حذر القائد الألماني للقوات الدولية في شمال أفغانستان في وقت متقدم من ليلة امس السبت من أن نشر عشرات الآلاف من الوثائق السرية بخصوص انتشار قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان على الانترنت يشكل تهديدا مميتا. وكان الميجور جنرال هانز فيرنر فريتز يشير إلى موقع (ويكيليكس) الإلكتروني الذي نشر الشهر الماضي عدداً هائلاً من الوثائق العسكرية السرية التي تذكر على سبيل المثال أسماء الأفغان الذين يتعاونون مع قوة المساعدة الأمنية الدولية (ايساف). وقال فريتز: "أعتقد أن هذا الفعل غير مسؤول على الإطلاق.. إن الخطر الذي يشكله لا يقتصر فقط على حياة جنودنا الالمان ولكن يشمل جميع الجنود المنتشرين في أفغانستان". وأدلى الجنرال بهذه التصريحات برفقة وزير الدفاع الألماني كارل تيودور تسوغوتنبرغ ورئيس البرلمان الألماني "بوندستاغ" نوربرت لامرت اللذان عقدا مؤتمرا صحافيا عقب وصولهما لأفغانستان لزيارة الجنود الالمان. وأشار فريتز الى أن تأثير أفعال "ويكيليكس" لن تظهر على الفور. وتعتبر البعثة الألمانية في أفغانستان الاكبر من نوعها حاليا. وكان البرلمان الالماني قد صرح بإرسال 5350 جنديا للخدمة في أفغانستان. وكان لامرت وصل وبصحبته تسوغوتنبرغ امس إلى أفغانستان في زيارة مفاجئة. وتوجه المسؤولان الألمانيان في مستهل الزيارة بعد ظهر امس إلى المقر الرئيسي لقوات المساعدة الأمنية الدولية "إيساف "في مدينة مزار الشريف شمالي البلاد. وقال لامرت مساء امس أمام عدة مئات من الجنود في المقر الرئيسي لقوات "إيساف" : "البرلمان يعلم إنه يستطيع الاعتماد على الجيش، وعليكم أن تعلموا أن بوسعكم الاعتماد على البرلمان". وأضاف لامرت الذي رافقه أيضاً توماس أوبرمان ويورج فان إسن الرئيسان التنفيذيان للكتل البرلمانية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعم المعارضة والحزب الديمقراطي الحر الشريك في الائتلاف الحاكم في برلين وكذلك ارنست راينهارد خبير الدفاع بحزب المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي: "نريد بزيارتنا هذه أن نوضح أن البرلمان يقف خلف الجيش". وسلم لامرت الجنود الألمان علما كان يرفرف على مبنى الرايخستاج الذي سمي فيما بعد بالبوندستاج. ووصف هديته بأنها "رمز للترابط بين البرلمان والجيش" قائلاً إنه بمثابة "الوسام" أن يكون الجيش الألماني جيشا للبرلمان وهذه أحد "المعالم البارزة" للديمقراطية الألمانية. يذكر أن هذه هي الزيارة الأولى لرئيس البوندستاج للجنود الألمان في أفغانستان بينما تعد هذه هي الزيارة الخامسة لجوتنبرج منذ توليه حقيبة الدفاع في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. تأتي هذه الزيارة في وقت تمر فيه مهمة القوات الدولية في أفغانستان بمرحلة فاصلة في ظل سوء أحوال الوضع الأمني هذا العام حيث شهدت الأشهر الثمانية من هذا العام مقتل نحو 465 جنديا من قوات إيساف وهي إحصائية تساوي مجموع القتلى خلال العام الماضي كله. كان البرلمان الألماني وافق على رفع عدد القوات الألمانية العاملة ضمن قوات إيساف في أفغانستان من 4500 إلى 5350. وشهد مطلع الشهر الجاري بداية عمل أول كتيبة تدريب وحماية وقوامها 650 جنديا ومهمتها تعزيز الناحية التدريبية ومن المنتظر أن تلحق بها كتيبة مشابهة الخريف المقبل. يذكر أن الحكومة الأميركية تعتزم تخفيض القوات الأميركية في أفغانستان اعتبارا من منتصف العام المقبل وهو الإجراء الذي يثير جدلا واسعا. في المقابل لم تحسم الحكومة الألمانية بعد قرارها الخاص بموعد بدء تخفيض أعداد القوات الألمانية في أفغانستان. غير أنه من المنتظر تسليم مسؤولية الأمن في البلاد بشكل كامل إلى قوات الأمن الأفغانية من الجيش والشرطة في موعد أقصاه 2014.