نِصِيبَة ...!! : هكذا نطق فحل من فحول الحزب الحاكم المتحكِّم كلمة ( مصيبة !!) مساء أمس في برنامج 48ساعة ، وهو – بحق – واحد من أنجح برامج قناة المحور في شحن الجماهير ضد النظام الحاكم، الذي يسميه أحمد بك نظيف ( السيستم ) . فالبرنامج يتمتع بقدر هائل من الاستعلاء على المستضعفين والفقراء، يقابله قدر كبير من المداهنة اللزجة ، والاستخذاء القميئ ، والتهافت البارد ، والتزلف السمج ، إذا كان الضيف أو المتصل من ذوي الحظوة أو الثروة . كان الحوار مساء أمس حول ما أعلنه الأستاذ أحمد سيستم ( نظيف سابقا ) من تفشي الرفاهية في أوصال المجتمع المصري ممثلة في أطنان الزبالة ، و300ألف سيارة يتم ترخيصها سنويا ، وعدة ملايين تُنفق على مكالمات المحمول ... إلى آخر مؤشرات الرفاهية التي اخترعها هؤلاء الفلاسفة الجدد . وكان بطلا الحوار الكاتب الصحفي المحترم ممدوح الولي المتخصص في الاقتصاد ، وفحلاً غريب البنية واللغة والنظرات من فحول لجنة السئات اسمه الدكتور رشاد !! لا أعرف فيم تدكتر ولا متى تدكتر ، لكني أراه كثيرا على الفضائيات هو ونفر آخرون من (فحول) الحزب إياه ينتمون إلى فصيلة نادرة من الكائنات الدقيقة ، يجوبون القنوات ليل نهار دفاعا عما يؤمنون داخليا – إذا كانوا بشرا – أنه الإفك بعينه ، والتزوير بعينه . لكن ( لقمة العيش ) لها ضروراتها .!! وصف ذلك الكائن رئيس وزرائه أحمد سيستم حرفيا بأنه ( مش بيعرف يعبَّر أوي ) وبجهد جهيد تُرجِم لي هذا التعبيرالعامي إلى الفصحى فعرفت أنه يعني أن ذلك الكائن يصف دولة الرئيس الجليل بأنه ( .. لا يكاد يُبين )!! وقد قال ذلك الكائن هذه العبارة التاريخية ( مش بيعرف يعبَّر أوي ) تعليقا على اعتراض مذيع البرنامج على استخدام دولة الرئيس الجليل لمصطلح ( الرفاهية ) !! إزاء تلك الأرقام المخيفة المُذهلة التي ذكرها الكاتب الصحفي المحترم ممدوح الولي عن الأسر التي تحيا بدون دورات مياه في مساكنها ، وعن بعض سكان القاهرة الذين لا مياه في مساكنهم وتمد لهم الحكومة ( خراطيم !!) تغذيهم بالمياه بضع ساعات من الليل يوميا . وقد حدد الزميل الفاضل أماكن إقامتهم بأن وزير الإعلام يستطيع رؤيتهم من شرفة مكتبه فهم وراء مبنى الإذاعة والتليفزيون . وهنا انفجرت من فم ذلك الكائن الوطني الديموقراطي كلمته المدوِّية ( دي تبقى .. نِصِيبة ) أي : مصيبة ولكن دخلها التحريف لعلة الدكترة ، وهي من علل التغيير اللغوي التي لم يفطن لها سيبويه .!! دكترة أخرى : نشرت جريدة ساويريسية بعددها الصادر يوم 15/7/2010 ما نصه : ( مجلس جامعة القاهرة قرر فى اجتماعه، أمس، برئاسة الدكتور حسام كامل، رئيس الجامعة، وحضور الدكتور فتحى سرور، رئيس مجلس الشعب، والدكتور عاطف عبيد، رئيس مجلس الوزراء السابق، والدكتوره آمال عثمان، وكيل مجلس الشعب، أعضاء المجلس من الخارج، منح السيدة سوزان مبارك، الدكتوراه الفخرية فى علم الاجتماع . وقالت الجامعة إنها استندت فى حيثيات القرار إلى رصيد العطاء الكبير والممتد للسيدة سوزان مبارك فى مجال سياسات وبرامج التنمية الاجتماعية.) وقد سمحت الجريدة بنشر ثلاثة تعليقات فقط على الخبر يعف قلمي عن نقلها هنا فراجعوها هناك أيها القراء الكرام إذا شئتم . ولا يحتاج الخبر إلى تعليق بالطبع ، فقد وصلت أوضاع جامعاتنا إلى ما لا يحتاج لتعليق ، ولكن الذي لفت نظري في الخبر ، أن هناك جامعات في الصعيد سبق لها أن منحت دكتوراهات حقيقية ( وليس فخرية ) لكل من تولى منصب أمين الحزب الوطني في تلك البلاد !! حتى لما اختير أحدهم لمنصب سياسي قبل أن (يلحقوه ) بالدكتوراة ، فكروا في منحها لنجل سياسته( في أصل المخطوط : سيادته ) لنبوغه المفاجئ ..!! وذات مرة شهدت بنفسي واقعة كان بطلها فسلا من أفسال هيئة التدريس أُسند إليه الإشراف على كلية لا مجلس لها ، فكتب ورقة أن ( مجلس الكلية الموقَّر !!) [ الذي هو توقيع سيادته فقط ويجاوره توقيع رئيس الجامعة ..ّ!] قرر ترشيح السيدة سوزان مبارك لجائزة دولية عن السلام العالمي ...!! طبعا أُرسلت صورة من قرار( مجلس الكلية الموقَّر !!) [ الذي هو توقيع سيادته فقط ويجاوره توقيع رئيس الجامعة ..ّ!] لمن يهمهم الأمر فانهالت المناصب على الرجلين .!! فهنيئا مقدما للدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة – شقيق الوزير الحالي عصام كامل – فغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا ، ويصبح معاليه وزيرا كأخيه !! وهنيئا للسيدة حرم الرئيس بهذه الدكتوراة الفخرية التي لا تقدم لها شيئا بعد أن نالتها من عدة جامعات غربية مرموقة دوليا ، لكنني أناشد جامعاتنا ( المشتاقة ) ألا تكرر ما فعلته جامعة القاهرة مع جيهان السادات وسوزان مبارك . وأن تقصر منح دكتوراتها على أمناء الحزب بالمحافظات ، كما نفعل نحن في الصعيد ، أو تخص بها الوزراء الذين يتمتعون بالفصاحة والطلاقة اللغوية وإتقان العربية الرصينة حين يتحدثون مثل الوزير االمصيلحي وهاني هلال ورشيد !! [email protected]