بعد قبول الطعن على وضعه ب«قوائم الإرهاب».. هل يحق ل أبوتريكة العودة إلى القاهرة؟    وزير التعليم: حريصون على بذل الجهود لدعم التمكين الحقيقي للأشخاص ذوي القدرات الخاصة    وزير الصحة يشيد بدور التمريض في رعاية مصابي غزة    الحصاد الأسبوعي لوزارة التعاون الدولي.. مشاركات وفعاليات مكثفة (إنفوجراف)    اليوم ختام رايز أب 2024 بحضور رئيس الوزراء    «مستقبل وطن»: إدانة مصر للممارسات الإسرائيلية أمام المحكمة الدولية خطوة لحل القضية    حزب الله: استهدفنا تجمعا لجنود الاحتلال الإسرائيلي في ثكنة راميم بمسيرة هجومية    إجلاء آلاف الأشخاص من خاركيف وسط مخاوف من تطويق الجيش الروسي لها    إعلام عبري: تفكيك كابينت الحرب أقرب من أي وقت مضى    حزب الله يعلن استهداف تجمعا لجنود الاحتلال بثكنة راميم    عودة صابر وغياب الشناوي.. قائمة بيراميدز لمباراة الإسماعيلي في الدوري    «شكرا ماركو».. جماهير بوروسيا دورتموند تودع رويس في مباراته الأخيرة (فيديو)    نجم الترجي السابق ل «المصري اليوم»: إمام عاشور قادر على قلب الطاولة في أي وقت    بوروسيا دورتموند يتفوق على دارمشتات بثنائية في الشوط الأول    قرار مهم من محافظ المنوفية بعد تداول أسئلة مادة العربي للشهادة الإعدادية    هام لطلاب الثانوية العامة.. أجهزة إلكترونية ممنوع دخول لجان الامتحان بها    حبس المتهم بسرقة مبالغ مالية من داخل مسكن في الشيخ زايد    «القومي للمرأة» يشارك في افتتاح مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة    صابرين تؤكد ل«الوطن»: تزوجت المنتج اللبناني عامر الصباح منذ 6 شهور    حكم شراء صك الأضحية بالتقسيط.. علي جمعة يوضح    وزير الصحة: «الذكاء الاصطناعي» لا يمكن أن تقوم بدور الممرضة    جامعة طنطا تقدم الرعاية الطبية ل6 آلاف و616 حالة في 7 قوافل ل«حياة كريمة»    مصرع طفلة دهستها سيارة "لودر" في المرج    بعد الانخفاضات الأخيرة.. أسعار السيارات 2024 في مصر    «الحرية المصري»: مصر لن تتخلى عن مسئولياتها تجاه الشعب الفلسطيني    عاشور: دعم مستمر من القيادة السياسية لبنك المعرفة المصري    السفيرة سها جندي تترأس أول اجتماعات اللجنة العليا للهجرة    تعرف على تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي.. في العناية المركزة    مسؤولو التطوير المؤسسي بهيئة المجتمعات العمرانية يزورون مدينة العلمين الجديدة    وزير الرياضة يترأس لجنة مناقشة رسالة دكتوراه ب"آداب المنصورة"    محافظة القاهرة تنظم رحلة ل120 من ذوي القدرات الخاصة والطلبة المتفوقين لزيارة المناطق السياحية    فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة يحتل المرتبة الثالثة في شباك التذاكر    مصر تنافس على لقب بطولة CIB العالم للإسكواش ب3 لاعبين في المباراة النهائية    بعد الخلافات العديدة.. إشبيلية يعلن تجديد عقد نافاس    8 تعليمات مهمة من «النقل» لقائدي القطارات على خطوط السكة الحديد    «المصل واللقاح»: متحور كورونا الجديد سريع الانتشار ويجب اتباع الإجراءات الاحترازية    «الصحة»: وضع خطط عادلة لتوزيع المُكلفين الجدد من الهيئات التمريضية    الأحجار نقلت من أسوان للجيزة.. اكتشاف مفاجأة عن طريقة بناء الأهرامات    أستاذ الطب الوقائي: الإسهال يقتل 1.5 مليون شخص بالعالم سنويا    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    جوري بكر تتصدر «جوجل» بعد طلاقها: «استحملت اللي مفيش جبل يستحمله».. ما السبب؟    