دوام الحال من المحال, , فبعد ضم شبه جزيرة القرم لروسيا يثبت ذلك انتصار 'بوتين 'و يكشف فشل أوروبا بأنها غير قادرة علي التعامل بشكل فعال مع الأزمة الأوكرانية, مشيرا إلي أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما يبدو هو أيضا عاجزا تماما أمام قوة بوتين.. و أن ما حدث يكشف ان 'العالم لم يعد ملكاً لأمريكا'.. وأتحدث بالطبع عن محاولة الولاياتالمتحدة لمنع 'فلاديمير بوتين 'من ضم شبه جزيرة القرم، وأن ما حدث مؤخراً من ضم روسيا للإقليم الأوكراني، ومأساة اختفاء طائرة الركاب الماليزية رغم بساطتهما لكن كان ذلك بمثابة هزيمة مذلة.. ورغم ما تتمتع به أمريكا من تقدم تكنولوجي هائل, , لكن عملية البحث عن الطائرة أظهرت أنه من الممكن أن تختفي طائرة ركاب جامبو من دون أي أثر.. أما الأحداث في 'أوكرانيا ' فكشفت عن أنه رغم أن الولاياتالمتحدة يحلو لها وصف نفسها بالقوي العظمي الوحيدة في العالم، لكنها لم تستطيع منع روسيا من انتزاع قطعة أرض من دولة مجاورة لها. فأن القضية الأولي، والتي تتميز بالغموض والتشويق في نفس الوقت، تبدو أكثر جذبا للانتباه.. لكن قضية الطائرة استطاعت أن تجذب انتباهنا بعيدا عن قضية شبه جزيرة القرم، والتي كشفت بوضوح عن مدي محدودية تأثير ونفوذ الولاياتالمتحدة الان.. فمنذ الحرب العالمية الثانية، ضمت روسيا الأراضي الأوروبية الواحدة تلو الأخري، وسط سخرية وعقوبات اميركية. فيعتبر غزو روسيا لأوكرانيا ما هو إلا نتاج ضعف الرئيس أوباما، الذي حدث بسبب محاولة إدارته استئناف العلاقات بشكل تصالحي مع روسيا، وكذلك فشله في فرض كلمته فيما يخص الصراع في سوريا.. إما بوتين فقد قال 'من ليس معنا فهو ضدنا' في الوقت الذي كان أوباما يتحدث فيه في البيت الأبيض عن طريق لحل الأزمة، كانت مهمة الروس في شبه جزيرة القرم قد انتهت بالفعل.. وجاء رد أوباما علي ضم القرم 'نحن لا نريد اتخاذ خطوات من شأنها إضافة المزيد من الزخم الحاصل في الوقت الحالي من عسكرة الوضع' وما يمكن أن تفعله الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي هو أن يسعيا في دعم الاقتصاد الأوكراني، بينما يطمئن حلف شمال الأطلسي 'ناتو' بولندا ودول البلطيق في أوروبا الشمالية ' إستونيا و لاتفيا و لتوانيا 'بأنه سيقوم بالتزاماته الدفاعية علي أكمل وجه، فقد تؤدي العقوبات الاقتصادية القاسية التي تستهدف صناعة الطاقة الروسية علي سبيل المثال' إلي اشتعال أزمة أكبر في الإقليم، في الوقت الذي تتعاون فيه الولاياتالمتحدة مع روسيا في قضايا الحد من انتشار الأسلحة النووية، بالإضافة إلي المحادثات الحالية مع إيران'، لكن العقوبات المحدودة التي أعلنت عنها الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي حتي الآن هو فرض عقوبات علي 'بنك روسيا' لأن مالك البنك صديق مقرب من بوتين فلا تستعجبوا من فرض هذه العقوبات من دولة تطلق علي نفسها ديمقراطية, , و رد بوتين علي ذلك بأنه أمر البنك المركزي الروسي بدعم هذا البنك, , كما قام صباح اليوم بفتح حساباً شخصياً له في بنك روسيا .