أكد مصدر بالكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية نبأ تأجيل زيارة رئيسها، الأنبا متياس الأول بطريرك إثيوبيا، إلى القاهرة التي كانت مقررة يوم 25 أبريل الجاري. ونقلت وكالة "الأناضول" عن المصدر، إن "الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية أبلغت نظيرتها بمصر بتأجيل الزيارة" لأجل غير مسمى. وأرجع المصدر تأجيل الزيارة إلى "الأجواء السياسية المتوترة بين إثيوبيا مصر" على خلفية سد النهضة، وقال إن "الزيارة إذا ما تمت في الوقت الحالي لن تأتي بنتائج ايجابية، مما دفع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية إلى تأجيلها حفاظا على العلاقات الثنائية بين الكنيستين". وكانت الوكالة ذاتها نقلت أمس عن مصدر كنسي مصري قوله إن الأنبا متياس الأول أرجأ زيارته التي كانت مقررة للقاهرة يوم الجمعة المقبل، إلى أجل غير مسمى. ويرى مراقبون أن تأجيل زيارة الأنبا متياس إلى القاهرة تأتي برغبة من الجانبين للحفاظ على علاقات الكنيستين الإثيوبية والمصرية، في ظل التراشق الإعلامي والسياسي بين المسؤولين كل من أديس أباباوالقاهرة بسبب سد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا على مياه النيل، وتعترض مصر على بنائه لما تقول إنه سيؤثر على حصتها من مياه النهر. كانت إثيوبيا أعلنت في مايو الماضي، وبشكل مفاجئ، بدء تحويلها مجري نهر النيل الأزرق (أحد الروافد الرئيسية لنهر النيل)؛ تمهيدًا لبناء سد النهضة لتوليد الكهرباء، حيث شرعت في البناء بعد ذلك بالفعل. وأثارت هذه الخطوة غضبا رسميا شعبيا واسعا في مصر وتحفظا رسميا؛ خوفًا من تأثير السد على حصة مصر من مياه النيل وعلى قدرة "السد العالي" المصري على توليد الكهرباء. وأرجأ بطريرك إثيوبيا في شهر يونيه الماضي، زيارته إلى القاهرة، والتي كانت مقررة لمدة 4 أيام، على خلفية التوتر المصري الإثيوبي. كما ألغى البابا تواضروس الثاني، بابا أقباط مصر، زيارته إلى إثيوبيا، والتي كان مقررًا لها في منتصف سبتمبر الماضي، للسبب ذاته. ونفى البابا تواضروس الثاني في تصريحات سابقة ل"الأناضول" تكليفه رسميًا من أية جهة في مصر بالتوسط لدى الكنسية الإثيوبية بخصوص سد النهضة. وقال في حوار أجرته معه قناة "الوطن" الكويتية في مارس الماضي، إن "علاقة الكنيسة الإثيوبية وتأثيرها يكاد يكون هو التأثير الأول في إثيوبيا في السابق، إلا أن الأمر في الوقت الحالي أصبح سياسيًا بالدرجة الأول". وكانت الكنيسة الإثيوبية تتبع الكنيسة المصرية حتى عام 1959، حين منح بابا أقباط مصر الراحل البابا كيرلس السادس رأس الكنيسة الإثيوبية لقب "بطريرك" لتستقل كنيسة أديس أبابا.