, ونحن لا نعفيه من مسئولية المجازر التي حدثت, طبقا لما تفهمه البلتاجي من مكالماته مع وزير الداخلية, وهو الأمر الذي أكده التضارب في تصريحات الداخلية والجيش.

هل كانت هناك وسيلة اتصال بين الأسرة والدكتور البلتاجي عقب الفض؟
يوم مجزرة رابعة لم يكن هناك أي تواصل بيننا, ولم نكن نعلم مكانه, أو حتى القبض عليه وصلنا من وسائل الإعلام, زي كل المصريين.

أسماء البلتاجي.. من هي؟
بقلب محترق تنهدت الوالدة المكلومة وردت عينيها قبل لسانها،
أسماء البلتاجي واحدة من بنات مصر الطيبين هي زهرتي الوحيدة, أسماء كان عندها 17 سنة في الصف الثالث الثانوي, أسماء كانت لها رؤية سياسية, أسماء.. "صمتت للحظات", ليست طفلة كانت تسبق عمرها بكثير, أسماء كانت متفوقة جدًا في دراستها كانت دائما الأولى على المدرسة كل سنة من بداية دراستها حتى أنها أخذت المركز الأول على مستوى إدارتها التعليمية, أسماء كانت صاحبة حكمة غريبة وكان لها كتابات في مجالات الأدب والسياسة والاقتصاد والاجتماع, وكانت تقرأ لكل الناس, كانت تحضر ندوات ومؤتمرات كبيرة, حتى أنها كانت تقرأ لأسماء غير مشهورة وناس تختلف عن فكرها وكانت لها مقولة دائمة: "الحكمة ضالة المؤمن أين وجدها فهو أولي الناس بها", وكان من أقرب الكتاب لها عبد الوهاب المسيري, وآخر ما قرأته كان "مقدمة ابن خلدون", أسماء لم تكن حددت حينها وجهتها الجامعية, وذهبت لأكثر من كلية من بينها الفنون التطبيقية والفنون الجميلة والعلوم, حتى تتعرف على طبيعة الدراسة.
كأم مش أنا لوحدي اللي اتحرمت من أسماء, مصر اتحرمت من مثل أسماء البلتاجي وكل الشهداء, كانوا من أجمل وأنبل شباب مصر, حرموا مصر من زهرة جميلة مثل أسماء, بنتي كانت مشروع لدولة, أحمل المسئولية للسيسي ووزير الداخلية اللذين قتلا بنتي, أحمل المسئولية لكل مَن شارك وسكت عن الانقلاب, إن شاء الله دماء الشهداء لن تهدر وسنحصد الحرية بفضل الشهداء.


هل كان لأسماء البلتاجي نشاط ثوري قبل وبعد 25 يناير؟
أسماء كانت تشارك في كل المظاهرات الداعمة لغزة والقضاة قبل الثورة, وشاركت في بداية الثورة, وكانت في مقدمة الصفوف في ملحمة محمد محمود, هي والدكتور البلتاجي والإخوان على عكس ما يدعيه البعض أن الإخوان باعوا الثوار في محمد محمود, ويتهمونا الآن بالإرهاب وثوار الميدان يشهدون على أننا من المشاركين في الثورة مثلنا مثل كل الفصائل الثورية, الملتحمة في ميدان التحرير, حتى عز على النظام الانقلابي أن يروا تلك اللحمة فدبروا ذلك الانقلاب.

ما آخر حوار دار بينك وبين أسماء؟
أسماء كانت لها رؤية سياسية مختلفة, ونزلت مرة واحدة الميدان قبل بيان 3يوليو, وعقب البيان اعتصمت برابعة بصفة منتظمة, حتى أننا كنا نلح عليها بالعودة للمنزل, وكان ردها أن الموضوع تغير وأصبح هناك انقلاب ملموس على الأرض, وكنت أنا وأسماء نرجع للبيات في المنزل ويبات الدكتور البلتاجي وباقي الأسرة في الميدان.

