الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    وظائف معلم مساعد 2024.. تعرف على الكليات ورابط التقديم    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    أستاذ اقتصاد ل قصواء الخلالي: تصنيف «فيتش» بشأن مصر له دور في تدفق الاستثمار    سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم الإثنين 6 مايو 2024    د.حماد عبدالله يكتب: "الإقتصاد الجزئى " هو سبيلنا للتنمية المستدامة !!    استقرار سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 6 مايو 2024    أشرف أبو الهول ل«الشاهد»: مصر تكلفت 500 مليون دولار في إعمار غزة عام 2021    جيش الاحتلال يفرض حظرا للتجوال في مخيم نور شمس بطولكرم    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    بعد عملية نوعية للقسام .. نزيف نتنياهو في "نستاريم" هل يعيد حساباته باجتياح رفح؟    إعلان بانجول.. تونس تتحفظ على ما جاء في وثائق مؤتمر قمة التعاون الإسلامي بشأن القضية الفلسطينية    تشكيل غير مناسب.. فاروق جعفر يكشف سبب خسارة الزمالك أمام سموحة    هل استحق الزمالك ركلة جزاء أمام سموحة؟.. جهاد جريشة يجيب    خالد مرتجي يكشف أسباب غيابه عن مراسم تتويج فريق الزمالك للكرة الطائرة    طاقم حكام مباراة بيراميدز وفيوتشر في الدوري    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    أمير عزمي: خسارة الزمالك أمام سموحة تصيب اللاعبين بالإحباط.. وجوميز السبب    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك والبنا عيشني حالة توتر طوال المباراة    طقس شم النسيم.. تحسن حالة الجو اليوم الاثنين    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    نقابة أطباء القاهرة: تسجيل 1582 مستشفى خاص ومركز طبي وعيادة بالقاهرة خلال عام    تصل ل9 أيام متواصلة.. عدد أيام إجازة عيد الأضحى 2024 في مصر للقطاعين العام والخاص    بالأسماء.. إصابة 12 من عمال اليومية في انقلاب سيارة ب الجيزة    أنغام تتألق في حفل بأوبرا دبي وسط حضور كامل العدد من مختلف الجنسيات    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حمادة هلال يكشف حقيقة تقديم جزء خامس من مسلسل المداح    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    مصطفى عمار: «السرب» عمل فني ضخم يتناول عملية للقوات الجوية    "وفيها إيه يعني".. فيلم جديد يجمع غادة عادل وماجد الكدواني    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    عضو «المصرية للحساسية»: «الملانة» ترفع المناعة وتقلل من السرطانات    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    إنفوجراف.. نصائح مهمة من نقابة