سرد الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك تفاصيل "دردشته" مع الروائي المصري الدكتور علاء الأسواني في أحد مقاهي القاهرة خلال زيارته الأخيرة للبلاد؛ حيث تجاذب فيسك والأسواني أطراف الحديث حول الديمقراطية في مصر في ظل حكم عبد الفتاح السيسي الرئيس المحتمل ،وفقا لمؤشرات أولية لنتائج الانتخابات الرئاسية، ودعم الأسواني للسيسي بعد ثورة 30 يونيو. واستهل فيسك مقاله في صحيفة (الإندبندنت) البريطانية سائلاً الأسواني "هل ندمت على دعمك للسيسي ؟ فردّ الأخير بإمعان قائلا: "أتمنى أن يكون رئيسا جيدا لمصر"، وتابع بالقول: "أعتقد أن السيسي سيفعل الصواب لمصر.. إن المصريين يرون السيسي المنقذ الذي أطاح بالإخوان من سدة الحكم". وعن الانتخابات الرئاسية قال الأسواني "أعتقد أن الانتخابات الرئاسية افتقدت لبعض المعايير الديمقراطية، على الرغم من أن السيسي كان سيفوز بها على أي حال، وحتى لو كانت نسبة المشاركة 100% وليس أقل من 50 %. وأكد الأسواني على ضرورة إعطاء حكومة السيسي فرصة، مشددًا على أن الإخوان أرهبوا الشعب المصري في الداخل والخارج- في إشارة إلى تعرضه لهجوم عنيف من قبل معارضين مصريين في معهد العالم العربي في باريس خلال محاضرة له هناك- وأضاف "نحن بحاجة لشخص قوي، لديه مفاتيح الدولة العميقة ويعرف كيف يدير مؤسسات الدولة، ولهذه الأسباب أعتقد أن الناس صوتت لصالح السيسي". وانتقل الأسواني بالحديث عن نظام مبارك وجماعة الإخوان قائلاً: "إن جماعة الإخوان جماعة "انتهازية"، لقد حاولت التفاوض مع نظام مبارك الفاسد ولم يكن لها دور في إشعال ثورة 25 يناير ولكن اقتصر دورها على الانضمام للثوار في ميدان التحرير عندما أيقنوا فقط أن نظام مبارك قد سقط بالفعل ". وأعرب الأسواني عن تشككه في أنه قد تم التلاعب بنتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين الفريق أحمد شفيق والرئيس المعزول محمد مرسي، مؤكدا أن شفيق هو من فاز بالانتخابات ولكنه تم إعلان فوز مرسي؛ لأنه كانت هناك خطة للدفع بالإخوان لسدة الحكم. وعن فترة حكم المجلس العسكري التي أعقبت خلع مبارك قال الأسواني: "خلال ال18 يوما التي سقط فيها مبارك، لم تكن الكنائس مؤمنة من قبل قوات الأمن وعلى الرغم من ذلك لم يكن هناك اعتداءات على الكنائس، ولكن بعد تولي المجلس العسكري زمام السلطة في البلاد تم الاعتداء على أكثر من 25 كنيسة ولم يقدم أي شخص للمحاكمة. وأعرب الروائي المصري عن رفضه للحملة التي يشنها الإعلام على ثوار 25 يناير، وذلك لتشويه صورتهم . وأردف الأسواني: "إن الإعلام المصري الخاص ورجال أعمال نظام مبارك بإمكانهم تشويه سمعتك التي بنيتها على مدار 35 عامًا في 35 يومًا فقط، وهذا هو ما فعلوه تحديدا مع ثوار يناير. وأضاف "إن التلفزيون الكويتي نشر مقاطع فيديو تظهر أشخاصا يطردوني من مقر الاقتراع خلال الانتخابات على الرغم من أنه كان فيديو لمتطرفين يهاجمون عيادتي منذ عاميين". وأشار الروائي المصري إلى أن الثوار يتم تشويه صورتهم حاليًا بوصفهم بأنهم جواسيس يعملون لحساب جهاز الاستخبارات الأمريكية (سي إي إيه) ، وأضاف "لقد اتهموني بأن رواياتي "مسروقة" وأنني عميل تلقى تعليمه في مدرسة فرنسية ومن ثم انتقل لاستكمال تعليمه في جامعة أمريكية. وأشار الأسواني إلى أن أحد الأطباء سئل مرة "لماذا تدافع عن الأسواني وهو "جاسوس يعمل لحساب ال سي إي إيه" !!. ونوه فيسك إلى أن الأسواني سبق وأن تم اتهامه بأنه ليس طبيب أسنان وانما ينتحل صفة طبيب ، والتقط منه الأسواني طرف الحوار مشيرا إلى طرفة بشأن هذا الاتهام تحديدا جمعته مع الإعلامي يسري فودة –الذي تم اتهامه أيضًا بأنه يطبع مع إسرائيل ويزور تل أبيب – "بعد فترة أيام من ظهور تلك الاتهامات لي ولفودة، كان فودة يتردد على عيادتي لتركيب "طربوش" في أسنانه، وبعد أن انتهيت من تركيبه قلت له "أعتقد أنك تستعد الآن للذهاب إلى إسرائيل ، فرد فودة ضاحكًا "وأنا أعتقد أنك دكتور مزيف وليس لديك عيادة ". وعلق الكاتب البريطاني الشهير على حوار الأسواني وفودة قائلا "من الجيد أن يكون لديك أصدقاء على هذا القدر من الشجاعة التي يمتاز بها فودة، وخاصة في ظل الشكوك التي تساورك حول الرئيس المصري الجديد وهو شخص عسكري يرتدي نظارة شمسية