ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أنه يجب على الغرب أن يستعد لصراع طويل مع روسيا بسبب استيلائها على شبه جزيرة القرم الأوكرانية. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها في 27 مارس أن هذا يتطلب مراجعة شاملة لعمليات انتشار حلف شمال الأطلسي واستراتيجيته في أوروبا، كما يتطلب انتشارا أكثر إلى الأمام في دول خط المواجهة مثل بولندا وإستونيا ولاتفيا. وتابعت "واشنطن بوست" أن أهم وسيلة لاحتواء التهديد الروسي ستكون اقتصادية وسياسية، وهذا يشمل منع أي غزو محتمل لشرق أوكرانيا، وأفضل طريقة لوقف مثل هذا الغزو, هي أن يفصل الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وغيرهما من الزعماء بوضوح أكثر ماهية العقوبات التي ستوجه ضد روسيا في حالة حدوث غزو. وكان أوباما رفض مبررات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية، وحث "شركاء واشنطن" في حلف الناتو على تعزيز التحالف لمواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا، في حين هدد المجلس الأوروبي بتشديد العقوبات على موسكو في حال حدوث تصعيد جديد بأوكرانيا. وقال أوباما في خطاب ألقاه في بروكسل في 26 مارس حول العلاقات الأميركية الأوروبية :"إن مجرد وجود تاريخ طويل لروسيا مع أوكرانيا لا يعني أن في مقدورها أن تحدد لأوكرانيا مستقبلها، ولا يمكن لأي قدر من الدعاية أن يجعل أمرا يعرف العالم أنه خاطئ أمرا صائبا". ورد الرئيس الأمريكي على منتقديه الجمهوريين الذين يطالبونه بموقف أكثر تشددا, قائلا :"الوقت ليس وقت التهديد، ليست هذه عودة للحرب الباردة ولا توجد ردود سهلة ولا يوجد حل عسكري". لكنه دعا في الوقت نفسه شركاء الولاياتالمتحدة في الناتو إلى تعزيز التحالف في مواجهة "القوة الغاشمة" لروسيا. وأكد أن حلف الأطلسي "لن يهتز"، وأن دوله "لن تكون وحدها أبدا"، وقال :"اليوم تقوم طائرات الحلف بدوريات في سماء دول البلطيق كما عززنا وجودنا في بولندا، ونحن على استعداد للقيام بالمزيد". ورفض أوباما مقارنة التدخل الروسي في أوكرانيا بالحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة في العراق، أو بحملة الناتو لطرد القوات الصربية من كوسوفو، وقال إنه في الحالتين انسحبت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها من الأراضي الأجنبية. وحذر من أن عزلة روسيا ستصبح "أكثر عمقا" إذا واصلت السير على النهج الحالي، معتبرا أن "الثمن على اقتصاد روسيا وعلى وضعها في العالم سيزداد كلفة". وقال أوباما أيضا إن الأزمة الأوكرانية تشكل "لحظة اختبار لأوروبا والولاياتالمتحدة والنظام الدولي