ماذا عن ساعة الفض؟
عقب بداية الضرب في الساعة السابعة صباحًا, مع الضرب الشديد بالقنابل المسيلة للدموع, أصبنا باختناق شديد, وظلت تمسح على وشي, ومع ضرب الرصاص الحي من العمارات المحيطة للميدان ومن الطائرات, وعدم قدرتنا على الرؤية, شعرت أسماء أن هناك شيئًا سيحدث فطلبت مني أن تتوضأ على الرغم من الوضع الصعب وسط سقوط مئات القتلى أمام أعيننا, كنت قلقة جدًا أن ترى أسماء مناظر الدم والجثث في عمرها هذا, ولم أكن أتخيل أن تكون هي من ضمن الشهداء, قالت لي "معايا شوية مياه" وأخرجت الزجاجة من شنطتها وتوضأت, وطلبت مني الذهاب إلى المستشفي الميداني, ولكن كان يقيني أن القوات ستتوجه للمستشفى الميداني لطمس الأدلة على جريمتي الحرس والمنصة, وأخذ الجثث والمصابين حتى يخفوا جرائهم, فكان المكان الأخطر, وقولت لها خلينا هنا معتصمين سلميين في مكاننا, وبعد قليل قامت بتقبيلي واختفت, حاولت الاتصال بها كثيرًا ولكن دون جدوى, وبعد ما يقرب من ربع ساعة وجدت شقيقها أنس يخبرني أن أسماء أصيبت بخرطوش, فقولت الحمد لله إنها خرطوشة وظننت أن الأمر بسيط في ظل الجثث التي أمامي والمناظر البشعة والوحشية التي لم يكن ليرتكبها اليهود, ذهبت لأسماء عند المستشفي الميداني وظللت أمسح على وجهها, حتى بدأ التغيير يطرأ على جسدها بسبب النزيف الحاد, وكانت تردد "يا رب يا الله" وتتمتم بكلمات لم نفهم معناها لا أنا ولا الطبيب المعالج بالمستشفي الميداني, ثم سقطت, أسماء قتلت برصاص حي من قناصة طائرة عسكرية, أصاب الرئة بتهك ونزيف حاد, فأرسلوها لمستشفي رابعة, ثم سقطت شهيدة.

برأيك هل اغتيال أسماء مقصود؟
أنا أحمّل الكل المسئولية, ليه قتلوا أسماء, يمكن لأنها بنت البلتاجي فأرادوا الانتقام منه, حتى بعد استشهادها حاول أخوها إخراجها من الميدان, ومع الضرب الشديد أمام المستشفي سقطت جثتها, وكسرت عظمة الفخذ على الأرض حتى أخرجوها, ولم يكن هناك أي سيارات إسعاف بمحيط الفض كما يدّعون بوجود سيارات إسعاف مجهزة, سوي موتوسيكلات المعتصمين التي كانت تنقل الأشلاء والجثث, ورفضت كل المستشفيات استقبالها, ويبدو أن لديهم تعليمات بعدم استقبال المصابين أو الجثث, بعد أن ظلت مع أخيها جثة هامدة لمدة 5 ساعات, لم نكن ننتظر كل ذلك من الجيش المصري.

برأيك لماذا لم تفتح النيابة حتى الآن تحقيقًا حول مقتلها؟
لا أحد يعترف من سلطات الانقلاب بمجازر رابعة, إذا كان الدكتور البلتاجي ملفق له أكثر من 32 قضية من بينها قضية غريبة بالجهر بالصياح أعلى منصة رابعة, وخلال محاكمته في كل القضايا الملفقة كان يطلب بفتح تحقيق في مقتل ابنته واستجوابه ك"مجني عليه" في مقتل ابنته, هم لا يعترفون بأن أسماء قتلت, وعلى الرغم من أن شهادة وفاتها مكتوب فيها قنص من طائرة, وفي وسائل إعلامهم أذاعوا أن الدكتور البلتاجي هرّب أبناءه إلى الخارج ومعهم سبع شنط, وأن أسماء مازالت حية وقيل إن بنتى ظهرت في تمثيلية، وقالت إن أبي البلتاجي يتاجر بدمي, يقولون ما يقولون فبعد مصابي في بنتي وجرحي وفجيعتي في مقتل أسماء أكبر من أكاذيب لقنوات التليفزيون المصري وصحفه القومية والخاصة.