الأطباء البيطريين عند شراء وتناول الفسيخ والرنجة    أسباب تسوس الأسنان وكيفية الوقاية منها    سعرها صادم.. ريا أبي راشد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور    الباشا.. صابر الرباعي يطرح برومو أغنيته الجديدة    ردا على إطلاق صواريخ.. قصف إسرائيلي ضد 3 مواقع بريف درعا السوري    الإسكان: جذبنا 10 ملايين مواطن للمدن الجديدة لهذه الأسباب.. فيديو    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    بإمكانيات خارقة حتدهشك تسريبات حول هاتف OnePlus Nord CE 4 Lite    مصرع وإصابة 6 في حادث انقلاب تروسيكل بمطروح    أمطار خفيفة على المدن الساحلية بالبحيرة    مصر في 24 ساعة|اعرف طقس شم النسيم وتعليق جديد من الصحة عن لقاح أسترازينيكا    إغلاق مناجم ذهب في النيجر بعد نفوق عشرات الحيوانات جراء مخلفات آبار تعدين    وزيرة الهجرة: 1.9 مليار دولار عوائد مبادرة سيارات المصريين بالخارج    3 قتلى و15 مصابًا جراء ضربات روسية في أوكرانيا    نائب سيناء: مدينة السيسي «ستكون صاعدة وواعدة» وستشهد مشاريع ضخمة    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟ دار الإفتاء تجيب    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    أمينة الفتوى: لا مانع شرعي فى الاعتراف بالحب بين الولد والبنت    «العمل»: جولات تفقدية لمواقع العمل ولجنة للحماية المدنية لتطبيق اشتراطات السلامة والصحة بالإسماعيلية    كنائس الإسكندرية تستقبل المهنئين بعيد القيامة المجيد    البابا تواضروس: فيلم السرب يسجل صفحة مهمة في تاريخ مصر    اليوم.. انطلاق مؤتمر الواعظات بأكاديمية الأوقاف    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المصريون‮.. سقطوا في‮ بئر اليأس
نشر في الوفد يوم 15 - 12 - 2010

‮»‬علشان تطمئن علي‮ مستقبل أولادك‮« شعار مرشحي‮ الحزب الوطني‮ الديمقراطي‮.. فهذا الكلام ما هو إلا شعارات ووعود وهمية تناقض ما‮ يعيشه الشعب المصري‮ من واقع أليم. غلاء للمعيشة وارتفاع أسعار وفقر وبؤس وحرمان‮.. والنتيجة هي‮ ضياع لحقوق وإرادة الشعب المصري‮.. فالحكومة لا تشعر بالمواطنين ولا تهتم ان عاشوا أو ماتوا أو ان كانوا جوعي‮ أو مرضي‮ أو بلا مأوي،‮ وبالرغم من أن احتياجاتهم بسيطة إلا انهم‮ يعانون الأمرين لسد هذه الاحتياجات سواء كانت خدمة‮ ينتظرونها أو مشكلة تحتاج إلي‮ حل أو لقمة عيش أو بضعة قروش ممن امتدت إليهم أيديهم‮. لذلك كان لابد من فتح هذا الملف الشائك لمختلف طبقات الشعب لكشف الوجه الآخر لحكومة الحزب الوطني‮.‬
