ألمح رئيس الوزراء العراقي، نوري كامل المالكي، اليوم الأربعاء، إلى أن الكتل السياسية قد تطلب من القوات الأمريكية التمديد، موضحا أن اتفاق الغالبية على هذا الأمر سيرغم الباقين على الاختيار بين الموافقة أو الانسحاب من العملية السياسية. وقال -خلال مؤتمر صحفي في بغداد- "اتفاقيتنا تنتهي بنهاية العام الحالي، وهذه اتفاقية لا يمكن تمديدها، لذا فإنها لن تجدد ولن تمدد". لكنه شدد على أنه في حال "أراد العراقيون شيئا جديدا، فيجب التوصل إلى اتفاقية جديدة" مع الأمريكيين، مشيرا إلى أنه سيجتمع قريبا بالكتل السياسية لتحديد الموقف من هذه المسألة. بدوره قال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيراني، علي أكبر صالحي، في بغداد إن "الاتفاقية مقررة ومنجزة، وستخرج جميع القوات الأمريكية من العراق نهاية العام 2011". وأضاف "أما هل ستنسحب أمريكا بسفاراتها وقنصلياتها ونفوذها من العراق؟ فلا، وستبقى بالتأكيد (لأن) هناك علاقات واتفاقيات تعاون طويل الأمد بين العراق والولايات المتحدة". ومن المقرر أن تغادر القوات الأمريكية، وعددها حوالي 47 ألف عسكري آخر ديسمبر 2011، وفقا للاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نوفمبر 2008. ويدعو المسؤولون الأمريكيون نظراءهم العراقيين إلى تحديد موقفهم من إمكانية الطلب من القوات الأمريكية المتبقية تمديد فترة وجودها في البلاد، علما أن أيا من القادة العراقيين لم يقدم دعما علنيا لمثل هذا الطلب. وفي هذا السياق، قال المالكي: إن "الأمريكيين يريدون كلمة نهائية بحلول أغسطس المقبل" لاتخاذ قرار بهذا الصدد. لكن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر هدد برفع تجميد جيش المهدي إذا لم تنسحب القوات الأمريكية من العراق في الموعد المحدد. وعلق المالكي، اليوم الأربعاء، على ذلك، قائلا: إن "هذا القرار سيتحمله الوسط السياسي بشكل عام، لأن مقتدى الصدر جزء من الوسط السياسي". لكنه استدرك موضحا "لو أن 80 إلى 90% من العراقيين قالوا نعم، فإن على 10% الباقين أن يمشوا مع الآخرين أو أن ينسحبوا من العملية السياسية، ويمارسوا دورهم بالشكل الذي يرونه مناسبا، أكان موافقا أو مخالفا للدستور أو خروجا عن القانون". ويملك التيار الصدري 40 مقعدا في البرلمان المؤلف من 325 مقعدا. وكان المالكي دعا، السبت الماضي، خلال استقباله وفدا من الكونجرس الأمريكي في بغداد إلى "تفعيل مسارات التعاون" بين العراق والولايات المتحدة "بعد الانسحاب" الأمريكي. وفي 26 أبريل أكد وجود نقص لدى قواته لحماية البلاد من الاعتداءات الخارجية، لكنه أعرب عن اطمئنانه من عدم وجود خطر يهدد بلاده من الدول المجاورة بعد انسحاب القوات الأمريكية.