كيف يتعامل معكم الجيران؟
كنا منتظرين أن يفوق الناس بعد كل هذه المجازر لكن للأسف مازال هناك مغيبون, وهناك آخرون يقابلونا في الشارع وهم يبكون ويعتذرون لنا عن النزول يوم 30 يونيه, وبأنهم لم يتوقعوا أن السيسي سيفعل بهم كل ذلك بعد تفويضه, هؤلاء أنا أقبلهم وألتمس لهم العذر أما من يوصفون بالنخبة وكل من شارك السيسي أنا لا أقابله ولن أسامحه.

كيف يتم التعامل معكم أثناء زيارة الدكتور البلتاجي بالمعتقل؟
لم نتمكن من زيارة الدكتور البلتاجي منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وقبلها لم نتمكن من زيارته بشهر ونصف, ونحاول حضور جلسات محاكمته أربع أو خمس مرات في الأسبوع, من حقنا القانوني كأهالي المعتقلين، زيارة البلتاجي إلا أن الأمن يعاملنا بطريقة سيئة, ويتعنت معنا في استخراج تصاريح الزيارة, واعتقلوا أنس يوم 31 ديسمبر وحينها كان البلتاجي مُضربًا عن الطعام, وبعدها تمكنت من الحصول على تصريح زيارة للبلتاجي. وفوجئنا أن الدكتور البلتاجي يحدثنا بإضرابه عن الطعام بسبب وضعه بعنبر انفرادي بعيدًا عن الجميع, ومعاملته معاملة سيئة جدًا لا يسمع أحدًا ولا أحد يسمعه, يتنفس الهواء من تحت الباب بلا إنارة أو شيء يجلس عليه, وكان يشرب الماء مرة واحدة فقط, وحين احتجينا أنا وابني أنس على المعاملة غير الآدمية, لفقوا لنا قضية بداخل السجن نفسه بالاعتداء على مسئولة الحراسة بسجن العقرب شديد الحراسة, ولفقوا لنا قضية وبعد 24 ساعة أفرجوا عنا, ثم بعدها بأسبوع ألقوا القبض على أنس ولفقوا له عدة قضايا.

ماذا عن اعتقال أنس البلتاجي؟
تم اعتقال أنس يوم31 ديسمبر, ولفقت له تهمة التحريض على العنف وقيادة مظاهرات وتمويل, على الرغم من مصادرة كل أموال الأسرة, وهو يبلغ من العمر 20 عامًا طالب بكلية التربية وكان مشغولاً بقضايا وملفات والده, ولم يكتفوا بهذا بل أجبروه ساعة اعتقاله بعد ضربه بشدة حتى يصوروه أمام أسلحة نارية وطلقات خرطوش, وهم يحاولون توجيه رسالة للعالم أن الدكتور البلتاجي وأولاده يصدرون الإرهاب, لم تمر أيام حتى رتبوا له قضية خلية ماريوت والخاصة بالعمل ومراسلة قناة الجريرة على الرغم من عدم تواصله معها وعدم وجود أجهزة بث معه, والقضيتان ما هما إلا انتقام من الدكتور البلتاجي, أنس محبوس انفراديًا في سجن أبو زعبل, ولا يعامل كأي سجين, ولا يخرج من الزنزانة أبدًا, وحين سألنا عن السبب قال مأمور السجن إنها أوامر عليا, وذلك فقط لأنه ابن البلتاجي.

هل هناك أشياء يطلبها منكم البلتاجي أثناء الزيارة؟
الدكتور البلتاجي محبوس حبسًا احتياطيًا، وهو إجراء تحفظي ومن حقنا زيارته كل أسبوع وله الحق في الحصول على ملابس مدنية وطعام مدني وأدوية وكتب ليكمل مسيرته العلمية كأستاذ جامعي.