أصبح الوضع الاقتصادي‮ والاجتماعي‮ في‮ مصر الأكثر سوءا في‮ عهد حكومة الحزب الوطني‮ وينبئ بانحدار الوضع المعيشي‮ إلي‮ الهاوية بعد ان ارتفعت أسعار السلع الضرورية عشرات الأضعاف رغم تدني‮ مستوي‮ أجور‮ غالبية الفقراء من موظفي‮ الحكومة محدودي‮ الدخل الذي‮ لا تكفي‮ رواتبهم إلا أياماً‮ قليلة،‮ والديون هي‮ الحل في‮ أيام الشهر وأصبحت اللحوم بجميع أنواعها حلم كل المصريين من مختلف طبقات الشعب‮.. يعتمدون في‮ أغلب‮ غذائهم علي‮ البقول التي‮ طالتها نار أسعار ترتفع‮ يوماً‮ بعد‮ يوم دون رقيب‮.. فتتقزم أمامها دخولهم‮. أما عن سكان العشوائيات واعتماد الكثيرين علي‮ التسول كمصدر رئيسي‮ يتكسبون منه‮ يومياً‮ علماً‮ بأن هذه الفئة الفقيرة‮ يقوم طعامها الأساسي‮ علي‮ الحبوب والبقوليات واللحوم المستوردة التي‮ أصبحت الملجأ الرئيسي‮ لشريحة كبيرة من الفقراء ومتوسطي‮ الدخل،‮ نظراً‮ لانخفاض أسعارها مقارنة باللحوم البلدي،‮ علماً‮ بأن اللحوم الحمراء وغيرها من الإنتاج الحيواني‮ لم‮ يدخل منذ فترة طويلة في‮ بيوت العديد من المواطنين في‮ ظل موجة الغلاء التي‮ تجتاح الأسواق المصرية‮.. ومن هنا نتساءل‮: ما مصير هؤلاء في‮ ظل موجة الغلاء التي‮ تتزايد كل‮ يوم باستمرار؟‮.. وماذا‮ يطلب هؤلاء المواطنون من نواب دوائرهم؟‮.. وعلي‮ ماذا‮ يخاف المواطن؟‮ .. وهل مازال لديهم أمل في‮ حياة كريمة أم ان اهمال الحكومة لهم أصابهم بيأس مزمن لا تصلح معه أية تصريحات حكومية وهمية؟‮!‬
‮»‬الوفد‮« قامت بجولات في‮ العديد من المناطق لترصد الواقع الأليم التي‮ يعيش أهلها علي‮ الهامش من مختلف طبقات المجتمع في‮ ظل الحكومات المتعاقبة وضياع إرادة المواطن المصري‮.‬
الحياة بلا أمل‮.. بهذه الكلمات انطلقت شرارة‮ غضب عارمة،‮ قالتها أم عمر‮ - لم تجد سوي‮ »‬الخدمة في‮ البيوت لتطعم أولادها‮« قابلناها بعزبة مطار إمبابة‮ - تتمني‮ الموت علي‮ الحياة في‮ ظل الغلاء الفاحش الذي‮ يجتاح كل السلع‮.. »‬بناكل بالعافية ولكن الحمد لله أننا أكلنا اللحة زمان لكن أولادنا مساكين ضعاف من قلة الأكل وبياكلوا بدل اللحمة فول وبصارة فهم الهم الأكبر بالنسبة لي،‮ هذا بالإضافة إلي‮ مصاريف دواء مرض الضغط وحساسية الصدر وهو مرتفع السعر‮.. وعندما سألتها بتعيش منين؟ هل تحصلين علي‮ معاش؟‮.. قالت‮: لا أنا معي‮ »‬3‮ أولاد‮« والجميع في‮ رقبتي‮ أيضا‮.. والجميع هنا محروم من جميع حقوقه،‮ فالدولة لم تعد مهتمة بتقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية للمواطن المصري،‮ إلي‮ أن أصبح المواطن مسئولا عن نفسه كأنه‮ غريب في‮ وطن‮ غير وطنه‮.. وعندما‮ يذهب أهالي‮ العزبة لكي‮ تطلب من نائب الدائرة بعد نجاحه في‮ الانتخابات ان‮ يتوسط لدي‮ المسئولين بشأن الانقطاع الدائم للمياه بالمنطقة فيقول‮: »‬ان شاء الله‮«.. »‬ومحدش بيسأل فينا‮«. فلماذا نحلم بحياة كريمة،‮ والواقع قائم علي‮ تزوير إرادة الشعب؟‮.. لكننا نقبل ونستسلم لهذه الأوضاع المعيشية السيئة مثل العديد من المصريين الذين‮ »‬يأكلوا عيش‮« في‮ هذا البلد ويحافظوا علي‮ رزق أولادهم ونتمني‮ من الآخرين ان‮ ينظروا إلينا نظرة عطف خاصة في‮ ظل الارتفاع الجنوبي‮ لمختلف أسعار السلع الاستهلاكية‮.‬