طلاب الإعدادية الأزهرية يؤدون امتحاني اللغة العربية والهندسة بالمنيا دون شكاوى    محافظ المنيا: استقبال القمح مستمر.. وتوريد 238 ألف طن ل"التموين"    أبرزهم رامي جمال وعمرو عبدالعزيز..نجوم الفن يدعمون الفنان جلال الزكي بعد أزمته الأخيرة    نهائي أبطال إفريقيا.. 3 لاعبين "ملوك الأسيست "في الأهلي والترجي "تعرف عليهم"    موناكو ينافس عملاق تركيا لضم عبدالمنعم من الأهلي    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة فى مواجهة جرائم التهريب ومخالفات الإجراءات الجمركية    وزير الري يلتقي سفير دولة بيرو لبحث تعزيز التعاون بين البلدين في مجال المياه    25 صورة ترصد.. النيابة العامة تُجري تفتيشًا لمركز إصلاح وتأهيل 15 مايو    "الإسكان": غدا.. بدء تسليم أراضي بيت الوطن بالعبور    مسئولو التطوير المؤسسي ب"المجتمعات العمرانية" يزورون مدينة العلمين الجديدة (صور)    خبيرة فلك تبشر الأبراج الترابية والهوائية لهذا السبب    ما حكم الرقية بالقرآن الكريم؟.. دار الإفتاء تحسم الجدل: ينبغي الحذر من الدجالين    الفصائل الفلسطينية تعلن قتل 15 جنديا إسرائيليا فى حى التنور برفح جنوبى غزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 18-5-2024    حادث عصام صاصا.. اعرف جواز دفع الدية في حالات القتل الخطأ من الناحية الشرعية    المستشار الأمني للرئيس بايدن يزور السعودية وإسرائيل لإجراء محادثات    الأرصاد: طقس الغد شديد الحرارة نهارا معتدل ليلا على أغلب الأنحاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جمال فهمى : يا رب يا مغيث أحفظنا من صراصير التوريث...ورئيس تحرير العربى يقول ان سب هيكل من علامات نهاية النظام الحاكم...وكاتب بالاهرام يطالب بتعديل جديد للمادة 76 لحل مشكلة التوريث...ومدير تحرير الوفد يتحدث عن مشوارنعمان جمعة من السلطة الى الوحل...وم
نشر في المصريون يوم 03 - 04 - 2006

نبدأ جولتنا من جريدة العربى الصادرة عن الحزب الناصرى ومقال جمال فهمى والذى يرد بعنف على الحملة الصحفية التى دشنها الصحفيون المحسوبون على لجنة السياسات بالحزب الوطنى التى يراسها جمال مبارك والذين فتحوا النيران بكثافة على محمد حسنين هيكل بعد حديثه عن مخطط التوريث وتاكيده على انه سيتم حسم القضية هذا العام وان مبارك الاب سيشرف على عملية نقل السلطة لابنه فى حياته وهو الامر الذى اقام الدنيا ولم يقعدها لدرجة ان المهاجمين لهيكل فى مؤسسة روزاليوسف المقربة من لجنة السياسات تعدوا اللياقة فى النقد ووصف رئيس تحريرها عبد الله كمال الاستاذ هيكل بأوصاف كان اقلها الالعبان والبهلوان ..وجاء رد جمال فهمى متمشيا مع النقد والشتيمة فوصف صحفيى لجنة السياسات بالصراصير وحشرات البالوعات وكتب فهمى يقول " ربما لاحظ القارئ الكريم الذى يداوم مشكوراً على قراءة هذه الزاوية، أننى كلما حاولت التفلسف بدأت بسؤال لماذا خلق الله تعالى الصراصير بالذات؟!.. وفى كل مرة كنت أجاوب بما معناه أن الخالق، جلت قدرته، له فى ما خلق ويخلق من كائنات لا تعد ولا تحصى ومنها الصراصير، حكمة قد لا ندركها، برغم تطور فكرنا ووعينا بشئون الكون وسننه وفهمنا بعض علل وأسباب