ما صحة تعرضكم لمضايقات أمنية أثناء زيارة الدكتور البلتاجي؟
هذا ما حدث بالفعل في أثناء الزيارة أجبرونا على الخروج من السجن أثناء تحفظنا على الإجراءات الاستثنائية بحق الدكتور البلتاجي, وتعدت علىّ الحارسة أمام 15 قيادة للسجن من بينهم مأمور السجن ووقعتني على الأرض, ولفقوا لنا تهمة الاعتداء على موظفة حكومية.

ما رسائل الدكتور البلتاجي للثوار؟
الدكتور البلتاجي يوجه رسائله للثوار بالثبات والصمود, وقيادات الانقلاب بجهل منها تظن أن قيادات الثورة المعتقلين هم مَن يقودون الحراك الثوري, ولكن الحقيقة أن التنظيم الثوري في الشارع ينظمه الشباب, وما يوجهه البلتاجي من رسائل عبر صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك" والتي يديرها تلاميذه والثوار الأحرار, يعبر عن رأيه وهذا حقه, مع تعرضه لحملة تشويه ممنهجة من الإعلام المصري, هو وكل قيادات الإخوان منذ اليوم الأول لحكم الدكتور مرسي.

هل هناك حالات تعذيب وانتهاكات داخل السجون من خلال حديث البلتاجي معكم؟
التقط عمار البلتاجي أطراف الحديث وقال: "الإعلام المصري والمجلس القومي لحقوق الإنسان يظهران الأكاذيب ويدعيان عدم وجود أي انتهاكات بحق المعتقلين, ومَن يحدد التعرض للانتهاكات هم المعتقلون أنفسهم, الدكتور البلتاجي نفسه تعرض للاعتداء الجسدي واللفظي من قبل ضباط الداخلية منذ اليوم الأول لاعتقاله, وكان يحاول إثباته في كل تحقيقات النيابة إلا أنها كانت ترفضهم, سلطات الاعتقال تسحب من المعتقلين السياسيين وخاصة قيادات الإخوان كل الاحتياجات من أدوية وملابس وبطاطين وكتب, ويكفي منع الزيارة الأسبوعية عنهم , حتى إذا تمكنا الحصول على تصريح الزيارة يضعون بيننا حاجزًا زجاجيًا, والتحاور من خلال سماعة تليفون, ولو أنا وثلاثة آخرين كيف سأتمكن من الحديث والحوار معه في نصف ساعة فقط.

من أين تنفق الأسرة؟
تجيب زوجة البلتاجي: "منذ اليوم الأول للانقلاب قامت السلطات بمصادرة الأموال والتحفظ على ممتلكات الدكتور البلتاجي على الرغم من أنه لم يكن من رجال أعمال ولم يشغل أي منصب بالحكومة, ليكون لهم حق مصادرة أمواله, حتى العيادة الخاصة والمركز الطبي الخاص به قاموا يوم 30 يونيه قبل الانقلاب ب3 أيام، باقتحامه وألقوا الكراسي والأجهزة الطبية وباعوها في الشارع ودمروها بالكامل تحت إشراف مدير أمن القليوبية".

مَن يتواصل معكم من أصدقاء البلتاجي؟
بعد اعتقال كل القيادات نحن كأسر المعتقلين لدينا تواصل, وهناك شخصيات محترمة تعمل لصالح الوطن من خارج الجماعة تتواصل معنا, وقناة الجزيرة هي القناة الوحيدة التي تعبر عنا, ويعز علينا ما يفعله الإعلام المصري الذي أوجد حالة الاقتسام بالمجتمع المصري وتمييزه كشعبين, وسنظل شعبًا واحدًا غصبًا عن الانقلاب.

