شهد مقر الامانة العامة لجامعة الدول العربية الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب وذلك لمناقشة تطورات الأوضاع في ليبيا وبلورة الموقف العربي تجاهها. وتم خلال الاجتماع بحث آخر تطورات الأوضاع في ليبيا وكيفية التعامل العربي معها، وتم بحث الخطوات الواجب اتخاذها للتعامل مع التطورات الراهنة بهدف حقن الدماء والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية. وقد أكد وزراء الخارجية العرب في بيان لهم في ختام الاجتماع على التعاون والتواصل مع المجلس الوطني الانتقالي الليبي، وتوفير الدعم العاجل والمستمر للشعب الليبي وتوفير الحماية اللازمة له إزاء ما يتعرض له من انتهاكات جسيمة وجرائم خطيرة من جانب السلطات الليبية الأمر الذي يفقدها الشرعية، وفتح قنوات للحوار مع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله ثوار ليبيا في بنغازي لبحث سبل توفير الدعم والمساندة للشعب الليبي وحمايته. كما دعا وزراء الخارجية العرب الدول الأعضاء والدول الصديقة والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني العربية والدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الليبي ومساندته في هذه الفترة الحرجة من تاريخه، وتوجيه الشكر للدول والهيئات التي تقوم بتقديم مثل هذه المساعدات العاجلة وكذلك للدول التي تساهم في إجلاء المواطنين العرب الذين يرغبون في مغادرة ليبيا، وقرر الوزراء العرب مواصلة التنسيق إزاء الموقف في ليبيا مع الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد الأوروبي. وأكد مجلس الجامعة العربية التزامه بالحفاظ على وحدة الأراضي الليبية والسلم الأهلي وضمان سلامة وأمن المواطنين الليبيين والوحدة الوطنية للشعب الليبي واستقلاله وسيادته على أرضه ورفضه لكافة أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا، مؤكدا أن عدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لإنهاء هذه الأزمة سيؤدى إلى التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية الليبية، ودعا وزراء الخارجية العرب إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، في خطوة من شأنها دفع الجهود الدولية لاتخاذ قرار بهذا الشأن، خاصةً بعدما دعت العديد من المنظمات العربية والإسلامية إلى قرار مماثل، بهدف وقف "حملة القمع"، التي يتعرض لها المدنيون على يد القوات الموالية للزعيم الليبي، معمر القذافي. وقد عقد السيد عمرو موسى أمين عام جامعة القاهرة مؤتمرا صحفيا بعد الاجتماع ، وفي ورده على سؤال حول آليات تنفيذ قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا، أكد موسى أنه تم تقديم طلب رسمي من مجلس الجامعة العربية، إلى مجلس الأمن بهذا الشأن، كما أشار إلى أن هناك توصية ببدء التعاون والتواصل مع "المجلس الوطني الانتقالي"، الذي يضم قادة المعارضة في ليبيا، وحول أسباب عدم اعتراف الجامعة العربية بالمجلس الانتقالي رسمياً، قال الأمين العام للجامعة إن التعامل مع المجلس يعني الاعتراف به، وقال إنه لا يمكننا التعامل مع أي كيان إلا إذا كنا نعترف به، أو على الأقل الاعتراف بأنه كيان له وجود. جدير بالذكر أن المسئولون بالجامعة منعوا مبعوث القذافي من حضور الاجتماع، حيث أن القذافي أرسل سلمي راشد إلي القاهرة مكان عبد المنعم الهوني، مندوب ليبيا في جامعة الدول العربية الذي استقال من منصبه احتجاجا علي قمع المتظاهرين، وأكد السفير هشام يوسف، مدير مكتب الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي، أن أعضاء البعثة الليبية لن يسمح لهم بالمشاركة في القمة، قائلا"الليبيون لن يحضروا الاجتماع، بناء علي قرار جامعة الدول العربية في الثاني من مارس بتعليق عضوية ليبيا".