انتظر الشعب المصرى سنيناً طويلة,عطف الحكومات المتعاقبة,كى تعطيه حقه فى حياة كريمة وآمنة,ظل أبناء الطبقة العاملة يعانون الأمرين فى حياتهم ذلاً وفقراً وحرماناً من أبسط حقوقهم دون مجيب,فالمرتبات فى مصر لاتكاد تكفى ضروريات الحياة الملحة,ظل هذا الشعب المظلوم يكتوى بنار الأسعار والغلاء الذى طال كل مناحى الحياة,ظل الشعب يحلم ويتمنى أن تنظر الحكومة بعين الرحمة العدل فى أهم مصادر الرزق عند ملايين الموظفين (المرتبات),لكن الحكومة كانت بلا قلب ولارحمة,تتجاهل معنى العدل,ولاتحركها إلا المصالح التى تخدم أصحاب المال والأعمال,كانت حكومة رجال الأعمال. انتظرنا كثيراً حتى يتم وضع حد أدنى للأجور يكفل حياة كريمة ومستقرة,يجعل الناس تعيش آمنة فى سربها عندها قوت يومها,أجر يوفر الحد الأدنى من المأكل والملبس والعلاج المسكن الآدمى,لم يكن جموع الموظفين يأملوا فى حياة مترفة ولا فى مسكن على النيل,كان طلبهم أجر يكفيهم حتى نهاية الشهر دون طلب المساعدة. لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن,وبعد جدال وتصريحات وجلسات عمل متلاحقة,وبعد مخاضٍ عسير انتظارً لمولود طال انتظارة,جاء المولود مشوهاً عاجزاً,جاء قرار المالية بزيادة الحد الأدنى ل700ج بمثابة لطمة هزت المجتمع,بخرت أحلامة وحطمة طموحاته وآماله,هذا الشعب المسكين بعد أن توقع أن تغير الحكومة نظرتها للعامل وتعطيه حقه,وترد له كرامته المالية المذبوحة على أيدى الحكومات السابقة وأصحاب الأعمال,وتوفر له راتب يجعله يعيش حياته كالبشر,تنسية طعم الفقر والحاجة التى كان يعانى منها,صدمته الحكومة بهذا التقدير المتدنى لجهوده وعرقه الذى يسيل كى يزداد صاحب العمل مالاً وغنى, ظن العامل أن الحكومة سوف تقدر عمله وتقيمه التقييم الصحيح,كى يعمل راضى النفس مرتاح البال بأن مجهوده لن يضيع سدى,وأن ما يبذله من عرق وتعب وجد فى عمله سوف يرد إليه مالاً يكافئ هذا العمل. لكن يبدو أن الحكومة لها رأى أخر,وأن العامل المصرى لايستحق غير هذا الملبغ,الذى سوف يزداد إلى1200ج خلال 5سنوات,لكن مع ارتفاع الأسعار المتواصل سوف يكون هذا المبلغ يساوى القوة الشرائية لمبلغ ال700ج ولا عزاء للثورة. فهذا المبلغ لا يكفى ضروريات الحياة, ولا يؤمن حياة مطمئنة لعامة الشعب الذى يعانى أغلبه من الفقر والمرض,فلوا قمنا بحساب تكلفة الحياة لأسرة من أربعة أفراد تعيش عيشة متقشف متوسط إيجار سكن300ج +مياه وكهرباء وغاز100ج+مصاريف مواصلات الأب فقط على اعتبار أنه الوحيد الذى يعمل100ج+علاج وأدوية للأمراض الموسمية المعتادة100ج+خبز حاف للوجبات الثلاث وشندوتشات للطفلين100ج=يصبح المجوع 700ج وهى الحد الأدنى الأدنى الذى تعطفت به الحكومة. وحتى الآن لم نقم بحساب باقى مصاريف المعيشة اليومية فى أضيق الحدود من مأكل وملبس وتعليم.....الخ تقريبا 800ج,يصبح مجموع الراتب الفعلى المطلوب للموظف 1500ج على أقل تقدير بدون خصومات. لكن يبدو أن الحكومة تفكر بطريقة أصحاب الأعمال,المرتبات هى أول عائق فى طريق المكسب وهى سبب مهم من أسباب الخسارة,لذا وضعت الحد الأدنى الذى يكفل حياة معدمة لشخص واحد أو شخصين على أقصى تقدير,ولايهم معظم الشعب المطحون الذى يحيا حياة أقرب للأموات,وكأن المرتبات المرتفعة والحياة الكريمة حرام على أبناء الشعب. لم تفكر الحكومة وأصحاب الأعمال -معظمهم مسئولون فى الحكومة- إلا فى الثراء الفاحش والحياة المترفة والتمتع برغد العيش, والتمتع بالسيارات الفاخرة والقصور الفخمة,دون النظر للموظفيين الذين يعيشون بالكاد,ولا يجدون مصاريف علاج الأمراض الخطيرة والعمليات الجراحية الكبرى,فالحكومة كأنها تقتطع من مرتب الموظف الفقير لتساعد المسئولين وأصحاب الأعمال, حكومة كريمة تأخذ جنيهات قليلة من موظف غلبان وتضعها فى حساب مسئول كبير أو رجل أعمال يربح فى الشهر ملايين الجنيهات, ولا عزاء للفقراء والمحتاجين. عبدالباقى الدوِّى كاتب مصرى