امتد الصراع بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي والمجلس الوطني الانتقالي إلى خارج الحدود الليبية، وكانت ساحته مقر المندوبية الدائمة للجماهيرية لدى جامعة الدول العربية بالقاهرة، التي شهدت معركة حامية الوطيس بين المواليين للنظا الليبي والمندوب الدائم المستقبل لدى الجامعة السفير عبد المنعم الهوني. وقام أنصار القذافي بطرد أنصار المعارضة من المبنى وإنزال العلم الليبي القديم ورفع علم القذافي وسط اتهامات للمعارضة بالخيانة والعمالة للغرب. واستمرت المناوشات بين الجانبين لأكثر من ثلاث ساعات عجزت معها أجهزة الشرطة عن وقف التراشق بينهما، إلى أن قامت بطلب نجدة من القوات المسلحة التي وصلت إلى مقر المندوبية وفرضت حصارا امنيا مكثفا حولها لعدة ساعات. ورفضت الوحدة العسكرية التي حضرت لتأمين المبنى السماح للقائم بالأعمال الليبي في القاهرة السفير علي مري والسفيرة سلمي راشد المندوبة الجديدة للجماهيرية لدى الجامعة العربية من دخول المقر إلا بعد انتزاع تعهدات منهما بدخوله "بشكل مؤقت" قبل إخلائه بمن فيه من أنصار القذافي وإبقاء الوضع على ما هو عليه. وأعلن مصدر عسكري رفيع المستوى رفض نشر اسمه، أن التعليمات قد صدرت إليه بالسماح المؤقت للمسئولين الليبيين الموالين للقذافي بدخول المبنى لتأمينه وإخلائه قبل أن يخضع المجلس الأعلى للقوات المسلحة النزاع للدراسة ويقرر لمن له الشرعية في دخول المبنى. وخلال هذه الساعات، ظل الفريقان المتصارعان داخل وخارج مقر المندوبية الليبية يرددان الهتافات التي تعبر عن شرعيته، وسط اتهامات من جانب أنصار الزعيم الليبي للمعارضة بجلب الغزو الأجنبي لليبيا، فيما رددت المعارضة باتهام القذافي بالمسئولية عما ألت إليه الأوضاع في ليبيا. في سياق متصل، جدد عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية رفضه تسليم إدارات الاعتماد الخاصة بالمندوبة الليبية الجديدة لدى جامعة الدول العربية دون أن يقدم مبررات توضح هذه الخطوة وإن كانت مصادر قد ربطتها بوجود اتجاه لدى الجامعة العربية بدعم المجلس الانتقالي الليبي. في الأثناء، علمت "المصريون" أن هناك مساعي داخل البرلمان العربي الانتقالي بسحب الثقة من الدكتورة هدى بن عامر رئيس البرلمان الليبية الجنسية، حيث يعتبرها البعض من رموز نظام القذافي وإن كانت بعض الدول تتحفظ على الأمر. في غضون ذلك، تراجع العام للامم المتحدة بان كي مون عن زيارة ميدان التحرير أمس ، لتفقد المكان الذي تحول لرمز للثورة الشعبية في مصر التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك، بعد أن أحاط به نحو 50 متظاهرا مؤيدًا للزعيم الليبي معمر القذافي. وكان بان كي مون متوجها لزيارة الميدان بعد اجتماعه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية، عندما تفاجئ بالمتظاهرين يرددون هتافات ضد المنظمة الدولية، بعد أيام من إقرار مجلس الأمن فرض منطقة حظر جوي فوق الأراضي الليبية وتوجيه ضربات محددة للنظام الليبي. وهتف المتظاهرون "تسقط الولاياتالمتحدة" و"ليبيا، ليبيا"، وحملوا لافتات والعلم الليبي واندفعوا باتجاه بان كي مون ووفده المكون من 15 شخصا. وتدخلت عناصر الشرطة والجيش للسماح لبان كي مون والوفد المرافق له بالعودة إلى مقر الجامعة العربية المجاور للميدان. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن خولة مطر مدير المركز الإعلامي للأمم المتحدةبالقاهرة التي ترافقه خلال زيارته لمصر، إن بان كى مون كان ينوي زيارة ميدان التحرير الذي شهد ثورة 25 عندما حاول ما بين 20 إلى 30 شخصا عرقله خروجه مرددين "تسقط تسقط أمريكا وإيطاليا"، مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة للعودة إلى مقر جامعة الدول العربية. وأعربت عن اعتقادها بأن بعض من هؤلاء الأشخاص من الليبين المقيمين في مصر يريدون التعبير عن غضبهم بسبب قيام التحالف الغربي بشن هجمات جوية على ليبيا تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي بحظر الطيران علي ليبيا.