ربطت مصادر دبلوماسية بين الحملة الشعبية لدعم ترشيح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية والحصول على "ضوء أخضر" من إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لتمرير "توريث السلطة"، لاسيما وأن الإدارة الأمريكية اشترطت وجود قبول شعبي بمبارك الابن لمباركة وصوله إلى الحكم خلفًا لوالده. وأفادت المصادر ل "المصريون"، أن الاتجاه السائد داخل الإدارة الأمريكية على الأقل "لا يمانع" في وصول جمال مبارك إلى السلطة لعدة اعتبارات، منها كونه شابًا وهو أحد عوامل الارتياح داخل الإدارة الأمريكية، فضلا عن كونه امتدادًا لوالده، وهو ما يعني سيره على خطاه في الحكم وضمان استقرار الحكم في مصر، والحفاظ على العلاقات الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة واتفاقية السلام مع إسرائيل. كما أن أحد عوامل القبول الذي يحظى به خلفيته المدنية، وهو ما يعني حال وصوله إلى السلطة إنهاء هيمنة العسكريين على الحكم في مصر لأول مرة منذ قيام ثورة يوليو 1952م التي أطاح بحكم الأسرة العلوية، وتعول عليه بشدة في إمكانية قيامه بإجراء تغييرات استراتيجية في السياسية المصرية. غير أن هناك اتجاهًا داخل الإدارة الأمريكية يطالب بأن يخوض مبارك انتخابات حرة ونزيهة ومتكافئة وإزالة العراقيل أمام ترشح المستقلين لحوض انتخابات الرئاسة، والتي تنص عليها المادة 76 من الدستور، الأمر الذي يدعو إليه الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وربطت المصادر بين الدعم الأمريكي للتوريث باستمرار الرئيس حسني مبارك في السلطة، وقيامه بالتنحي بشكل طوعي عن الترشح لانتخابات الرئاسة المقررة العام القادم وفرض جمال مبارك خليفة له في الحكم، باعتبار أن حدوث عارض للرئيس سيعرقل تمرير هذا السيناريو بشكل تام. من جانبه، أكد السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق ل "المصريون" أن تناول أجهزة إعلام أمريكية وإسرائيلية لملف "توريث السلطة" في مصر خلال الفترة الأخيرة يشير إلى أن شيئًا ما قد تم التوصل إليه في الكواليس بين القاهرة وواشنطن وعواصم أخرى. وقال الأشعل، إن تبني عناصر من الحزب "الوطني" الحاكم بقوة لحملة انتخاب جمال مبارك رئيسًا للجمهورية يشير إلى أن النظام لم يعد يفكر في شيء إلا بتمرير "سيناريو التوريث"، على حد قوله. إلى ذلك، اعتبر الدكتور جهاد عودة عضو أمانة "السياسات" بالحزب "الوطني" أن جمال مبارك هو الوحيد الذي يمتلك برنامجًا متكاملاً يؤهله لتولي منصب الرئيس مقارنة ببرنامج الدكتور أيمن نور زعيم حزب "الغد"، والذي حل ثانيًا في انتخابات الرئاسة الماضية، أما الدكتور محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، فقال إنه لا يحمل برنامج وإنما مجرد تصريحات ومبادئ. وحول إمكانية ترشح الرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية القادمة، رفض عودة الإجابة على هذا السؤال واكتفى بالصمت، لكنه قال في تصريحاته لفضائية "مودرن تي في" إنه مع جمال مبارك لو رشح نفسه للرئاسة لأن لديه برنامج حزبي واضح. وعاد عودة –منظر توريث السلطة- إلى التلميح إلى إمكانية شن اعتقالات بين قادة المعارضة، تأكيدًا لما أشار إليه في السابق بأن البرادعي "ليس كبيرًا على الاعتقال"، وقال إنه طالما دخلت السياسة المصرية فيمكن ببساطة اعتقالك، مدللا بعبارة للكاتب الساخر الراحل محمود السعدني، حيث قال إنه "كلما راح المعارضة يعتقلوني فقررت أن اذهب لمكتب وزير الداخلية فاعتقلوني أنا وهو". أن مصر لم تكن دولة مؤسسات حتى عام 2002 مؤكداً أن الرئيس مبارك نظامه عسكري مثله مثل السادات وعبد الناصر مشيراً إلى أن دولة المؤسسات بدأت في عام 2002وليس قبل ذلك ، وأشار عودة أن الرئيس مبارك لن يغضب من كلامه لأنه عرف عنه حبه للصراحة والنقد.