"جعل الله الرحمة في مائة جزء، فأمسك عنده تسعة وتسعين جزءًا، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه"، هكذا أشار النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبوهريرة في حديثه عن التراحم بين الخلق حتى بين الحيوانات. ولعل هذه الصور التي التقطتها عدسة المصور الأمريكي، إيفان شيل، في رحلة مع زوجته ليزا هلزوار في جمهورية بوتسواناجنوب الصحراء الكبرى بين قرد صغير ولبوة ضخمة، بعد أن افترست أمه تعكس هذه النزعة الفطرية التي ربما غابت عن بعض البشر في هذه الأيام. زوجة المصور كتبت في مدونتها "ذا ليو كرونوكلز" كيف قتلت اللبوة الضخمة أنثى قرد أفريقي ليبقى ابنها الصغير وجها إلى وجه أمام الحيوان المفترس، إلا أن لحظة لطيفة عمت بعد ذلك حاول فيها القرد الصغير الرضاعة من اللبوة التي بدورها جلست بلطف إلى جانبه بدلاً من أن تبتلعه. وبينت الصور محاولات لبوات أخريات الهجوم على القرد، ودفاع اللبوة المفترسة عنه، لتنتهي القصة بوصول القرد الصغير إلى بر الأمان بعد إنقاذ والده له بشجاعة.