تنوعه وثرائه خصوصا علة توازن الطبيعة والبيئة التوازن الأيكولوجى وبمقتضى هذا التوازن فإن لكل كائن، مهما بدا لنا وضيعا وحقيرا ومقرفا، وظيفة حيوية تستطيع هنا أن تراجع درس أبى قردان صديق الفلاح فى كتاب القراءة الرشيدة. وأعترف بأننى مدين للقارئ العزيز باعتذار عن هذا الاستهلال المقرف، وغالبا حضرتك تسأل الآن مندهشا عن مناسبة العودة لحديث الصراصير؟! لكنك ستعرف المناسبة إذا نظرت حولك وتأملت قليلا فى جيوش الحشرات التى خرجت علينا مؤخرا من بالوعات حزب التوريث ولجنة - لمؤاخذة - سياساته، لتسرح وتمرح على سطح الحياة فى بلادنا، ويتمركز بعضها حاليا وبكثافة لافتة على صفحات بعض الصحف والمجلات الحكومية، صانعة لوحة مرعبة تثير التقزز، أكثر كثيرا مما تثير الغضب. تبدو يا عزيزى وكأنك عرفت من يكون الصرصار المقصود.. إنه هو فعلا.. فتعال معى إذن نستعيذ بالله الذى لا يحمد على مكروه سواه وهيا بنا نغير الموضوع.. واستطرد فهمى قائلا " ولا موضوع ألطف من حوار الأستاذ جمال مبارك مع الزميلة لميس الحديدى الذى بثه تليفزيون الأستاذ أنس الفقى الأسبوع الماضى، وقد أعجبنى فى هذا الحوار مواضع عدة، منها قول الأستاذ جمال إنه لا يقرأ صحف المعارضة، وإنما يكتفى مثل والده بقراءة تقارير عنها، على أساس أن التقارير عموما أصدق أنباء من الصحف. وأعجبنى أيضا رده على سؤال الزميلة لميس بشأن الصياغة الشيطانية لتعديل المادة 76 من الدستور والتى رآها البعض وقد فرغت هذا التعديل الدستورى اليتيم من مضمونه المطلوب، وهو إنهاء تأبيدة الحكم الراهنة، وتمكين الشعب المصرى الصديق من اختيار حاكمه وتغييره بدون انتظار تدخل الملاك عزرائيل، عن طريق إتاحة الفرصة لانتخابات رئاسية تعددية تجرى بنزاهة وحرية بين مرشحين متعددين، وهو أمر صادره التعديل المذكور بعدما فرض شروطا ًجهنمية يعجز الجن الأزرق شخصيا عن الوفاء بها، وقد فصلت تفصيلا على مقاس الرئيس الحالى وأسرته. وإذ وجد الأستاذ مبارك الابن أن مفتاح الإجابة على هذا السؤال تكمن فى طبيعة المضمون الذى كان منتظرا من تعديل مادة الدستور المذكورة، فقد سارع سيادته بإجراء عملية تغيير جنسى بسيطة لهذا المضمون، بدأها بتصحيح الاعتقاد الشائع بأن نصوص الدساتير يجب أن تلبى مطالب وطموحات الشعوب لا الحكام، وبعد ذلك راح وبدون أن يرف له جفن يسرد أمام الزميلة لميس والزملاء المشاهدين، تفاصيل النقاط السبع التى وضعها والده الرئيس باعتبارها تجسد مضمون التعديل المطلوب لسيادته، ثم أخذ الابن يطابق بين ما جاء فى صياغة المادة الجديدة وبين هذه النقاط التى طلبها الوالد، فإذا بها كلها متوافرة وموجودة والحمد لله.. وبالتالى لا تفريغ ولا حاجة أبداً خالص البتة.. ويضيف الكاتب " وبالطبع لا مجال لعرض كل ما يثير الإعجاب فى حوار الأستاذ جمال مع الأستاذة لميس خصوصا تفاصيل الفلسفة التى تقف خلف حماس وإصرار سيادته على الدفع بكبار التجار لتولى الوزارات المختلفة فى الحكومة بحيث يتولى كل تاجر الوزارة التى تناسب تجارته، ومع ذلك لا يستطيع العبد لله أن يدع سطور هذه الزاوية تتآكل دون التوقف والإشادة برد الأستاذ جمال مبارك على ما يثيره البعض عن اغترابه وبعده وعدم معرفته بأحوال الفقراء والغلابة الذين يمثلون الأغلبية الساحقة من سكان السيدة الفاضلة مصر. والحقيقة أن سيادته بدا منطقياً ومقنعا جدا وهو