بدأت الولاياتالمتحدة أمس رحلة البحث عن المسئول عن أكبر عملية اختراق امني في تاريخها حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية( البنتاجون) أمس أنها ستقوم بفتح تحقيق للكشف عمن قام بتسريب91 ألف وثيقة سرية عن الحرب في افغانستان. محذرة في الوقت نفسه من إمكانية حدوث تسريب لمزيد من الوثائق العسكرية. وقال جيوف موريل المتحدث باسم البنتاجون سنفعل كل ما هو ضروري لتحديد من المسئول عن تسريب هذه المعلومات.وأضاف حتي نعرف من هو المسئول يجب أن نعترف بإمكانية ان يحدث تسريب لمزيد من المعلومات ومن الواضح ان هذا مدعاة للقلق. وقال البنتاجون في بيان ان مراجعته لتسرب الوثائق العسكرية السرية عن الحرب في افغانستان سيستغرق أياما ان لم يكن أسابيع وانه من السابق لاوانه تقييم حجم الاضرار. ورفض البنتاجون تسمية اي مشتبه بهم في تسريب الوثائق لكنه رفض ايضا استبعاد احتمال تورط متخصص بالجيش يدعي برادلي ماننج وهو شخص ينتظر المحاكمة بتهمة تسريب معلومات متصلة بحرب العراق إلي جماعة ويكيليكس. وكان برادلي ماننج قد اتهم في وقت سابق من هذا الشهر فيما يتصل بتسريب شريط فيديو سري يعرض هجوما لطائرة هليكوبتر عام2007 ادي الي مقتل نحو12 شخصا في العراق, وهو متهم ايضا بتحميل برقيات لوزارة الخارجية علي حاسوبه الشخصي. وبشأن احتمال اخضاع جماعة ويكيليكس للفحص والتدقيق قال مسئولو وزارة الدفاع انه من الناحية التاريخية كان المسربون المستهدفين في المقاضاة الجنائية لا أولئك الذين نشروا المعلومات. ومن جانبهم أكد مسئولون عسكريون امريكيون ان الشخص المسئول عن الكشف عن الوثائق المسربة يبدو ان لديه رخصة سرية للاطلاع علي وثائق حساسة عن الحرب الافغانية. واعترف المسئولون بأنه من المحتمل حدوث تسرب لمزيد من الوثائق, ويأتي ذلك بالتزامن مع اعلان مؤسس موقع ويكيليكس علي الانترنت جوليان أسانجي ان مجموعته حجبت15 ألفا من الوثائق المسربة ومنعتها من النشر حيث تدرس حاليا ما اذا كان نشرها له انعكاسات وآثار أمنية, وفي نفس السياق, وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية ان تسريب الوثائق العسكرية الامريكية وما كشفت عنه من صعوبة وضع القوات الامريكية والدولية في حربها ضد المتمردين في افغانستان قد يذكي الشكوك وحالة عدم اليقين في الكونجرس الامريكي بشأن استراتيجية الرئيس باراك اوباما في افغانستان وسيتطلب الامر من أوباما المزيد من المجهودات الضخمة لحشد المزيد من التأييد لاستراتيجيته في هذا البلد. جاء ذلك في الوقت الذي توالت فيه ردود الفعل الدولية الغاضبة بشأن تسريب الوثائق الامريكية التي أعطت صورة قاتمة حول الحرب في افغانستان, حيث أعربت كندا علي لسان وزير خارجيتها لورانس كانون عن قلقها بشأن تأثير تسرب تلك الوثائق علي أمن وسلامة الجنود الكنديين الموجودين في افغانستان والبالغ عددهم ألفين و800 جندي. ومن جانبه دعا قائد قوات حلف شمال الاطلنطي في افغانستان الجنرال ايجون رامس الي توخي الحذر للحيلولة دون وقوع المزيد من التسريبات, مؤكدا أن ما حدث يدفع قوات التحالف الي ضرورة اتخاذ مزيد من الاحتياطات و التحلي بالحذر الشديد. وفي كابول قال وحيد عمر المتحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي ان الرئيس مصدوم من تسريب أكثر من90 ألف وثيقة عسكرية أمريكية لكنه لم يفاجأ بما ورد بها. وقال عمر في مؤتمر صحفي حتي الآن فيما يتعلق بنا هناك شيئان واضحان في معظم الوثائق التي قرأناها حتي الآن.. الأول يتعلق بحالات الضحايا المدنيين والآخر يتعلق بالدور الذي تلعبه المخابرات الباكستانية في تقويض الأنشطة داخل أفغانستان. نعتقد ان موقفنا في هاتين القضيتين بالغ الوضوح علي مدي سنوات و سبق و أن بحثناه مع حلفائنا الدوليين. وتزامن ذلك مع اعلان الحكومة البريطانية عن أسفها لعملية التسريب, وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في حوار مع هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي ان تسريب تلك الوثائق من شأنه تسميم مناخ الحرب في افغانستان الا انه اكد ان تلك الوثائق لن تؤثر علي القوات البريطانية هناك. ومن جانبها أدانت باكستان المعلومات التي وردت بالوثائق والتي كشفت عن شكوك الامريكيين في تعاون المخابرات الباكستانية مع حركة طالبان طوال السنوات الماضية, واصفة التقارير بانها مشوهة. وعلي صعيد آخر أعلن حلف شمال الاطلنطي( الناتو) ان التحقيقات التي أجرتها القوات الدولية بشأن مقتل مدنيين أفغان إثر قصف صاروخي في اقليم هلمند يوم الجمعة الماضي كشفت عدم تورط قوات الناتو في ذلك الحادث. وفي المقابل حمل الرئيس الافغاني حامد كرزاي في بيان رئاسي قوات الناتو مسئولية قتل52 مدنيا,من بينهم الكثير من النساء والاطفال, في اقليم هلمند داعيا القوات الدولية الي ضرورة وضع تفادي سقوط قتلي مدنيين أثناء عملياتهم في مقدمة الاولويات. وفي السياق نفسه أعلن الناتو أمس ان القوات الافغانية والاجنبية عثرت علي جثة أحد الجنديين الامريكيين اللذين فقدا من مقرهما في العاصمة الافغانية كابول هذا الاسبوع. وقال الحلف في بيان استعادت القوات الافغانية وقوات التحالف رفات الجندي الذي فقد من قوة إيساف الامنية الدولية يوم الاحد في شرق أفغانستان وذلك بعد عملية بحث مكثف. ومن برلين من مازن حسان: نفت ألمانيا ما ورد في التقارير الامريكية المتسربة التي نشرها موقع ويكيليكس حول تأييدها لعمليات التصفية الجسدية لعناصر و قيادات طالبان التي تقوم بها قوة خاصة أمريكية في افغانستان الا أن وزارة الدفاع الالمانية أكدت علمها بتلك العمليات و التنسيق بشأنها مع القوات الأمريكية.