تحولت ثورة 25 يناير إلى بيزنس للبعض , البيزنس هذا وصل إلى حد طرح منتج في الاسواق اسمه لحاف الثورة , والكارثة أن اعلان هذا اللحاف يعرض في الفضائيات مستعرضا مميزات لحاف الثورة ف "وزنه 5 كيلوغراما يعنى بمقام 4 لحاف آخر، والأخطر ان مقاسه 220 × 240سم، والحشو من أرقى أنواع الفايبر الحراري.. يلا يا مصر كلنا ها نتغطى بعلم مصر" و" سعره 199 جنيها، وهناك خصم فوري 49 جنيها اذا اشتريت اثنين معا.. والتوصيل مجاني.. يلا اتصل على تبارك لتحصل على لحاف ثورة مصر"!! هناك تساؤلات مهمة : ماذا لو تبول الاطفال على اللحاف ماذا يكون موقف لحاف الثورة؟ وهل معنى ذلك ان الثورة تعرضت لاهانة "ساخنة"؟ وهل من الممكن ان نشهد خلال الايام المقبلة : ملابس داخلية بعلم مصر يطلق عليها "بوكسرات الثورة" ؟ دعك من لحاف الثورة هل شاهدت فستان الثورة ..فستان سوارية بألوان علم مصر ..بلاش..هل اشتريت كارت من كروت الثورة ؟.. بامكانك ان تشتري كارت عليه صور جميع الشهداء الذين سقطوا اثناء الثورة وبجنية واحد بس ..هل ارتديت تي شيرت الثورة ب25 جنية ..واذا فاصلت يمكنك الحصول عليه ب 20 جنية و"بس"! البيزنس "الحقير" احد افرازات ما بعد الثورة وهذا البيزنس لا يقتصر على بيع المنتجات التي تتاجر بالثورة , لكن هناك اشخاص هم انفسهم سلعة وبالتالي يسعون إلى تسويق انفسهم في بيزنس أحقر من ذلك بكثير . كان الراحل توفيق الدقن يطلق ما يشبه النبوءة عندما قال في فيلم الشيطان يعظ "الايفيه" الشهير : كلكوا بقيتوا فتوات ؟ امال مين اللى حيتضرب؟؟, والحقيقة ان الجملة الواردة في الفيلم الذي تم انتاجه في العام 1981 وهو نفس عام تولي الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك مهمته في تعذيب مصر تنطبق على المشهد الحالي في مصر بعد ثورة 25 يناير..الجميع ابرياء ..لم يتورط احد في الفساد ..الكل "طيب" و"غلبان" ومظلوم ..ولا مانع من لعب دور البطولة ايضاًَ على جثث شهداء الثورة الفنانة وفاء مكي تتهم حبيب العادلي بتلفيق قضية تعذيب الخادمتين لها وتقول "يمهل ولا يهمل" , والمذيعة اماني ابو خزيم تقول انها رفضت الاعتذار للهانم سوزان مبارك فزجت بها بالسجن في قضية رشوة , ووفاء عامر تقول ان قضية الدعارة التي تورطت فيها مع حنان ترك كانت ملفقة من قبل المسئولين في وزارة الداخلية , ولميس الحديدي تؤكد ان سوزان مبارك كانت ب"تغير منها" ومن "شياكتها" وتامر حسني يقول ان ثوار التحرير فاهمينه غلط! امين عام الحزب الوطني السابق حسام بدراوي قال انه قدم استقالته من الحزب اكثر من مرة وانه لم يكن متوافقاً معه , , وعمرو حمزاوي الذي يسعى لتأسيس حزب سياسي يتبرأ من نشاطه السابق في الحزب الوطني , أما في عالم الصحافة فقد تحولت الصحف القومية بشكل فاضح بقيادة الاهرام التي تبرأت في 12 فبراير الماضي من تعبيرات "القلة المندسة" و"الاجندة الخارجية" إلى (الشعب أسقط النظام) سؤال ما القاسم المشترك بين كل هؤلاء: انه البيزنس يا اعزائي! [email protected]