يقول بثقة أنه لم يولد وفى فمه ملعقة ذهب، وأنه عاش طفولة عادية، وكان يذهب إلى النادى، ويمارس - ومازال - رياضة الاسكواش، معتبرا ذلك دليلاً قاطعاً على علاقته الوثيقة بالناس الفقراء الغلابة!!. وطبعا لا يستطيع أى عاقل أو حتى مجنون، أن يشكك فى بديهية أن النوادى بأنواعها المختلفة هى أفضل مكان يمكن للباحث الجاد أن يجد فيها ما يشاء من الفقراء والغلابة، كما أن ملاعب الاسكواش والتنس والكريكت والجولف.. الخ، هى بطبيعتها أماكن نموذجية للاحتكاك بهؤلاء المواطنين الفقراء والاطلاع عن قرب على أوضاعهم وأحوالهم.. وكل عام وحضراتكم بخير. ونظل فى جريدة العربى الناصرية حيث شارك رئيس تحريرها عبد الله السناوى فى المعركة ضد منتقدى هيكل حيث اكد فى مقاله ان سب هيكل من علامات انهيار النظام الحاكم وقرب رحيله ولم يفوت عبدالله السناوى الفرصة دون ان يهاجم نظام الرئيس الراحل السادات وبالطبع اعطى نظام مبارك نصيبه مما يستحقه من الهجوم وكتب السناوى يقول " فى الأيام الأولى من خروجه من الأهرام راهن السادات على نهاية هيكل. ولعله لم يتوقف طويلا أمام دلالة الضجة المصرية والعربية والدولية التى صاحبت خروج هيكل، إلى درجة دعت صحيفة التايمز البريطانية إلى أن تكتب افتتاحيتها عن خروج هيكل واصفة الحدث بأنه لا يفوقه فى الأهمية غير خروج السادات نفسه من حكم مصر. وعندما أجرى الأستاذ هيكل حوارا مطولا مع آية الله الخمينى، سأل الرئيس السادات سيد مرعى، وهو صديق شخصى للرجلين: بأى صفة أجرى هيكل هذا الحوار؟. وكانت إجابة هيكل ل مرعى: بصفتى الصحفية. وعندما نقلت هذه الإجابة للرئيس السادات قال متعجبا: ألم أنه دوره الصحفى بإخراجه من الأهرام!. وكانت تلك علامة تعجب فى غير موضعها، فالكاتب الصحفى لا يخرج على المعاش، قد يكون هناك رئيس جمهورية سابق، لكن لا يوجد كاتب صحفى سابق، وكانت تلك بداية عقدة هيكل التى أخذت بعد ذلك تستحكم. أخذ رجال السادات فى الصحافة المصرية فى الهجوم عليه والتشكيك فيما يكتب، وصفوه ب الصحفى الأوحد، أو أنه كان يحتكر المعلومات فى عصر عبدالناصر، وأن هذا بالذات سر بروزه، غير أن كل هذه الحملات فشلت، وتحطمت تماما، بل لعلها أضفت على الأستاذ هيكل ما يشبه الأسطورة، وخلقت أمامه فى نفس الوقت تحديات جديدة فى ظروف مختلفة، وكبر حيث صغر الآخرون، الذين نسوا، أو لعلهم لم يعرفوا أبدا، القاعدة الذهبية فى الإعلام: أنت لا تقنع إلا بما هو مقنع والصياغة للأستاذ محمد حسنين هيكل. ولعله من هنا بالضبط حرص مبكرا على أن تستند شهادته للتاريخ ورؤاه السياسية على وثائق مؤكدة، كل كلمة بوثيقة، وكل رأى مدعوم بما يؤكده. وهذه هى قيمة هيكل الحقيقية، قد تختلف معه، لكنك لا يمكن أبدا أن تقلل من ثقل ووزن ما يكتب، وأنه يستحق التأمل والجدل من حوله، وما يصدر عنه من آراء بتراكم الثقة فى جديتها وجدتها باتت تمثل نوعا من المرجعية السياسية ذات التأثير الخاص فى الرأى العام العربى. قد يتبنى غيره ذات الأفكار والتصورات والمواقف، غير أنها عندما تصدر عن هيكل تكتسب مصداقية خاصة، وقد سبقت هذه الصحيفة الأستاذ هيكل بنحو سنتين فى فتح ملف التوريث والتحذير من خطورته على النظام الجمهورى وعلى المستقبل السياسى فى مصر، غير أنه عندما دخل بنفسه فى المعترك بمحاضرته المدوية فى الجامعة الأمريكية طارحا تصوراته لأزمة الشرعية فى مصر