فيما اعتبرت جنيفر بساكى المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية أن مقاتلى تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام (داعش) الذين سيطروا أمس على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل يمثلون تهديدا لاستقرار العراق ولاستقرار كامل المنطقة مؤكدة دعم واشنطن لرد قوى ومنسق على هجوم الموصل وتقديم كل المساعدة الملائمة لبغداد، يعقد مجلس النواب العراقى غدا الخميس ،جلسة طارئة لمناقشة إعلان حالة الطوارئ فى البلاد، بسبب تردى الأوضاع الأمنية فى عدد من المحافظات وذلك بعد أن تلقت رئاسة مجلس النواب كتابين من رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراءالإتحادى يتضمنان الدعوة لعقد الجلسة ،وذكر مصدربرلمانى أن رئاسة البرلمان دعت رئيس الوزراء نورى المالكى لحضور الجلسة لبحث طلبه بخصوص إعلان حالة الطوارئ فى البلاد. وقدأعلن تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام (داعش) تبنيه رسميا للعملية العسكرية ضد قوات الأمن فى محافظة نينوى الشمالية التى أصبحت تخضع لسيطرة المجموعات المسلحة ونشر التنظيم على حسابه الرسمى فى موقع تويتر الخاص بنينوى عشرات الصور لآليات عسكرية محترقة وجنود تم إعدامهم، وصورا أخرى تظهر انتشارهم فى الموصل عاصمة محافظة نينوى معلنامسئوليته عن اقتحام سجون وعدد من الوحدات العسكرية ومبنى المحافظة فى الموصل والاستيلاء على الآلاف من قطع السلاح. وفى تطور لافت تمكن مقاتلو داعش، من السيطرة مساء أمس على قضاء الحويجة وخمس نواح فى محافظة كركوك التى تبعد 240 كلم شمال بغداد، والمعروفة بغناها بالنفط والمتنازع عليها، بعد سقوط محافظة نينوى المجاورة فى أيدى المقاتلين أنفسهم وذلك وفق ما أعلنه ضابط مسئول فى شرطة المدينة برتبة عقيد لوكالة فرانس برس مضيفا أن المسلحين سيطروا ايضا على نواحى النواب والرياض والعباسى الواقعة غرب كركوك، وناحيتى الرشاد وينكجا جنوبالمدينة ورفعوا أعلامهم على أبنيتها الرسمية وتجولوا فى طرقاتها بعدما انسحبت القوات الحكومية منها. لكن محافظ كركوك نجم الدين عمر كريم أعلن فى محاولة منه لطمأنة سكان المدينة أنه تم وضع خطة أمنية لمواجهة التحديات داعيا الى التكاتف والتعاون بالتنسيق مع بغداد والعمل معا وليس هناك اى اعتراض على تعزيز القوات الامنية. وأشارالى أن قوات البشمركة الكردية «قوة خاصة وأمنية وجزء من منظومة الأمن العراقي»، فى اشارة الى احتمال الطلب من هذه القوة التوجه الى مناطق متنازع عليها بين العرب والاكراد فى محافظة كركوك. وقد اضطرت آلاف العوائل العراقية من مدينة الموصل الى الفرار بعد أن بسط تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام (داعش) سيطرته على المدينة وانسحاب جميع القيادات الأمنية والإدارية والسياسية منها الى جهات متفرقة. وتجمع عشرات الآلاف من العوائل العراقية عند مداخل إقليم كردستان من جهة مدينة الموصل فى ظل أوضاع انسانية صعبة للغاية واكتظاظ بشرى غير مسبوق بهدف الوصول الى ملاذات آمنة داخل الاقليم . وقامت الأجهزة الأمنية فى الإقليم بتدقيق هويات النازحين خوفا من تسلل الجماعات المسلحة الى داخل الاقليم فيما أوعزت السلطات الحكومية الى بناء مجمعات للنازحين لايوائهم فى ظل ارتفاع كبير فى درجات الحرارة ووضع نفسى صعب . وفى القاهرة عبر الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية عن بالغ القلق من تصاعد موجة التفجيرات والعمليات العسكرية التى تقوم بها مجموعات إرهابية ضد السكّان المدنيين العراقيين، والتى استهدفت آخرها وعلى نحو خطير ومروّع مدينة الموصل العراقية وندّد الدكتور نبيل العربى -فى بيان له أمس -بالأنشطة الإجرامية التى يقوم بها تنظيم «داعش» الإرهابى فى العراق، داعياً إلى تضافر جهود جميع القوى والفعاليات السياسية والوطنية العراقية فى مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وصوره، درءاَ للمخاطر وحفاظاً على وحدة العراق وأمنه واستقراره مؤكدا تضامن الجامعة الكامل مع العراق وشعبه فى مواجهة هذه المحنة، ودعمها للجهود التى تبذلها الحكومة العراقية من أجل محاربة الإرهاب وبسط سلطة الدولة فى ربوع البلاد، مؤكداً ضرورة تحقيق التوافق الوطنى العراقى فى هذه المرحلة الخطيرة التى تُهدّد أمن العراق واستقراره السياسي. وفى نيويورك أعرب بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة عن القلق البالغ من التدهور الخطير فى الموصل داعيا المسئولين العراقيين الى التوحد لمواجهة الموقف.
