جميل جدا ما سمعناه من الرئيس عبدالفتاح السيسي حين أعلن عن تنازله عن نصف أملاكه ونصف راتبه للدولة وذلك في خطوة لتشجيع رجال الأعمال على حذوه والاقتداء به لإنقاذ مصر من مأزقها الاقتصادي الحالي والذي عبر عنه السيسي في خطابه الأخير بصورة واضحة وفيها من الشفافية مافيها...لكن بعيدا عن التطبيل والتهليل الذي صاحب هذا القرار والذي وصل الى حد تشبيهه بالفاروق عمر بن الخطاب كما قال بذلك مظهر شاهين الذي شبه عدلي منصور أيضا حين خرج من الرئاسة بعمر بن الخطاب أيضا، ولا ادري ماحكاية الفاروق مع شاهين..لكن ماعلينا...لست ممن يجيد حمل الصاجات ولا من اصحاب الكف العريض الذي يجيد التصفيق على الفاضي والمليان...لكن عندي بعض الاستفسارات لسيادة الرئيس الجديد لو أجابني عنها بوضوح وفعلها سأعترف أني اخطأت بحق هذا الرجل وحتى وإن كنت معترضا عليه إلا أني سأعيد التفكير مرة اخرى فمصلحة الوطن أهم حتى لو كانت ستبنى على باطل.. الوقفة الاولى: هل يقوى الرئيس الجديد على تطبيق الحد الاقصى للاجور "42" الف جنيه تقريبا على كافة شرائح المجتمع بلا استثناء، قيادات الجيش والشرطة والقضاه ومسئولي الاجهزة التنفيذية في الدولة، بحيث لايتقاضى أي مسئول في هذه الدولة أكثر من 42 الف جنيه بما فيها الحوافز والبدلات وغيرها؟ الوقفة الثانية : هل تستطيع سيادة الرئيس أن تفرض الضرائب القانونية على رجال الاعمال وتحصلها منهم كاملة دون أي استقطاعات أو استثناءات، وهل تعلم سيادة الرئيس أن إجمالي تلك الضرائب لو تم جمعها كفيلة أن تسد ديون مصر في أقل من عامين حسبما أشارت بعض الدراسات الاقتصادية؟ الوقفة الثالثة: هل تستطيع سيادة الرئيس أن ترفع الدعم عن رجال الاعمال لاسيما الطاقة بشتى أنواعها وتوفر على الدولة المليارات المهدرة لصالح فئات لاتستحق هذا الدعم؟ مع الوضع في الاعتبار ألا يصاحب هذا الرفع زيادة في الاسعار يتحملها المواطن الغلبان.. الوقفة الرابعة : في مختلف دول العالم المختلفة لايخصص للوزير سوى سيارة واحدة فقط، فهل تستطيع سيادة الرئيس وانت المنادي بركوب الدراجات أن تلغي مخصصات الوزراء والمسئولين من السيارات والحراسة المبالغ فيها وتوفر ذلك لاجل الدولة؟ فليس منطقيا أن يركب الرئيس الدراجة والوزير يستقبل المرسيدس بحراسة ملكية... الوقفة الخامسة : لماذا تأتي دوما على الفقراء والمساكين من أبناء هذا الشعب لتطالبهم بالتقشف والتبرع لأجل هذا الوطن مع أنهم أقل المستفيدين من خدماته؟ أليس الأولى بتلك الدعوات رجال الأعمال وكبار موظفي الدولة؟ لماذا لاتبدأ بهم سيادة الرئيس وتفرض حصة رسمية على رجال الأعمال لصالح الوطن غير الضرائب؟ لماذا يشعر المواطن أنه وحده من يجب أن يدفع فاتورة معاناة هذا الوطن؟ سيادة الرئيس...لو نجحت فعلا في الإجابة عن تلك الأسئلة وقتها ستثبت للعالم أنك قوي بالفعل، وأنك قادر على قيادة الدفة نحو الاستقرار، وأنك أتيت لمصلحة هذا الوطن..أما لو فشلت فوقتها لافرق بينك وبين مبارك ومرسي وعبدالناصر وغيرهم....وأخيرا...كل عام والشعب المصري كله بخير ورمضان كريم...