ومتطرقا لسيناريو التوريث، أضفى مصداقية أكبر على الحملة التى قادتها العربى ضد التوريث. وكانت محطة دريم قد بثت هذه المحاضرة ثلاث مرات قبل أن تنتبه السلطات الرسمية وتأمر بمنع بث المحاضرة للمرة الرابعة، بعد أن كانت المحطة قد نوهت عنها. ثم أخذت السلطات تتصل بالصحف لمنع نشر نص المحاضرة، وتحدت العربى هذا القرار وانفردت بالنشر، وكان تأثير الأستاذ مدويا. فهو بما له من رصيد ومصداقية تأثيره أكبر وكلماته نافذة، كانت هناك قطاعات من الرأى العام فى هذا الوقت المبكر لا تصدق أن سيناريو التوريث سوف يمضى إلى نهايته، أو أنه موجود أصلا، وبدخول هيكل إلى مناقشة الملف أخذ بعدا جديدا، وبدا مؤكدا أن الموضوع خطير والمضى فيه أخطر. وقد أدت مواقف هيكل النقدية لنظام الحكم إلى إحياء العقدة المستحكمة، وتصور الإعلام المضاد أنه يمكن أن ينال منه ومن مصداقية ما يكتب أو أن التقليل من شأنه قد يسحب من رصيده، وهذه كلها أوهام، فما له قيمة يبقى، وغثاء القول لا يستحق الرد عليه. ويضيف السناوى " عقدة هيكل انتقلت إلى الرئيس مبارك قبل أن يتولى رئاسة الجمهورية من سلفه أنور السادات. وعندما التقى مبارك وهيكل لأول مرة ولعلها الأخيرة فى جلسة خاصة طالت، بعد الإفراج عن المعتقلين فى أزمة سبتمبر 1980 التى سبقت حادث المنصة، قال مبارك إنه كان يعتقد أن هيكل رجل عبدالناصر حتى أبلغه أنيس منصور أن عبدالناصر رجل هيكل. ورد هيكل على الفور: يا سيادة الرئيس لا تسمح وأنت الآن تجلس على مقعد جمال عبدالناصر أن يتحدث عنه أحد فى حضورك بهذه الطريقة. لا نعتقد أن سب الأستاذ هيكل بصورة مبتذلة يضفى احتراما على نظام الحكم الحالى، بل هو باليقين يسيء إلى الرئيس مباشرة، وإلى نجله على وجه الخصوص، ويثبت أن نظام الحكم الحالى فقد رشده وحسن تقديره لتعقيدات الحياة السياسية المصرية، التى يحظى هيكل داخلها بتقدير خاص، حتى من بين الذين يخالفونه فى الرأى، بل لعل هذا المستوى المبتذل فى تناول الشخوص العامة من علامات نهاية نظام الحكم الحالى. وننتقل لجريدة الاسبوع حيث كتب د. صفوت حاتم مقالا تحت عنوان " عام الحسم" تنبأ فيه بقرب انهيار البلاد واصابتها بالشلل بسبب الصراع بين السلطات مشيرا الى الصراع الحالى بين السلطة التنفيذية من جهة والقضاة والصحفيين من جهة اخرى واستطرد الكاتب قائلا " لم يعد من الممكن "للعقلاء" في نظام الحكم ان يتجاهلوا الصراع العلني بين المؤسسات والسلطات الدستورية في البلد.. فالقضاء اعلن "الرفض" الكامل لأساليب السلطة التنفيذية في تزوير ارادة الشعب في الانتخابات وقهر القضاة بالعنف واستغلال وجودهم لإضفاء الشرعية علي الانتخابات المطبوخة.. ولقد شارك القضاة في الانتخابات الاخيرة بدءا من تعديل المادة 76 وما حدث فيها.. مرورا بانتخابات رئاسة الجمهورية.. وانتهاء بانتخابات مجلس الشعب.. ولقد تجمع لدي القضاة قناعة كاملة ان السلطة التنفيذية تتلاعب بالعملية الانتخابية.. وقد يظن رجال الحكم انهم نجحوا في اجبار القضاة علي المشاركة واضفاء الشرعية علي الانتخابات باساليب متعددة من الغواية او الترهيب.. هذا وهم في ذهن "طباخي" الانتخابات وحدهم.. فلقد تجمع للقضاة.. خلال الشهور القليلة.. مادة وفيرة علي استحالة الإشراف القضائي النزيه في ظل المنظومة القانونية والسياسية القائمة.. ولا اعتقد ان القضاة سيشاركون في اي انتخابات