رجب محمد‮ - موظف‮ - قابلناه بالعزبة البيضاء التابعة لحي‮ المرج‮ - يقول‮: نحن عانينا الأمرين مع المرشحين عن دوائر النزهة والسلاح والمرج وعددهم‮ »‬16‮ عضواً‮« فقمنا بالتحدث مع أحد المرشحين وطلبنا منه ان‮ يقف بجانبنا لأن منازلنا‮ غارقة في‮ الصرف الصحي‮ والقمامة ولا‮ يود عامل نظافة واحد‮ يمر بالعزبة‮.. فرد علينا قائلاً‮: »‬لو انتخبتوني‮« هلف المرج الجديدة وأعرف ضواحيها أية وأساعدكم‮.. أما لو لم تنتخبوني‮ فأنتم أحرار‮.. وبتكرار الزيارة لمرشح آخر تحدث إلينا مندوبه قائلاً‮: احنا هنعمل إيه ولا إيه؟ نحن لو مقدمين‮ 10‮ طلبات للحكومة لا تتحقق إلا طلب واحد فقط وبذلك نحمد الله‮.. لذلك سارعنا إلي‮ المقار الانتخابية وعندما وجدنا اسمنا مدونا بكشوف الناخبين قمت بالشطب علي‮ ورقة الانتخاب حتي‮ لا‮ يتم تسويدها من قبل الحكومة‮ .. فهذايعد رد فعل بسيط للغاية لما بداخلنا من‮ غليان وغضب من مرشحي‮ الحكومة‮.. وتساءل‮: أين الأمل في‮ حياة كريمة؟ وأين برنامج ودور النائب في‮ دائرته؟ لن‮ يتحقق الإصلاح الحقيقي‮ للمجتمع إلا بالتغيير‮.. وذلك لمصلحتنا ولمصلحة الأجيال القادمة‮.‬
‮- أبو رضا الذي‮ تجاوز ال‮ 70‮ من عمره،‮ بائع متجول ولديه‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم ابن معاق ذهنيا‮ - قابلناه في‮ شارع علي‮ سلامة بمطار إمبابة‮ - ويتساءل‮: هل من المفترض ان اعمل وقد بلغت من العمر أرذله ثم رفع‮ يديه للسماء‮ ياريت كان عندي‮ صحة‮.. كنت اشتغلت علشان نأكل ونعيش‮.. ربنا‮ يطلعنا منها علي‮ خير،‮ فمصاريف الحياة مرتفعة ومنين هنحس بالأمان في‮ حياة كريمة ونواب الدائرة‮ »‬ودون من طين وودن من عجين‮«.. حاولنا معهم مرات عديدة لكن بلا أمل‮.. فنحن خارج حسابات حكومة الحزب الوطني‮ التي‮ عادة ما توعدنا من خلال نجاح مرشحيها بحياة ومستقبل أفضل ولكن اتضح لنا ان هذا الكلام مجرد شعارات ووعود كاذبة ولا نتيجة تذكر حتي‮ الآن تخدم أبناء دائرتهم أو ان تقدم لأهالي‮ الدائرة الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية‮.. وكل ما‮ يشغل بالنا في‮ المقام الأول هو مصلحة أولادنا التي‮ علمنا جيداً‮ أنها بعيدة عن اهتمامات مرشحي‮ الدائرة‮.‬