ما تعليقك لأداء المجلس القومى لحقوق الإنسان من المعتقلين السياسيين؟
بالمناسبة الدكتور البلتاجي كان عضوًا بالمجلس القومي لحقوق الإنسان حتى يوم 15 يونيه, وفي ذلك اليوم قام بزيارة لسجني العقرب ودمنهور نظرًا لتعرض المعتقلين بداخلهما لتعديات حقوقية, وأصر خلال الزيارتين بدخول الزنازين على الرغم من خطورة ذلك, وكتب تقريرًا يطالب بحقوق السجناء الإنسانية حينها, وقدمه لحقوق الإنسان مطالبًا بضرورة تمتعهم بجميع حقوقهم الآدمية, بصرف النظر عن جرائهم, ويشاء القدر أن يوضع البلتاجي في نفس المكان بل في ظروف أصعب مليون مرة من الوضع الذي كان يتابعه, ثم يخرج المجلس القومي الحالي الذي عينه الانقلاب ويقول إن السجون خالية من التعذيب فماذا ننتظر من لسان حال الانقلاب.

كيف ترين تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان حول عملية فض اعتصامي النهضة ورابعة؟
ماذا ننظر من المجلس الذي عينه الانقلاب, بداية التقرير قال إن الشهداء 600 فقط على لسان الدكتور البلتاجي يوم الفض الساعة 11 صباحًا, فلماذا لم يتخذ المجلس القومي تصريحات البلتاجي في السابعة مساء, حين وصل عدد المصابين والشهداء للآلاف, لماذا لم يتخذوا شهادته حين أعلن من المنصة الرئيسية استشهاد ابنته أسماء, وتحميله المسئولية للسيسي وإبراهيم, أي اعتصام كان مسلحًا؟! كم ادعى المجلس, ولو كان الاعتصام مسلحًا كما قالوا لكنا دافعنا عن شهدائنا وعن أنفسنا ضد القتل, كنت دافعت عن بنتي التي قتلت, الاتحاد الإفريقي نفسه أعلن بعد زيارته للاعتصام خلوه من أي تسليحات, نحن مَن قتل ومَن اعتدي عليه.

بوجهة نظرك لماذا كل هذه الحملة الأمنية والإعلامية بحق الدكتور البلتاجي؟
ما يمارس الآن مع الدكتور البلتاجي وكل أفراد الأسرة رسالة واضحة جدًا بالانتقام من رمز من رموز ثورة يناير, خاصة أنه كان معنيًا أثناء كان عضوًا بمجلس الشعب ولجنة الدفاع والأمن القومي بتطهير الداخلية, وانتقمت منه المخابرات من خلال عمر سليمان حينها, والسيسي من بعده لأنه كان يظهر في وسائل الإعلام ويقول إن الطرف الثالث هو المسئول عما يحدث بالبلاد, وشبكات البلطجة التي كشف عنها البلتاجي, والدولة العميقة لمبارك, كل هذه الأطراف اجتمعت على الانتقام من الدكتور البلتاجي.

ماذا عن تدشين مرصد حقوقي لأسر الشهداء؟
هو مرصد موازٍ للمجلس القومي لحقوق الإنسان يرصد التجاوزات بحق الثوار والمعتقلين, وسنعرض خلال الفترة المقبلة كل التجاوزات بحق المعتقلين والثوار, بجانب وجود كمنسقة لرابطة أسر الشهداء, وهناك منظمات حقوقية ومحكاكم دولية تحقق في مجازر الانقلاب وستكشف الحقيقة كاملة للعالم كله.

رسالتك للمشير عبد الفتاح السيسي واللواء محمد إبراهيم؟
أحمّلهما المسئولية كاملة في مقتل كل الشهداء والشهيدة أسماء وأبشرهما أنهما سيعلقان قريبًا على أعواد المشانق, والقصاص قادم بكل الطرق السلمية والقانون.
شيخ الازهر برر لهم القتل وساعد الانقلاب وهو شريك
المفتي علي جمعه ,, هو مفتي الانقلاب الذي افتي بقتل الثوار
الثوار .. طول ما هم في الشارع سنستكمل اهداف الثورة وستنجح عما قريب .

برأيك.. هل مرسي كان مناسبًا للرئاسة؟
لست أنا مَن يقول ذلك صندوق الانتخاب هو مَن يحدد مَن الأولى بذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.