طالب نصارى العراق بإنشاء محافظة خاصة بهم في منطقة سهل نينوى شرق الموصل، رافضين الدعوات إلى إقامة حكم ذاتي، بعد الهجمات التي تعرضوا لها مؤخرًا. وأكّد رئيس "كتلة الرافدين" النصرانية يونادم كنا أنّ "حماية النصارى في العراق تأتِي عبر فرض سلطة القانون وتمكن الحكومة من حماية جميع المواطنين، ووصف دعوات تهجير النصارى إلى أوروبا بأنها "مؤامرة لتدمير نسيج المجتمع العراقي". وقال "كنا" الذي تشغل كتلته 5 مقاعد في البرلمان: إننا "لم نطالب بإقامة حكم ذاتي للنصارى وهذا كلام لبعض الأطراف لا نتحمل مسؤوليته لأنه غير دستوري ولا منطقي".. وإن اجتماع أربيل الجمعة الماضي الذي ضمّ القوى النصرانية الرئيسة طالب بإنشاء محافظة من الأقضية الشرقية التي تتبع إداريًا في الوقت الحالي إلى محافظة نينوى وهي قضاء تكليف والحمدانية وشيخان والقوش". واعتبر أنّ "هذا الطلب يكفله الدستور العراقي في المادة 125 منه التي نصت على إمكان إنشاء محافظات". وذكر أنه "حتى عام 1958 كان العراق يتكون من 14 محافظة، لكن بعدها تَمّ استحداث محافظات أخرى مثل صلاح الدين التي كانت ناحية ومن ثَم أصبحت قضاء ثم محافظة، ومحافظة النجف، ومحافظة دهوك". ولفت إلى أنّ "أهالي قضاء الزبير في البصرة أيضًا يطالبون بأن تكون مناطقهم محافظة مستقلة لبعدها عن البصرة وهذا متحقّق في المنطقة الشرقية من الموصل". وتابع: إنّ "هذه الأقضية تضمّ أكثر من نصف مليون مواطن ومساحتها نحو 5 آلاف كيلومتر مربع. صحيح أنّ معظم سكان هذه المنطقة نصارى لكن فيها كل مكونات الشعب العراقي من عرب وشبك وكرد وأيزديين، وبالتالي فإنّها ستكون محافظة تجمع الموزاييك العراقي". وأكّد رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد الغفور السامرائي في كلمته خلال المؤتمر أنّ "الذين تكلموا باسم الإسلام وقتلوا باسمه. الإسلام بريء منهم لأنه جاء ليوحد ولم يأتِ ليشتت وليعرف الناس أن خير الناس من نفع الناس"، داعيًا النصارى إلى أن لا ينظروا إلى "هؤلاء القتلة على أنهم يمثلون دينًا أو طائفة أو مذهبًا، فهؤلاء لا دين لهم". وكشف أن "عدد أئمة وخطباء المساجد الذين تم قتلهم على يد تنظيم القاعدة الإرهابي بلغ 375 إمامًا وخطيبًا".