ويتدخل معه في‮ الحديث خليفة عيد عثمان محمد‮ - »‬عامل أجري‮« ويعول‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم‮ 3‮ بنات و4‮ صبيان‮ - ويبلغ‮ من العمر‮ 49‮ عاماً‮ - يقول‮: أنا بعمل‮ »‬نحات‮« يوم أعمل وباقي‮ الأيام بفضل قاعد من‮ غير شغل‮.. فأنا تركت أسرتي‮ في‮ بني‮ مزار‮ »‬بدير الصندرية‮« محافظة المنيا‮.. هنعمل إيه والحياة صعبة للغاية ومحدش بيسأل في‮ الغلابة حتي‮ نواب دائرتنا لما بنطلب منهم طلب بيتهربوا منا‮.. فحياتنا بدون أمل أو قيمة‮. أما عن الأبناء فمنين ألاقي‮ الفلوس اللي‮ هعلمهم بيها‮.. كفاية كدة ده إحنا بناكل بالعافية‮ .. فنحن محرومون من جميع حقوقنا،‮ والدولة تقصر في‮ تقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية لجميع أفراد المجتمع المصري‮ .. »‬والله المستعان‮«. وهذا ما أكده أبوسيد‮ - عامل أجري‮ - ولديه‮ »‬7‮ أولاد‮« وعامر عبدالوهاب وحامد كامل عبدالصالحين عمال بطائفة المعمار‮ »‬ولديه‮ 4‮ أولاد‮« وخميس علي‮ - »‬عربجي‮« و»ناصر عطية‮« أرزقي‮.‬
أمجد عيسي‮ - صاحب محل أنتيكات وموبيليا‮« قابلناه بشارع المناصرة‮ يقول‮ - أنا والله لسه‮ »‬مستفتحتش‮« حتي‮ الآن والساعة تقترب من الرابعة عصراً‮ فأنا بفكر اني‮ اسلم المحل لأي‮ جهة مختصة وهما‮ يدوروه بمعرفتهم ويعطوا لي‮ راتباً‮ شهريا‮.. والغريب في‮ الأمر ان عندما‮ يدخل شريك معي‮ في‮ المحل‮ يتشال أعباء الضرائب أما لو بمفرده فيدفع هذه الأعباء‮ غصب عنه‮.. فالمكان هنا أنا بفتحه علشان أحافظ علي‮ اسم أبويه الله‮ يرحمه،‮ إما عن المصاريف فأنا عايش من ورثي‮ وأولادي‮ يقفون معي‮ في‮ المحل بدلاً‮ من قضاء اليوم علي‮ المقاهي،‮ جميع التجار بهذا الوضع،‮ فقد فاض بنا الكيل وطفح من‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار والوعود البراقة للمرشحين بدون أي‮ فائدة‮ .. ينادون بالإصلاح وهم لا‮ يفعلون شيئاً‮ يذكر ولا‮ يقفون بجانب أبناء دوائرهم‮.. فالجميع من المواطنين منتبة إلي‮ أكل عيشه ومغيب تماما لما‮ يدور حوله ومن الغريب في‮ الأمر أن مجلس الشعب هو جهة رقابية مهمتها تراقب الحكومة فما بالكم لو كان‮ غالبية أعضاء مجلس الشعب من الحكومة‮ .. فمن الذي‮ سيراقب الحكومة؟‮.. وندعو الله لصفو ضمائرهم‮!‬
وأميمة عادل‮ - موظفة‮ - قابلناها في‮ شارع السكة البيضاء أمام نادي‮ السكة الحديد‮ - تقول‮: إن الحكومة تفعل ما تشاء وقتما تشاء،‮ تصرف لنا العلاوة في‮ شهر‮ يوليو وبعدها ترتفع الأسعار ولا‮ يستطيع المواطن أن‮ يفكر في‮ حريته فكيف‮ يفكر الجائع في‮ حريته‮.. لقد جاع الشعب المصري‮ لذلك فالشعب أصبح‮ يحتج علي‮ الوضع المعيشي‮ السيئ الذي‮ نعيشه جميعاً‮ ولكن لم‮ يتغير شيء‮.. وأصبح لا‮ يوجد لدينا أمل في‮ إصلاح أو تغيير حقيقي‮ في‮ ظل انتخابات مزورة ومرشحين‮ يأتون بدون إرادة الشعب‮ يعشمون المواطنين بالتغيير والإصلاح،‮ والحقيقة أنهم لا‮ يقدمون لنا أي‮ خدمات تذكر حتي‮ ان النواب لا نراهم بعد خوض الانتخابات وخاصة عندما‮ يطلق عليهم لقب سيادة النائب‮.‬
