حذرت صحيفة أمريكية من زوال النصرانية في العراق جراء هجرة النصارى إلى الدول الغربية بعد الهجمات الدامية التي يتعرضون لها، وبخاصة بعد أحداث كنيسة سيدة النجاة، التي راح ضحيتها نحو 150 شخصا بين قتيل وجريح نهاية أكتوبر الماضي. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في عددها الصادر اليوم الاثنين إن المزيد من النصارى في العراق يفرون ضمن موجة جديدة إلى شمال العراق أو إلى الخارج، وسط حملة من العنف ضدهم وخوف متزايد من أن قوات الأمن في البلاد غير قادرة، أو على نحو أسوأ، غير مستعدة لحمايتهم". وأضافت الصحيفة :" هذا النزوح الجديد، الذي لم يكن الأول، يسلط الضوء على استمرار فرار العراقيين رغم تحسن الأوضاع الأمنية التي يشوبها مأزق سياسي ساد البلاد بعد انتخابات مارس الماضي". ومضت الصحيفة تقول إن الذعر دفع الكثير منهم إلى الفرار من أعمال العنف، وهو ما ينذر بانقراض النصرانية في العراق.. على غرار الرحيل الجماعي ليهود العراق عام 1948. يأتي ذلك وسط دعوات لجمع نصارى العراق في مدينة واحدة في منطقة سهل نينوى بمدينة الموصل شمالي بغداد من أجل توفير الحماية لهم، خاصة وأن العرب لا يزال يسيطر عليهم بشكل كبير، بعد الهجمات التي تعرضوا لها منذ غزو العراق في مارس 2003. ويتعرض نصارى العراق منذ أسابيع لأعمال عنف دامية تدفع بالعديد منهم إلى مغادرة بلدهم، حيث يعيشون منذ بدء النصرانية قبل ألفي عام تقريبا، وأحدث الاعتداءات مقتل عجوز وزوجته في بغداد قبل ثلاثة أيام. كما لقي ستة منهم مصرعهم وأصيب 33 آخرون بجروح في سلسلة اعتداءات في العاشر من نوفمبر الماضي. كما قتل ما لايقل عن خمسة أشخاص في منطقة الموصل خلال الأسابيع الماضية. ومنذ عام 2004، تعرضت حوالي 52 كنيسة وديرا لهجمات بالمتفجرات كما لقي حوالي 900 نصراني مصرعهم فضلا عن أعمال خطف طالت المئات منهم لطلب فدية. وكان عدد النصارى قبل الغزو يتراوح بين 800 ألف ومليون ومئتي ألف، بحسب كنسية ومراكز أبحاث متعددة، ولم يبق منهم سوى اقل من نصف مليون نسمة اثر مغادرة مئات الآلاف منهم، كما انتقل بضعة آلاف إلى مناطق آمنة في شمال البلاد مثل سهل نينوى وإقليم كردستان.