قادمة.. سواء كانت انتخابات آجلة أو عاجلة!! واضاف الكاتب " لقد عبرت الأغلبية العظمي من القضاة.. خلال اجتماع الجمعية العمومية.. عن رفضها لكل ممارسات السلطتين التنفيذية والتشريعية التي يسيطر عليهما "شلة" قليلة معروف عدد افرادها بالاسم.. وقد هدد القضاة بتدابير تصاعدية في حالة عدم انصياع السلطتين المذكورتين للدستور والقانون.. اقل مايمكن ان يفعله القضاة هو مقاطعة اي انتخابات قادمة مهما كانت اهميتها.. وهو نوع من المقاومة "السلبية" علي طريقة الزعيم الهندي "غاندي" ولكنها "مقاومة" فعالة جدا لن يتصور تأثيرها المتصارعون انفسهم.. فإذا عرفنا ان العدد الحالي من القضاة غير كاف للاشراف التام علي العملية الانتخابية خصوصا تلك التي تتم علي مرحلة واحدة.. فاذا قدرنا احتمال مقاطعة نصف أو ثلث القضاة لاي
انتخابات قادمة.. فإن ذلك سيسحب .. ببساطة.. الشرعية من نتائج هذه الانتخابات دستوريا ومعنويا.. وسيكون مردوده سيئا داخليا وخارجيا. وقد يتطور موقف القضاء "تصاعديا" في اجراءات اخري في المحاكم.. وهو ما لوح به القضاة فعلا ولا يدرك خطورته حتي هذه اللحظة اعضاء "مجلس الادارة"!!! اما الصراع والصدام بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من جهة والسلطة الرابعة.. اي الصحافة.. فهو في تصاعد مستمر.. صحيح ان الصحف المستقلة والحزبية هي التي تقوده.. ولكن هذا لايعني ان قطاعات واسعة من صحفيي المؤسسات الحكومية لا تؤيده .. فهؤلاء ايضا فاض بهم الكيل بعد "انفضاح" وقائع الفساد الفاحش في مؤسساتهم ومن تردي اوضاعهم المهنية والمعيشية. ولن يكون من الذكاء ابدا الدخول في صراع بين سلطات الدولة الدستورية قد يصل بها الي الشلل والانهيار.. والذي قد لا يعلموه أعضاء "مجلس الإدارة" أن تصرفات الشهور الماضية لم تكن في صالحهم أبدا.. فلقد قدموا من سوء النية وسوء الفعال ما وصل بهم الي قطيعة حتمية مع السلطة القضائية والسلطة الرابعة.. ومع الرأي العام الشعبي .. ولن يستطيعوا تمرير أي "طبخة" قادمة مهما كان إحكامها!! صحيح .. ان من الحمق ماقتل!! اما جريدة الوفد فقد استمرت فى تغطيتها الشاملة لتوابع المعركة الحربية التى قادها رئيس الحزب المخلوع نعمان جمعة حيث كتب مجدي سرحان مدير تحرير الجريدة مقالا تحت عنوان " الدرس الأخير: اختتم حياتك.. بفضيحة!!" متناولا مشوار حياة الدكتور جمعة التى انتهت هذا الاسبوع فى التخشيبة على البرش او ما اسماه الكاتب بالوحل وكتب يقول " يوم الثلاثاء الماضي.. مثل كل ثلاثاء.. كان يقف وسط تلاميذ كلية الحقوق.. منتفخا.. متشحا بأزهي الالوان التي اشتهر بها.. الاصفر والاحمر والمشمشي والحمصي و»التريكواز« و»الليلاه«.. يحكي لهم في زهو مفتعل امجاده وفتوحاته في بلاد الفرنجة عندما شرفهم بالدراسة في إحدي جامعاتهم مبتعثا بوساطة من جهاز خطير ليراقب زملاءه ويكتب عنهم التقارير »!!« ثم يتذكر وهو يداعب بأنامله الصفراء كصفار وجهه خيوط رباط عنقه الحريري الذي لا يخجل في بلاهة منقطعة النظير من ذكر ارقام المبالغ المهولة التي دفعها ليشتري هذا الرباط.. لا من جيبه.. بل من جيوب الاغبياء المنبهرين بعلمه الفذ في آلاعيب القانون وحركات »محامين بئر السلم« التي جمع منها الملايين حتي استطاع بأموال هؤلاء المغفلين ان يمتلك البيوت الفاخرة والسيارات الفارهة في اعظم واكبر احياء القاهرة وباريس.. يتذكر وهو في هذه الحالة.. ويحكي للتلاميذ كيف انه كان يقوم بتدريس القانون لاهل القانون في فرنسا.. رغم انه لا يجيد الحديث بلغتهم بطلاقة »!!