‮»‬خلاص‮.. قربنا نشحت‮« عبارة صرح بها محمد عبدالدايم الذي‮ يعمل بإحدي‮ الجهات الحكومية‮ - حيث قابلناه بشارع فتحي‮ طارق الشاهد بميت عقبة قائلاً‮: ان الأمل الوحيد لنا هو إسقاط حكومة الحزب الوطني‮ التي‮ تقوم انتخاباتها علي‮ التزوير‮.. يا دوبك نائب الدائرة‮ ينجح وبعد ذلك لا‮ يعرف أبناء دائرته والأمل موجود ولكن بالإصلاح الحقيقي‮ للأوضاع الحالية لينتج عنه إصلاح المجتمع بأكمله‮.‬
الحاج فتحي‮ محمد‮ -»‬ضابط شرطة سابق‮« ولديه‮ »‬3‮ أولاد‮« الذي‮ قابلناه بشارع محيي‮ الدين أبوالعز بمنطقة المهندسين‮ - وقال‮: اتقاضي‮ 700‮ جنيه‮.. هيعملولي‮ إيه في‮ ظل ارتفاع الأسعار الذي‮ طال كل شيء حولنا‮.. إننا مثل‮ غيرنا من العديد من المواطنين نريد أن نعيش في‮ بلد به خدمات ليكون دائماً‮ داخلنا أمل في‮ فكرة ولكي‮ نطمئن بالفعل علي‮ مستقبل أولادنا ولكن بدون شعارات رنانة مزيفة‮.. لقد شبعنا كذباً‮ وتزويراً‮.‬
توحيدة علي‮ - »‬شحاتة‮« قابلناها جالسة علي‮ سلالم مترو الأنفاق بجانب مجمع التحرير‮ - تقول‮: أنا عندي‮ »‬7‮ أولاد‮« منهم‮ 3‮ بنات و4‮ صبيان واحد سايس عربيات‮ يادوب‮ يحصل علي‮ لقمة عيشه بالعافية والباقين مازالوا في‮ سن التعليم وعاوزين دروس خصوسية‮ »‬إجبارية‮« ولكن منين أجيب لهم فلوس‮.. وليس لي‮ أي‮ مصدر للانفاق علي‮ نفسي‮ سوي‮ التسول من الآخرين والحكومة لا تقدم لنا أي‮ خدمات‮.. فقد تركتنا في‮ الدنيا إلي‮ أن تأكلنا الأمراض والشيخوخة علشان كدة‮ .. أنا عندي‮ أشحت أو أموت‮.. ولم أذهب لكي‮ أطلب من نائب الدائرة أي‮ طلب لأنهم لا‮ يفعلون شيئا لنا فقد فرضوا علينا‮.. والأمل الحقيقي‮ هو تغيير الأوضاع إلي‮ الأحسن سواء في‮ تقديم الرعاية الصحية أو التعليمية أو الخدمية‮.‬
رضا إبراهيم‮ - لديها‮ »‬5‮ أولاد‮« - بائعة خضار‮ - قابلناها بشارع سليمان جوهر‮ - الدقي‮ - تقول‮: إحنا‮ يا دوب بناكل بالعافية‮.. أجيء من الشرقية‮ يوميا وأتردد علي‮ هذا السوق منذ‮ 7‮ سنوات لكي‮ أبيع الخضار بالسوق حيث‮ يباع كيلو الفاصوليا بمبلغ‮ 4‮ جنيهات والثوم‮ يصل سعره إلي‮ 20‮ جنيها للكيلو والغلاء علينا وعلي‮ المواطنين طب هنعمل إيه؟‮.. وزوجي‮ »‬أرزقي‮« .. ونحن لا تشغلنا مسألة الانتخابات أو أي‮ حاجة في‮ الدنيا سوي‮ مسألة أكل عشنا‮.. فكثيراً‮ ما‮ يعشمنا المرشحون بتغيير الأوضاع المعيشية للأفضل إلا أن الأمل في‮ التغيير بيد الله ونحتاج أيضا لمساعدة الآخرين‮. وهذا ما أكده صابر أبوطلب‮ »‬بائع الليمون‮« بنفس الشارع والمقيم في‮ بني‮ مجدول مركز كرداسة محافظة‮ 6‮ أكتوبر‮.‬
