قالت مجلة نيوزويك الأمريكية: إن لدى إيران من القوى والنفوذ داخل العراق ما يمكنها من التدخل في شئون وسياسات البلاد بالطريقة التي تراها بعد سحب الغازي الأمريكي قواته التي احتلت بلاد الرافدين لسبع سنين عجاف. وأشارت نيوزويك إلى ما وصفته بالتغير الكبير المحتمل الذي ستشهده بغداد، والمتمثل في النفوذ الإيراني أو خصم أمريكا الأول في البلاد وانعكاساته على العلاقات الدبلوماسية بين العراق والولاياتالمتحدة. وأضافت أن الولاياتالمتحدة بصدد تغيير سفيرها لدى العراق كريستوفر هيل، حيث يتوقع أن يخلفه السفير الأمريكي لدى تركيا جيمس جيفري، وأن طهران عينت سفيرا جديدا لدى بغداد هو حسن دناني فر. وبينما أشارت المجلة إلى أنه يعتقد أن حسن دناني فر يحمل رتبة عالية في الحرس الثوري الإيراني، أضافت نيوزويك أنه كاد يقع في أيدي القوات الخاصة الأمريكية في بدايات 2007 أثناء هجوم شنته ضد مكتب التجارة الإيراني في مدينة أربيل في شمال العراق. وفي معرض سؤاله بشأن الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق مع نهاية الشهر الجاري، قال السفير الإيراني لدى بغداد: "الجنود والمسئولون العراقيون قادرون على حفظ الأمن الداخلي، وهم ليسوا بحاجة لمساعدة من أي أحد، وإنه لا حاجة لتدخل أي كان" في شؤون الآخرين. وفي حين قالت نيوزويك إن مربط الفرس يكمن في العبارة التي أطلقها السفير الإيراني والمتمثلة في "التدخل" في شؤون الآخرين، أوضحت أن "التدخل في شؤون الآخرين" كان العامل الأهم الذي أفشل المحادثات الإيرانيةالأمريكية بشأن العراق قبل ثلاث سنوات. وأضافت أنه سبق للسفير الإيراني السابق حسن كاظمي قمي لدى العراق أن عقد سلسلة اجتماعات مع نظيره السفير الأمريكي السابق لدى بغداد ريان كروكر، والتي شكلت أول مباحثات بين طهرانوواشنطن على ذلك المستوى العالي بين البلدين قرابة ثلاثة عقود. ومضت بالقول: إن تلك المباحثات الأمريكيةالإيرانية بشأن بلاد الرافدين انتهت بالفشل في ظل ما وصفته باستمرار الاتهامات المتبادلة بين طهرانوواشنطن بالتدخل في شؤون العراق. وفي حين تتهم الولاياتالمتحدةإيران بتسليح وتدريب مليشيات شيعية في العراق، تتهم طهرانواشنطن بدعم وتسليح سياسيين عراقيين بشكل قوي في بلاد الرافدين. وخلصت نيوزويك إلى القول: إن مستوى الوجود الدبلوماسي الأمريكي في العراق سينخفض بالتزامن مع انخفاض أعداد القوات العسكرية الأمريكية في البلاد، مضيفة أن السفير الإيراني على علاقة قوية ببعض المسئولين العراقيين. وأوضحت أن دناني فر تربطه علاقة قوية بالرئيس العراقي الحالي جلال الطالباني ورئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي اللذين عارضا الرئيس الراحل صدام حسين في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وهنا يكمن بيت القصيد الذي يجعل من النفوذ الإيراني نفوذا أكبر في بلاد الرافدين بعد انسحاب الغازي الأمريكي. وبينما قالت صحيفة لوس أنجلوس من جانبها إن أمن الحدود العراقية يشكل عائقا يعترض اكتمال انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من بلاد الرافدين، أضافت أن بعض أشكال الوجود العسكري الأمريكي ستبقى ماثلة في البلاد لحماية حدودها إزاء أي مخاطر خارجية وبهدف مواصلة تدريب الجيش العراقي. ومضت لوس أنجلوس بالقول: إن العراق سيبقى بحاجة للوجود العسكري الأمريكي عشر سنوات قادمة على الأقل، مضيفة أنه ليس بمقدور أبناء العراق حماية بلادهم عند اكتمال انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية مع نهاية 2011