ملف الشباب قنبلة موقوتة فى وجه المشير.. وحالة الإحباط بين الشباب قد تدفع بثورة ثالثة أعلنت مجموعة كبيرة من الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعى "تويتر " و"فيس بوك" عن حملة تحت عنوان "هجرة شباب مصر "، وعبروا عن أن سبب إنشاء الحملة هو حالة الإحباط الشديدة التى أصابت الشباب بعد ثورة 25 يناير وحلم التغيير الذى أصبح وهمًا فى "عيش- حرية –عدالة اجتماعية –كرامة إنسانية". وأشاروا إلى أن فشل الدولة فى تحقيق هذا التغيير أدى إلى فقدان الشباب الثقة فى مؤسسات الدولة ووعود السياسيين وفى بلدهم، ما جعلهم يسعون للبحث عن المستقبل فى مكان آخر. كما أبدى الشباب يأسهم من الإعلام المصرى الخاص المملوك لرجال الأعمال والذى عمل على تخوين الشباب وتهميش دورهم وأفكارهم وإضعاف قدراتهم الإنتاجية على العمل والتقدم بالدولة وسط حالة من الفساد الدائم منذ 33 عامًا حتى الآن وعدم شعور الشباب بالأمان داخل بلدهم بسبب انتشار البلطجة والسرقة وحالات التحرش بالبنات والتى زادت على الحد وانتشار الرشاوى والتمييز الطبقى بين طبقات المجتمع. وقد أنشئت الفكرة لتجميع الشباب وتبادل الأفكار للتعبير عن دور الشباب فى الواقع المصرى وتحقيق مستقبل كل شاب فى المكان الذى يفضل اللجوء إليه. وقال محمد سمير، مؤسس حملة هجرة شباب مصر، إن مصر الآن أصبحت دولة تضيق بشبابها وبكوادرها المحترمة كما أنها مليئة بالسلبيات التى زادت على الحد من تحرش ورشاوى، كما أن الأخلاق فى الشارع المصرى أصبحت معدومة وأنه لا مكان للشباب وسط السياسيين ورجال الأعمال الذين يتصدرون الموقف ويأخذون خيرات البلاد، تاركين للشباب الفتات، ويتم التعامل من جانبهم على أننا ترس فى تحقيق المكاسب الكبيرة فى مصانعهم وشركاتهم. وأوضح "سمير"، أننا نفضل الهروب والسفر خارج مصر على المواجهة غير المتكافئة فى الدولة وأننا لا نريد صدامًا مع الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة، والدولة تعامل الشباب على أنهم صف أدنى فبمجرد أن تتلفظ بكلمة "لا" تعامل على أساس أنك مجرم سواء بالسجن أو الاعتقال، فلا مجال للحرية أو الديمقراطية أو الاستماع إلى الشباب وتنفيذ أحلامهم البسيطة التى لا تتجاوز أحيانًا أن تكون عملًا مناسبًا أو فرصة تعليم جيدة أو الإعانة على تكاليف الزواج. يقول مؤسس الحملة، إننى كنت أعمل فى مصنع ملابس بمرتب 530 جنيهًا شهريًا مع خصم تأمينات وبدل خطر وبعد أربعة أشهر تم طردى لأنهم قرروا أن يخففوا من العمالة، موضحًا أن الكوادر العظيمة التى على السطح حاليًا مثل مجدى يعقوب أو أحمد زويل لو لم يسافروا خارج مصر لم يكونوا أى شيء، وكنا نجد مكتوبًا على الحوائط "أحمد زويل وحش الكيمياء الحصة ب20 جنية "، مؤكدًا أن الدول الأجنبية تصنع من الفاشل شخصًا ناجحًا أما فى مصر فيصنعون من المبتكر والفذ شخصًا فاشلًا. وأضاف أن أخى يعيش فى بولندا تقدم للعمل فى شركة فليبس وتقدم للعمل معه بولنديين فاختاروا أخى لأن مؤهلاته أعلى فلا مكان هناك للوساطة أو المحسوبية. وقال حتى من انتخب السيسى ورأى أن الآمال والطموحات معقودة على فوزه يفضلون أيضًا الهجرة لأنهم فى قرارة أنفسهم يدركون مدى سوء الأوضاع والفساد الذى تعيشه مصر. وقال الدكتور أحمد زايد، أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية آداب جامعة القاهرة، إن هؤلاء الشباب موجهون وينفذون أجندات خاصة وإنهم على غير وعى بأهمية الوطن، مشيرًا إلى أن الأوضاع السيئة التى تدفع بحالة الإحباط لدى الشباب موجودة فى كل دول العالم ولكن الوضع يختلف كليًا فى مصر لأن الإعلام يضع اعتبارًا لمثل هؤلاء، وذلك على حد وصفه. وقالت سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الدولة تتحمل جانبًا كبيرًا من التقصير فى حق هؤلاء الشباب، مشيرة إلى أن الهجرة شيء مشروع أيضًا. وأشارت "خضر" إلى أن الدولة يجب أن توفر فرص عمل متكافئة للشباب، محملة وسائل الإعلام الجانب الأكبر من المسئولية فى توعية الشباب ونصحهم أن مصر الآن فى مرحلة تغيير ملموسة من خلال رئيس جديد للبلاد وأن الدولة فى حاجه إلى كل أيد عاملة. واستنكرت ما قامت به الدولة ووسائل الإعلام من تشويه بعض الفئات عن طريق الحملات التى تدعى وجود إرهاب ومنظمات تحاول تخريب مصر، مما ساعد على انتشار حالة الإحباط واهتزاز صورة الوطن أمام أعينهم.