محمد علي‮ »‬محاسب‮« - قابلناه في‮ شارع التحرير بمنطقة الدقي‮ - يقول‮: أنا نفسي‮ الدنيا تتغير للأحسن حتي‮ ينعم أفراد الشعب المصري‮ بخيرات هذا البلد المسلوبة من جانب حكومتنا الذكية التي‮ عادة ما تعطي‮ ميزات ممنوحة للتابعين لها فقط وباقي‮ أفراد الشعب خارج اهتماماتها،‮ مما‮ يجعل الشاب‮ يفقد انتماءه لهذا الوطن بفضل‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار الذي‮ طال كل شيء حولنا ويجعله‮ يفكر في‮ السفر للعمل بالخارج ولا نعلم إذا كان هيرجع مرة أخري‮ إلي‮ وطنه أم‮ يعجبه الحال هناك ولا تفرق في‮ ذلك الوقت إذا كان هذا السفر عن طريق الهجرة‮ غير الشرعية أو بطريق رسمي‮ لأن المواطنين‮ يلهثون وراء لقمة العيش وبعضهم لا‮ يذهب لكي‮ يدلي‮ بصوته في‮ الانتخابات التي‮ كانت مهزلة والمقاطعة أفضل حال ومحاولة رفض هذا الوضع السيئ توجد واضحة وتظهر كل‮ يوم في‮ الاحتجاجات والاعتصامات ولكن لم‮ يتغير شيء‮.‬
ويتدخل معه في‮ الحديث محمود محمد‮ »‬عامل نظافة‮« - يقول‮: أنا عندي‮ »‬6‮ أولاد‮« منهم‮ 4‮ صبيان وبنتان جميعهم صغار ولا‮ يعملون‮.. 25‮ سنة خدمة ومرتبي‮ لا‮ يتعدي‮ 400‮ جنيها ولكنه لا‮ يأكل سوي‮ العيش الحاف فأنا مقيم أساساً‮ في‮ العياط ومواعيد عملي‮ تبدأ من الساعة السابعة صباحاً‮ إلي‮ الثانية ظهراً‮ فأنا مش عاوز حاجة من الدنيا إلا الستر‮.. ربنا‮ يكملها معنا بالخير‮.. أما عن مرشحينا فنحن ذهبنا لانتخابهم ولكن مفيش حاجة اتغيرت حتي‮ الآن‮.. لا إصلاح للأوضاع المعيشية السيئة أو لرفع الأجور كما‮ ينددون‮ »‬والشكوي‮ لغير الله مذلة‮«.‬
‮»‬آخر مرة حلمت كانت في‮ آخر سنة في‮ كلية الطب‮ .. هكذا بدأ حديثه إسلام علي‮ - طبيب متمرن ويعمل بأحد المستشفيات الحكومية‮.. قابلناه‮. في‮ ميدان الدقي‮ - يقول‮: الأمل دائماً‮ ما‮ يكون بداخلنا في‮ إصلاح الأوضاع الحالية فلا مكان في‮ الأحلام في‮ بلدنا‮!‬
محمود عوض موظف‮: الحكومة فرضت علينا‮ غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار التي‮ طالت كل شيء حولنا‮.. فرد فعل المواطن تجاه هذه الحياة الصعبة،‮ إما ان‮ يفيض بالمواطن الكيل ثم تخرج هذه الشحنة المكتومة في‮ صورة‮ غضب واعتصامات واحتجاجات التي‮ بدأت تتزايد في‮ الشارع المصري‮ بصورة خطيرة‮.. وإما أن‮ يستسلم المواطن ويرضخ خوفاً‮ علي‮ مصدر رزقه ورزق أولاده‮.. وإلي‮ الآن لم نر جديداً‮ لنواب دوائرنا في‮ السير نحو الأفضل لذلك نطالب الحكومة بأن‮ يكون المرتب موازياً‮ للمصاريف المعيشية للمواطن المصري‮ مع توفير الرعاية الصحية والتعليمية والخدمية فهي‮ أبسط حقوق المواطن داخل بلده‮.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.