قال السيناتور الجمهوري الأمريكي وعضو بلجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأمريكي ماركو روبيو إن ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم يمثل تحديا مباشرا وتهديدا طويل الأمد للنظام الدولي ما بعد الحرب العالمية الثانية الذي قدمت الولاياتالمتحدة والعديد من حلفائها تضحيات عظيمة لتحقيقه على مر ال 7 عقود الماضية. ولفت روبيو- في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية- إلى مقترح البعض بأن القرم لا تستحق إثارة حدة التوتر مع روسيا نظرا لوجود مصالح أخرى أكثر أهمية.. مضيفا أنه على الرغم من أنه يفضل تجنب الصراع كلما أمكن، إلا أن التاريخ يظهر أن الاعتداءات غير الشرعية التي لا يتم التصدى لها تؤدي لصراعات أشد خطورة في المستقبل. وأضاف السيناتور أنه من حسن الحظ أن التحركات غير الشرعية لبوتين وحدت بين الولاياتالمتحدة وحلفائها في العالم الحر لمعارضته، ولكن على الرغم من أن تحركات الرئيس الأمريكي باراك أوباما وحلفاء أمريكا الأوروبيين حتى الآن مرحب بها، إلا أنها ليست كافية لمواجهة الإصرار الروسي على إعادة رسم حدود أوروبا عنوة.. مضيفا أنه ينبغي يقابل ضم بوتين للقرم بعواقب وخيمة وفورية لنظامه وكل من ينتفع به. وسرد روبيو أمثلة لهذه العقوبات.. قائلا إنه ينبغي استغلال القروض التي تقدمها الولاياتالمتحدةلروسيا للضغط عليها.. مضيفا أنه ينبغي توسيع نطاق العقوبات المالية والتأشيرات الأمريكية على المسؤولين الروس لتشمل بوتين وشبكته من الحلفاء السياسيين ورجال الأعمال، لذا ينبغي علينا التعاون مع شركائنا في أوروبا لإصدار برنامج استرداد المدخرات لتحديد غنائم فساد النظام الروسي والتي غالبا ما تخبأ بالخارج. وأشار روبيو إلى ضرورة عزل روسيا دبلوماسيا بدلا من مجرد إلغاء اجتماع قمة أو مباحثات فنية..مضيفا أنه ينبغي عزل روسيا فورا من كل المنتديات الدولية بما في ذلك مجموعة الثماني..مشيرا إلى ضرورة حل مجلس الناتو- روسيا، كما ينبغي عدم السعى إلى التعاون مع روسيا بشأن التحديات الاستراتيجية العالمية حتى يتاح لشعب القرم فرصة حرة ونزيهه لتقرير مصيره دون أي ضغوط خارجية. وتابع روبيو قائلا إنه ينبغي عدم التعامل مع روسيا على أنها شريك مسؤول عن أي قضية عالمية رئيسية..موضحا ضرورة إدراك الشعب الروسي أن تصرفات بوتين ستؤدي إلى تراجع مكانة روسيا كقوة عالمية ولن تعود بها إلى المجد السوفيتي. وأوضح روبيو أنه لتحقيق هذه الغاية، ينبغي على أوباما حث حلفاء أمريكا على فرض حظر على توريد الأسلحة لروسيا، حيث أنه من غير المنطقي أن يرسل حلفاء حلف الأطلسي "الناتو" أسلحة لموسكو بالرغم من انتهاكها للسيادة الأوكرانية. كما رحب روبيو بفكرة وجود نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن في المنطقة هذا الأسبوع ليجلب رسالة من الطمأنينة لحلفائنا وشركائنا، معربا عن أمله في أن تتضمن هذه التعهدات ردا محددا وواضحا على مطالب جورجياوأوكرانيا للحصول على دعم عسكري مهلك من الولاياتالمتحدة .. حيث أنه من العار أن ترفض إدارة أوباما طلب أوكرانيا للحصول على أسلحة وتبادل المعلومات الاستخبارية ومساعدات آخرى في الوقت الذي تحاول فيه روسيا تقسيم الأراضي الأوكرانية، مشيرا إلى ضرورة نشر معدات عسكرية إضافية وأفراد أمريكيين في دول حلفائنا بما فيهم بولندا ودول البلطيق.