علي طريقة أسطورة طرازان ، الطفل الذي ربته حيوانات الغابة عاشت "تيبي" الفتاة ذات العشرة أعوام في أفريقيا وأقرب أصدقائها الفهد و الفيل والقرد.. ولدت "تيبي" في ناميبيا وذلك نظرا لطبيعة عمل والديها التي تستعدي منهما السفر و التنقل الدائم خاصة في غابات أفريقيا، حيث كانا مصوران للطبيعة والحيوانات ، لذلك فقد عاشت طفلتهم أول عشرة أعوام من حياتها غي غابات دول أفريقيا المختلفة، بداية من ناميبيا التي ولدت فيها إلى بوتسوانا و زيمبابواي وعدة دول في شمال افريقيا. تقول والدة "تيبي" ان ابنتها حظت بفرصة أكثر من رائعة في بداية حياتها ولا يمكن إنكار التأثير الذي أحدثته تلك الفترة على سلوكها و طريقة تفكيرها ونظرتها للحياة فقد كانت تعيش قدرا كبيرا من الحرية لا يحصل عليه أي شخص كما أنها استطاعت التواصل مع العديد من الحيوانات حتى الخطيرة والمفترسة منها، فقد كان من الغريب ان أعرف ان صديق ابنتي المقرب و الوفي هو "فهد" وآخر تدعوه بأخيها الأكبر "فيل".. والغريب في الأمر أن تلك الحيوانات المفترسة لم تحاول حتى ولو مرة إخافتها وإنما على العكس كانت تتواصل مع الفتاة الصغيرة كما لو كانت تتحدث معها ، لذلك اسماها سكان القبائل الأفريقية " الفتاة التي تتحدث مع الحيوانات" وأحبوها وأعتبروها جزءا من عائلتهم وعلموها كثيرا من خبراتهم مع الطبيعة.. بعد 10 سنوات اضطرت العائلة للرحيل من أفريقيا لكنهم عادوا مرة أخرى بعد عدة سنوات بسبب رغبة "تيبي" في مقابلة صديقها الفهد وعلى الرغم من أنه قد أصبح ضخما في الحجم إلا أنه كان مازال يذكر صديقته فاقترب منها وتعامل معها كقطة صغيرة لا فهد بري حقيقي. أما صديق "تيبي" الثالث فكان قرد من فصيلة متوحشة، عندما رآها للمرة الأول قام بجذب شعرها بشدة وبصورة مؤلمة كما تروي والدة الفتاة بدافع الغيرة، فالحيوانات المفترسة مهما كانت علاقتها بك لا يمكنك أبدا التنبؤ بسلوكها، لكنهم أصبحوا بعد ذلك أصدقاء بشكل كبير. وتعيش "تيبي" حاليا في فرنسا مع والديها ونشرت كتاب مليء بالعديد من الصور والذكريات عن حياتها بأفريقيا في العشرة سنوات كما أنها تدرس السينما لرغبتها في نشر وجهة نظرها عن تجربتها حول العالم.