قُلت لصديقي لن أكتب بعد مقالي الأخير شيئا جديداً .. فقد يئست أن يفهم الناس . . ربما لضعف حجتي وربما لصحة موقفي فى وقت تُرفض المواقف الصحيحه , وربما لصحة موقف المعارضين لموقفي .. !! فقال صاحبي : لن تتحمل وستكتب .. كان التحدي بيني وبين نفسي واضحاً , وقلت لنفسي لن اكتب , ولكني خسرت التحدي , كيف أسكت وأنا أعرف أن موقفي سليم ؟
- اليوم لفت نظري منشور منتشر على الصفحات فيه صورة لشاب من المتظاهرين ( الإخوان ) يرمي جندي بحجر وفى المقابل الجندي صوب مدفعه الرشاش إلي إتجاه الشاب .. وكتب صاحب المنشور عنوان للصورة ( تماما كما تفعل اليهود فى فلسطين ! )
لكني رأيت الصورة من مشهدين مختلفين , وقلت فى نفسي من نلوم ؟ هل نلوم العسكري الذي تعامل مع المصري معاملة اليهودي مع المسلم الفسطيني .. أم نلوم المسلم المصري أنه تعامل مع العسكري المسلم المصري على أنه يهودي !!؟؟
بدي سؤالي لنفسي غريب فالمشهد كلٌ يراه من وجهه نظره , ولكني حاولت أن أراه من الجانبين , فوجدته يحتاج إلي مزيد إنصاف .
- قلتُ فى نفسي ماذا لو ضرب هذا العسكري هذا المتظاهر الآن وقتله .. من نلوم ؟ مع أني أعلم أن الكثير سيقول وهل ساويت بين المدفع الرشاش والحجر , مع أن الحجر يقتل .. لكنها سفسطة من لا يريد الحق .
- وجدتُ ان الموضوع متشابك , ومُعقد , فالشاب يعتقد أنه على حق , والعسكري (طوع الأمر ) لا يستطيع أن يتخلف عن الأمر , وهم بالنسبة له خارجين على القانون ..
- حتي لو كان الشاب صاحب حق , فهل كلُ حق يؤخذ بالحجارة ؟ لا أدري .
-المشهد الثاني الذي شغلني .. هو سؤال آخر سألته لنفسي بعدما دعت عليا إحدي الأخوات هداها الله باشد الدعاء , وكلما قلت لها جزاكي الله خييرا او سامحك الله أو غفر الله لكي , زادت فى الدعاء عليا .. !! قلت ماذا لو قالت ( هداك الله يا أخي إلي الحق .. ) اليس يكون أقرب إلي القبول ؟
- قلت سبحان الله , فهي تتكلم وهي واثقة أنني منافق مع انها لا تعرفني إلا من كتاباتي ( السيئة من وجهه نظرها ) ولكنها لم تترك فرصه لنفسها أن تسمع , وهكذا يكون التعصب .
- وكم من الإخوة والأخوات يشبه هذه الأخت ؟ وما الذي أوصلهم إلي هذه الدرجة من العدوانية والكراهيه ؟ وكانت الإجابة هي ( التربية )
- المشهد الثالث هو مشهد حزب النور موقف المعارضين له , وانا أعارض الحزب وبشدة فى موقفه من الدستور , لكن كلامي ليس عن الدستور , بل عن لو تبدلت المقاعد ..
- فماذا لو كان الرئيس من حزب النور , وحصل ما حصل فى البلاد , هل كان الإخوان سيُضحون بشبابهم لعودة شرعيته ؟
- إجابة السؤال ستكون حسب الشخص المسئول , فإن كان من الإخوان فستكون الإجابة هي ( المباديء لا تتجزأ وأكيد كنا سنفعل نفس ما نفعله الآن ) وإن كان معارض للإخوان ستكون الإجابة (قطعاً لا )
- لكن ألا تري معي أن جماعه وحكومة رفضت أى مبادرة من حزب هل تعتقد أنها ستدافع عن شرعيته لو كان مكانها ؟ أنا لا أعتقد .
- ثم ماذا لو عاد مرسي , وماذا لو لم يعود ؟ وماذا لو استمرت الدماء سنوات وماذا لو فكرنا بعقلانيه ؟ وماذا لو مر الدستور وماذا لو انتخنا رئيس ومجلس شعب ؟؟!! وماذا لو أنهدمت مصر على رؤوسنا جميعا ؟؟ هل هذا هو المطلوب ..!!
- لا يشك أحد ان مرسي ظُلم , ولك هل نصرة المظلوم تكون بدماء الشباب ؟ من يأتي بحق هؤلاء الشباب ؟ ثم يخرج شباب أخرين للدفاع عن حق الشباب الذي مات فيموت منهم شباب جديد , ثم يخرج الآخرون .. الخ الخ الخ .. من علمكم هذا ؟ ؟ لا تقول الدين فالدين بريء من هذه الدماء .
- تعجبت من نقل الشباب لممنشورات تقول أن المشايخ ( الحويني ويعقوب وحسان ) يرفضون الدستور أو يدعون الناس للمقاطعه .. طيب ماذا لو قال المشايخ ( إرجعوا إلي بيوتكم ) وهلا آتيتم لنا من كلامهم ما يؤيد خروجكم الى الشوراع هذه الأيام ؟
ماذا لو كثيرة تدور فى رأسي لا أجد لها إجابة .. وأخيراً ماذا لو قرأت هذا المقال ولم تسُب صاحبه , بالفعل ستكون أرقي بكثير .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.