استنكر مجلسا الشعب والشورى الهجوم الذي وقع ليلة رأس السنة بكنيسة القديسين بالإسكندرية، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات، وشددا على أن الحادث لا يستهدف المسيحيين وحدهم بل والمسلمين أيضا، لكنهما أكدا أنه لن يفت في عضد المصريين أو ينال من الوحدة الوطنية. وقال الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، إن "الحادث الإرهابي هز مشاعرنا جميعا وترك غصة في حلوقنا"، وأضاف إن الحادث الذي وصفه ب "المؤلم والخسيس أعاد إلينا بعض مشاهد من ماضي كنا قد طوينا صفحته سقط فيه عدد من أبناء مصر الأبرياء بين شهيد ومصاب". وأضاف في بيان أصدره أمس إن "مجلس الشعب قد هالته تلك الأعمال الإجرامية التي تعادي كل القيم والمبادئ الإسلامية والإنسانية"، غير أنه شدد على أن "مثل هذه الأعمال لن تنال من صلابة الجبهة الداخلية والوحدة الوطنية التي يرفرف عليها راية المودة والمحبة ونسيج هذا الوطن ووحدته". وأكد سرور، أن "هذا الحادث لن يفت من حالة الاستقرار الأمني الذي تنعم به مصر تحت قيادة الرئيس حسني مبارك"، موضحا أن "مثل هذه الجرائم لن توقف جهود مصر شعبا وحكومة عن مواصلة الجهود لاقتلاع هذه النبت الشيطاني الذي لن يجد له مأوى في مصر بلد التاريخ والحضارة". وأشار سرور إلى أن "مجلس الشعب يعبر عن بالغ مواساته القلبية ويتقدم ببالغ عزائه إلى شعب مصر بأسره مسلميه ومسيحيه، ويؤكد في بيانه أن هذه الجريمة الشنعاء لن تمر دون عقاب رادع". وطالب بسرعة تعقب الجناة وضبطهم ووقوف أبناء مصر صفا واحدا في مواجهة قوى الإرهاب والمتربصين بأمن الوطن. وكلف لجان حقوق الإنسان والدفاع والأمن القومي والتعبئة القومية والشئون الدينية والاجتماعية والأوقاف زيارة موقع الحادث للوقوف على حقيقة الأحداث وتقديم تقرير عنها. وختم سرور بقوله "سوف تظل مصر أبدا بعدا للأمن والأمان ينعم بها مواطنوها كافة هكذا أرادها الله لا فرق بين مواطن ومواطن من أبنائها". من جهته، أكد مجلس الشورى أن المستهدف من حادث كنيسة "القديسين" بالإسكندرية ليس المسيحيين وحدهم ولكن المصريين جميعا بغير استثناء. وقال إن "المجرمين لايدركون أن النسيج القوى لهذا الشعب المتماسك قد عاش به مسلموه ومسيحيوه لأكثر من أربعة عشر قرنا ثم تأتي الآن هذه القوى الإجرامية المرتبطة بالخارج لكى تحاول تنفيذ تهديدها الذى يعبر عن حقد دفين وكراهية شديدة لشعبها". واستنكر المجلس في بيان "الحادث المروع الذى تعرضت له الكنيسة, والذى أدى إلى سقوط ضحايا أبرياء فى ليلة فاصلة بين عامين هي ليلة بداية العام الميلادى الجديد بكل الأسى والاستهجان لهذه الجريمة النكراء التى تقف وراءها قوى ظلامية تستهدف استقرار مصر وأمن شعبها". وأضاف إن "المجلس إذ يدرك محاولات الإستهداف التى تحيط بوطننا العظيم فإنه يدعو جماهير شعبه إلى التماسك فى هذه اللحظات الصعبة، لمواجهة هذه النوعية من الجرائم الغريبة على الشخصية المصرية وهويتها الحضارية وبنيانها الواحد". وكلف رئيس المجلس صفوت الشريف لجنة الصحة والسكان والبيئة بالتوجه فورا لموقع الحادث والاطمئنان على المصابين. ودعا لجنة الشئون العربية والخارجية والأمن القومى إلى عقد اجتماع يحتشد فيه أعضاء المجلس للتعبير عن استنكارهم للجريمة وإصدر توصيات على أن يتم عرضها في جلسة المجلس التى ستعقد صباح الاثنين لمناقشة هذا الحادث الغاشم.