« ياله من معجزة »!!«. واضاف سرحان " ثم يركب الدكتور حصان خياله.. ويشطح وينطح.. ويصول ويجول.. ويتلبسه عفريت الزعيم الاوحد.. ويبدأ شرح مقالاته العبقرية التي استطاع ان يرسي من خلالها فقها سياسيا وقانونيا تدرسه من بعده الأجيال »!!« وفجأة »تكبر العملية في دماغه«.. وتتلبسه شخصية »بابا الحبوب«.. ويبدأ في صب الشتائم واللعنات علي تلاميده من قاموس بذاءاته الفريد.. بينما ترتسم علي وجهه ابتسامة صفراء ويقول لهم: أعلم يا أبنائي وبناتي انكم تحبون شتائمي لكم وتغضبون عندما لا أسبكم.. انني احبكم ولذلك أهديكم أقذع وأفظع اللعنات«!! وعندما يتبقي وقت من المحاضرة.. لا مانع لديه من ان يحدثهم عن الحرية والديمقراطية والعدل واحترام القانون!! ويختتم سرحان مقاله قائلا " وغدا الثلاثاء.. سيكون التلاميذ كعادتهم في انتظاره.. لكنه لن يذهب إليهم.. لانه سيكون هناك.. فوق »البرش«.. بجوار المجرمين وقطاع الطرق واللصوص.. ليس كزعيم سياسي او مدافع عن الحق والعدل والحرية.. ولكن لانه وضع القانون تحت اقدامه واختار ان يكون بلطجيا يمارس القتل وسفك الدماء والحرق والسرقة والاتلاف والتخريب.. ووقع متلبسا بجريمته.. مفضوحا امام الكاميرات لتشاهده ملايين الاعين.. وهو يخرج ذليلا إلي مثواه الاخير.. من السلطة إلي الوحل.. حيث كانت بدايته الاولي.. وهذا هو الدرس الاخير. وننتقل لجريدة الاهرام وما كتبه محمد السعدني تحت عنوان " الاختيار الصعب‏!‏ " مؤكدا ان الحل الوحيد للخروج من الجدل القائم حول توريث الرئاسة هو بالقيام بتعديل جديد للمادة 76 والغاء القيود الموجودة بهذه المادة والتى تعرقل ترشيح احد من خارج الحزب الوطنى وبهذا يتم السماح للاحزاب بأن تقدم مرشحيها بسهولة لانتخابات الرئاسة وفى هذه الحالة يمكن لجمال مبارك الترشح مثله مثل اى مرشح مصرى اخر وان نجح وحصل على ثقة الشعب فيكون جاء باختيار المصريين واستطرد الكاتب قائلا " لا أظن أن قضية واحدة استطاعت أن تقسم المهتمين بالشأن السياسي علي أنفسهم‏,‏ خاصة المستقلين منهم الذين لا ينتظمون تحت لواء أي من الأحزاب سواء الوطني أو المعارضة‏,‏ مثل قضية المستقبل السياسي لجمال مبارك‏..‏ ولا أقصد بالانقسام هنا ان هناك مجموعات ضد مجموعات بقدر ما أقصد ان كل شخص منقسم علي ذاته‏,‏ فبالقدر الذي تجد نفسك مرحبا بهذا المستقبل‏,‏ تجدك بالقدر نفسه شديد التحفظ من منطلق الرفض المطلق لفكرة التوريث‏.‏ هذا التناقض الغريب له مبرراته‏..‏ فجمال مبارك أثبت خلال فترة وجيزة انه يمتلك قدرا عاليا من الفهم والوعي السياسي الذي يمكنه من الانتقال من مرحلة التنظير السياسي الي مرحلة التطبيق الفعلي للأفكار والرؤي‏,‏ وقد تمكن من خلال قيادته لمجموعة لجنة السياسات من تجسيد معني الحكومة الحزبية‏,‏ فأصبحت الحكومة حكومة الحزب‏,‏ بعد ان كان متعارفا علي ان الحزب هو حزب الحكومة‏,‏ وخرجت من أروقة لجنة السياسات أفكار قوانين وتشريعات شقت طريقها الي الواقع العملي وأسهمت في وضع أسس حقيقية للانطلاقة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية‏..