أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، اليوم الأربعاء، عن "القلق" إزاء سلامة حياة أفراد بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في العراق (يونامي)، في ظل سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) على مناطق بشمال البلاد. فيما عبر كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، عن "القلق العميق" إزاء تدهور الوضع الأمني في البلاد، ودعت وزيرة الخارجية الإيطالية إلى تقديم الدعم للعراق. وخلال ال48 ساعة الماضية، سيطر تنظيم "داعش" على محافظة نينوي، ولاسيما عاصمتها الموصل (شمال)، ومدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين (شمال)، وذلك بعد 6 أشهر من سيطرته على مدينة الفلوجة، بمحافظة الأنبار (غرب). المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوجريك، قال في مؤتمر صحفي اليوم بمقر المنظمة الدولية في نيويورك: "الأمين العام والمنظمة الدولية قلقون للغاية ازاء سلامة أفراد بعثتنا في العراق". وتابع: "يتابع السيد نيكولاي ملادينوف، رئيس بعثة يونامي، الوضع عن كثب في العراق، كما أن يونامي على اتصال مستمر مع السلطات العراقية والمجتمع الدبلوماسي في العراق بشأن الوضع الذي يشهد تطورا متسارعا". ولفت دوجريك إلى أن "عدد من أفراد بعثة يونامي متواجدون في الموصل حاليا"، دون أن يذكر تفاصيل عن مصيرهم في ظل سيطرة داعش على المدينة. وأضاف المتحدث أن "السلطات العراقية أبلغت وكالة الأمم المتحدة للاجئين بفرار الآلاف من العائلات العراقية من الموصل إلى مناطق آمنة في إقليم كردستان (شمال) العراق". وتابع قائلا "يوجد 2500 عائلة عراقية في الموصل بلا مأوى منذ أمس، ويعيش معظم أفرادها في المدارس والمساجد". وأضاف: "هناك أيضا ما يقدر بنحو 100 ألف نازح اتجهوا الي أربيل (في إقليم شمال العراق)، حيث تقوم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بنصب الخيام وتوزيع مواد الإغاثة الأخرى الأساسية عليهم، كما تقدم منظمة اليونيسف وشركاؤها الدعم اللازم من المياه النقية وخدمات الصرف الصحي في المنطقة". ومضى قائلا: "200 ألف شخص آخرين فروا إلي لدهوك (في إقليم شمال العراق)، حيث تقوم وكالات الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني بتقديم الغذاء والماء والمأوى لهم". وحذر المتحدث الرسمي من أن "هذه الموجة الجديدة من النزوح من الموصل ستؤدي إلى تفاقم أزمة النزوح الشديدة بالفعل في المنطقة". ومنذ يناير/كانون الثاني من هذا العام، تشرد مئات الآلاف من العراقيين، لاسيما في محافظة الأنبار المضطربة (غرب)، وتسعي منظمات الإغاثة إلي تقديم المساعدات لهؤلاء المشردين، لكن الموارد محدودة للغاية. وعبر كل من جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي، في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، عن "القلق العميق" إزاء تدهور الوضع الأمني في العراق ولاسيما في مدينة الموصل، مركز محافظة نينوي (شمال). وأدان البيان المشترك الذي صدر عن الاجتماع الوزاري الثالث بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية بأثينا، "بأشد العبارات الموجة الأخيرة من الهجمات الإرهابية التي اوقعت العديد من الضحايا واجبرت الآلاف على الفرار من منازلهم". وتابع البيان الذي حصلت الأناضول على نسخة منه أن الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية "يعربان عن تعازيهما لأسر الضحايا ويدعوان في هذه الظروف الحرجة جميع القوى الديمقراطية العراقية على العمل معا في اطار احترام الدستور العراقي للتغلب على التحدي الأمني واحترام إرادة المواطنين العراقيين". وأكد الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية "التزامهما الحازم باحترام سلامة العراق ووحدته الإقليمية"، بحسب البيان. فيما دعت وزيرة الخارجية الإيطالية، فيديريكا موغيريني، اليوم الأربعاء، إلى "ضرورة أن يقدم المجتمع الدولي، والاتحاد الأوروبي، الدعم للحكومة العراقية ضد التهديد الإرهابي". جاء ذلك بعد لقاء عقدته مع وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، على هامش الاجتماع الوزاري للاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية، في العاصمة اليونانية اثنيا. وقالت موغيريني في تصريحات نقلها التلفزيون الحكومي الإيطالي "يجب تنشيط جميع الوسائل الثنائية ومتعددة الأطراف المتوفرة لدينا لتقديم المساعدة إلى الأشخاص الذين يعانون من الأحداث الراهنة'". وحثت الوزيرة الإيطالية على "استخدام جميع الوسائل الدبلوماسية والسياسية" لأن المرحلة الانتقالية التي تلي الحرب هي الأكثر صعوبة" ودعت إلى "تقديم الدعم للعراق بعد الانتخابات التي أجريت في سبيل تشكيل حكومة قادرة على توحيد البلاد وضمان الاستقرار، والأمن والازدهار الاقتصادي".