حاصر عشرات المتظاهرين من الدعاة والأئمة المستبعدون أمنيا مكتب الدكتور عبد الله الحسيني وزير الأوقاف، وذاك لأكثر من ساعتين ومنعوه من الخروج من مكتبه. ومنعوا دخول أو خروج أي موظف من وإلى مكتب الوزير والذي ظل رهن الاحتجاز حتى قام عادل مجاهد مدير مكتب وزير الأوقاف بإبلاغ الشرطة والقوات المسلحة. وعلي الفور حضرت قوتان من قسم شرطة قصر النيل والشرطة العسكرية ونجحت في تطويق المتظاهرين المحاصرين لمكتب الوزير وإزاحتهم لنحو خمسة مترات فقط بعيدا عن المكتب تمهيدا لإخراجه من مكتبه. لكن الحسيني رفض الخروج وطلب قوات إضافية لتأمين خروجه من الوزارة، وبالفعل قام قائد الشرطة العسكرية باستدعاء فرقتين من الشرطة العسكرية التي تمكنت من محاصرة مكتب الوزير وتطويق المتظاهرين وسهلت خروجه من مكتبه. وأكد الشيخ شعبان محمد الجنايني أحد الدعاة المستبعدين أمنيا أن جميع الدعاة قرروا الاعتصام والإضراب عن الطعام أمام مكتب وزير الأوقاف احتجاجا علي عدم وفاء وزارة الأوقاف بوعدها للدعاة المستبعدون أمنيا وأضاف إن الدعاة الممنوعين من الخطابة لأسباب أمنية يزيد عددهم علي عشرة آلاف إمام وأنهم تقدموا بشكوى لوزير الأوقاف الجديد لإعادة تسليمهم العمل ووعدهم الوزير بإصدار قرار بتسليمهم العمل ولكن الوزير لم ينفذ وعده ولم يستجيب لمطالب الدعاة والأئمة. وأكد الشيخ عبد الله شحاتة أن هناك أكثر من 10 آلاف إمام وخطيب قررت وزارة الأوقاف وقفهم عن العمل واستبعادهم من الخطابة، على ضوء تعليمات مباحث "أمن الدولة"، مما ترتب عليه تدمير مستقبل هذا العدد الضخم من الدعاة. وأضاف الشيخ أبو بكر محمد سعيد أن هؤلاء المستبعدون خاضوا مسابقات وزارة الأوقاف لتعيين الدعاة والأئمة وتمكنوا من اجتياز الاختبارات التي حددتها الوزارة وصدر قرار بتعيينهم بالفعل بموجب قرار وزاري، لكنهم فوجئوا بقرار وقفهم عن العمل من "أمن الدولة"، وإثر ذلك حرموا من التعيين ومنعوا من الخطابة. وطالب الشيخ إيهاب بحراوي بإعادة هؤلاء الأئمة المستبعدين لأسباب أمنية لمباشرة عملهم، خاصة وأن وزارة الأوقاف لديها عجز في الدعاة والأئمة يتجاوز 100 ألف داعية، حيث أن هناك أكثر من 100 ألف مسجد بدون دعاة رسميين. وأضاف: مع ذلك قامت الوزارة بمنع عشرات الدعاة والأئمة من العمل طرفها، رغم أنهم معينون رسميا واجتازوا كافة الاختبارات التي حددتها وزارة المالية ووافقت وزارة المالية على تعيينهم وتحديد درجاتهم المالية والوظيفية. ورفض الشيخ محمد جمعة خطاب مطالب وزارة الأوقاف لهم بإعادة إجراء المسابقة مرة ثانية وأكد أنها حيلة من الوزارة لإسقاطهم وحرمانهم من حقهم في التعيين وطالب وزير الأوقاف بالاستجابة لمطالبهم وإعادتهم للعمل مرة ثانية بدون مسابقة جديدة مع تعيينهم على نفس درجتهم المالية والوظيفية التي استبعدوا منها وصرف تعويض مادي لكافة الدعاة والأئمة الذين استبعدوا أمنيا.