‏ ثم إن جمال مبارك شاب شاءت ظروفه الاجتماعية أن يجد نفسه في قلب المطبخ السياسي ومن حقه كأي شاب أن يتطلع الي المستقبل‏,‏ بل من الصعب أن يتصور أن ما أنجزه علي صعيد الحزب الوطني والخبرات التي اكتسبها يمكن أن تتوقف عند لحظة بعينها‏.‏ وفي الوقت نفسه وطبقا لمعطيات واقع النظام السياسي الحالي يصعب علي المرء أن يتصور أن المستقبل السياسي لجمال مبارك يمكن أن يحمل أي معني من معاني التوريث‏..‏ حيث تصطدم الفكرة مع طبيعة التطور ودرجة النضج السياسي الذي وصلت اليه التجربة السياسية المصرية ابتداء من ثورة يوليو ومرورا بتجربة حقبة الحكم الناصري‏,‏ ثم تجربة الانتقال السهل الممتنع للسلطة الي الراحل أنور السادات‏,‏ ومن ثم وصولها الي الرئيس حسني مبارك في لحظة تاريخية توافقت عليها جميع القوي والتيارات السياسية‏,‏ وصولا الي المرحلة التي نعيشها الآن في أعلي درجات الحرية السياسية منذ أكثر من‏54‏ عاما‏.‏ ورغم أن جمال مبارك قد أعاد مرارا وتكرارا تأكيد عدم اعتزامه الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية‏,‏ فإن منطق الأشياء ينبيء بأننا نعيش مرحلة إرهاصات سوف تسفر لا محالة عن واقع سياسي يفترض أن يتم الإعداد له بعناية وحرص شديدين‏.‏ ويضيف الكاتب قائلا " والمسألة يمكن أن تجد الحل المناسب من خلال الإسراع في التعديلات الدستورية بما في ذلك المادة‏76‏ المعدلة بحيث يكون الترشيح للانتخابات الرئاسية المقبلة مفتوحا بالتساوي بين جميع الأحزاب السياسية‏,‏ وفي حال قيام الحزب الوطني بتسمية جمال مبارك كمرشح للرئاسة‏,‏ يكون الأمر متاحا لبقية الأحزاب‏..‏ وإذا أسفرت النتائج عن فوزه يكون ذلك نتيجة لمنافسات جادة بين جميع الأحزاب وتقطع الطريق نهائيا أمام أي دعاوي تصدر من هنا أو هناك‏,‏ خاصة أن صدقية شرعية الحكم قد أصبحت ذات مرجعية عالمية وليست محلية فقط‏.‏ ونختتم جولتنا بما كتبه رضا محمود بجريدة الاخبار حيث يندد بقيام احدى الصحف القومية بمهاجمة الحكومة رغم ان صحفييها يحصلون على مرتباتهم من الدولة ولم يقف الكاتب عند هذا بل هاجم وزارة المالية لقيامها بنشر اعلانات فى الصحف الحزبية والمستقلة واضاف الكاتب يقول " بأمانة شديدة.. هذا أمر غير مسبوق.. وظاهرة تستحق أن نتوقف عندها.. صحيفة قومية يدفع مجلس الشوري مرتبات العاملين فيها من الألف للياء­ لأنها تحقق خسائر­ تصدر وفي صفحتها الأولي مانشيت ضخم جدا وبالألوان: "حكومة تبتز المواطنين"!.. الصحف الخاصة والحزبية التي تهاجم وتنتقد بلا رحمة تحظي بنصيب لا بأس به من الحملة الإعلانية الضخمة التي تصرف عليها وزارة المالية ملايين الجنيهات من أموال دافعي الضرائب رغم أن الحملة لم تحقق الهدف منها ولا يعيرها دافع الضرائب الذي يشعر بالقهر أدني اهتمام!! أيضا.. مساحة الحرية التي يمنحها التليفزيون لضيوفه غير مسبوقة.. برامج تطرح آراءا جريئة وتوجه انتقادات عنيفة بلا تحفظ.. لم يعد مقدم البرنامج أو المخرج يصاب ­ لا مؤاخذة ­ بالإسهال إذا خرج الضيف عن السيناريو وتجاوز الخطوط الحمراء ووجه نقدا لاذعا أو اتهاما لمسئول ما .. لم تعد هناك محاذير يحددها معد أو مقدم برنامج للضيف قبل الخروج علي الهواء، لدرجة أن بعض الزملاء الصحفيين يتطوع من تلقاء نفسه للسؤال عما إذا كان هناك أية ممنوعات قبل بدء البرنامج فتجيء الاجابة: تكلم وانتقد كما تشاء ما دمت تقدم الحجج التي تدعم كلامك.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة